مقالات

العنف السياسي

روناهي خالد

بداية ما هو العنف السياسي؛ سؤال قد يراودنا جميعاً أمام الحملات الإعلانية في أيام مناهضة العنف ضد المرأة والندوات التي تتمحور وتتبلور حول العنف الجسدي والنفسي وتأويلات التحرش والاغتصاب وحرمان الحقوق إضافة إلى إنكار وجودها.

فهل العنف السياسي يجب أن يؤطر ضمن المحاور التي يجب مناقشتها في أيام العنف الممارس ضد المرأة وغيرها من الأيام ؟؟

هل العنف السياسي هو أمر خطير ويلحق الضرر بالمجتمع !!؟؟

اسئلة قد تراودنا كثيراً ولا نجد لها أجوبة, أتذكر عندما كنت صغيرة؛ ذهب والداي لجلب هوية انتخابية، ولم أكن أعي معنى الهوية الانتخابية. جلُّ ما أتذكره أن أعمامي وأولاد عمومتي وكل العائلة انشغلت بموضوع الهوية الانتخابية، وتعليم وتوجيه أمي لطريقة البصم على الهوية الانتخابية ومَن ستُرشِح، وكانت الأحاديث كلها تدور لتصب في مصب الجدل.

بعدها بأسابيع كان البلد يكتظ بصور عديدة لأشخاص يبدو عليهم الثراء الفاحش يريدون تمثيل الفئة الفقيرة وتأمين مطالبهم.

لتعود الأحاديث تدور في الشوارع والبيوت حول من سترشح؟ هل سترشح كل ذلك؟ ولا يوجد بينهم مرشحة.

وإن وُجدت يجب أن تقوم بالترشيح حسب رغبة والدها أو زوجها وعائلتها أو بحسب مطالب السلطة.

العنف السياسي: يُعرَّف العنف السياسي ضد المرأة بأنه شكل من أشكال العنف الذي يُمارس ضدها؛ أي عنفٌ ممنهج وموجه, تُسلب فيها المرأة حقها في التعبير عن رأيها السياسي أو أن تترشح لأحد البرلمانات أو المجالس ابتداءً من دائرة الخدمات وصولاً إلى الأحزاب.

هذا ويتمثل العنف السياسي بِعدَّة أشكال؛ منها النفسية والجسدية والاقتصادية والإعلامية في السياسة، ويؤثر على قدراتها واستعداداتها للانخراط في المجال السياسي لأنه سيؤثر سلباً على حياتها نسبة التميز القائم على الجنس وأولوية المشاركة السياسية.

فالعديد من العائلات هي التي تُساهم في تدني مستوى مشاركة المرأة سياسياً؛ فيمنع الأقارب مشاركة قريباتهم في العملية السياسية  للمرأة  أو من الترشح للعملية الانتخابية لأنهم يعتبرون هذا المنصب منوطٌ فقط بالرجل حسب مفهوم السلطة.

ويتم إجبار العديد من النساء على التصويت لمرشح ترغب العائلة أو الزوج بفوزه، وهكذا يُمارس الضغط عليهن؛ مما يحوِّل مشاركة المرأة سياسياً إلى مجرد تعبئة سياسية وليس مشاركة حقيقيه فاعلة.

هذا وتضع الكثير من الجهات والنقابات السياسية قيود أمام النساء للحيلولة دون وصولهن إلى القوائم الانتخابية, وتتعرض الكثير من النساء السياسيات والناشطات إلى الابتزاز على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومقارنة مع الواقع في شمال وشرق سوريا؛ المسألة تختلف تماماً، وهذا ما تلاحظه الكثير من الناشطات السياسيات اللواتي يعملن في الداخل والخارج؛ فنسبة مشاركة النساء في الإدارة الذاتية تفوق ال 50% في كافه المجالات السياسية, والعسكرية, والدبلوماسية، وضمن مؤسسات الادارة الذاتية حيث أصبحن نموذج لميثاق العقد الاجتماعي لضمان وبناء سوريا مستقبلية تعددية لا مركزية على مبدأ الحياة الندية والحرة.

زر الذهاب إلى الأعلى