الأخبارمانشيت

عن العرب اللندنية: مقاومة عفرين شكلت شرخاً بين أردوغان وقادته

لا يبدو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في طريق سهلة لتحقيق وعوده باجتياح عفرين ثم الانتقال بعدها إلى منبج في ضوء تقارير تتحدث عن خلاف بينه وبين قيادات عسكرية مؤثرة لم تنس الحملة التي استهدفت الجيش وإهانة رموزه بشكل سافر، وأن هذا الخلاف هو الذي يعيق ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن تحقيق نصر سريع ضد مقاتلين كرد يفوقهم من حيث العدد والقوة والخبرات العسكرية.

وعزا المراقبون سرّ استعصاء عفرين، وهي مدينة صغيرة بمقاتلين بإمكانيات محدودة، إلى وجود معارضة من قيادات بارزة في الجيش تعطل الدفع بأعداد كبيرة من الجنود والعتاد في المعركة، ما دفع أردوغان إلى الرهان على مقاتلين تابعين للجيش السوري الحر لا يمتلكون الخبرات الكافية لحسم المواجهة.

ويخشى أردوغان وحزب العدالة والتنمية من محاولات انقلاب أخرى قد تخرج من الجيش التركي، والتي تستثمر المغامرة في عفرين، للانتقام من حملة القمع التي طالت الأجهزة الأمنية والعسكرية عقب محاولة الانقلاب، رغم التغييرات التي أجراها الرئيس التركي على قادة القوات البرية والجوية والبحرية خلال تلك الفترة.

وفي محاولة للخروج من الوضع الصعب الذي وجدت تركيا نفسها فيه بما ينبئ بورطة طويلة الأمد، بادر الرئيس التركي إلى الاستنجاد بالناتو للمساعدة على ما أسماه حماية الحدود التركية من “الإرهابيين” والتي أكدت أنقرة مرارا أنها بمثابة الحدود المتقدمة للحلف.

وقال أردوغان في خطاب ألقاه، أمام أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم في محافظة مرسين “أخاطب الناتو، أين أنتم؟، تعالوا إلى سوريا، لماذا لا تأتون، أليست تركيا إحدى دول الناتو؟”.

وأضاف “دعوتمونا إلى أفغانستان والصومال والبلقان فلبينا النداء، والآن أنا أدعوكم: تعالوا إلى سوريا.. لماذا لا تأتون؟”.

ويرى محللون سياسيون أن دعوة الناتو لمساعدة تركيا على تأمين حدودها بما فيها السيطرة على عفرين، يؤكد أن أردوغان في حاجة ماسة إلى دعم خارجي لمنع السقوط في المستنقع، خاصة أن الكرد نجحوا في تعطيل تقدّم القوات التركية والقوات السورية الرديفة، وأن القوات التركية واجهت العديد من التعقيدات نتيجة المقاومة الشرسة التي يبديها المقاتلون الكرد، ما قد يوسع دائرة الغاضبين في الداخل من المغامرة شمال سوريا.

ولفت هؤلاء المحللون إلى أن الفشل في السيطرة على عفرين بعد أسابيع من بدء الهجوم التركي، سيوسّع دائرة الرافضين للحرب ليس فقط داخل المؤسسة العسكرية، لتشمل أحزاب المعارضة والسياسيين المستقلين وقوى المجتمع المدني ووسائل الإعلام التي يجري الضغط عليها لمنعها من نشر مواقف المعترضين على مغامرة عفرين.

وتم تسريح الآلاف من الجنود والقيادات مختلفة الرتب في المؤسسة العسكرية، فضلا عن عناصر من قوات الأمن، والموظفين الحكوميين، ما يمثل أرضية مساعدة لأي محاولة جديدة للانتقام من سياسة أردوغان.

وتوعد أردوغان السبت بتوسيع الهجوم في سوريا ضد المقاتلين االكرد ليشمل بلدات حدودية رئيسية يسيطرون عليها وصولا إلى الحدود العراقية.

وقال في تصريحات نقلها التلفزيون “عندما نطرد الإرهابيين (من عفرين) سنخرجهم من منبج وعين العرب وتل أبيض ورأس العين والقامشلي”.

ومنبج، هي المدينة الرئيسية الثانية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب شرق عفرين، وتنشر فيها واشنطن عددا من الجنود.

أما عين العرب، التي يطلق عليها الكرد كوباني، فتتمتع بأهمية رمزية كبيرة لأنها كانت مركزا لمعارك مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وتتهم أنقرة وحدات حماية الشعب بأنها الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا على الأراضي التركية منذ 1984.

غير أن الولايات المتحدة عملت بشكل وثيق مع وحدات حماية الشعب في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وقد أثارت الحملة توترا مع تركيا حليفة واشنطن في حلف شمال الأطلسي

زر الذهاب إلى الأعلى