الأخبارمانشيت

العدوان التركي وحملة تضييق تشنها سلطات الفاشية التركية على حزب الشعوب الديمقراطي

نشرت ميدل إيست أونلاين تقريراً على صفحاتها اليوم عنونته “الهجوم التركي يعمق الإحساس بالاغتراب بين الكرد جنوب البلاد حيث يغذي هذا الشعور حملة تضييق تشنها السلطات على حزب الشعوب الديمقراطي”.
ويقول الموقع في مستهل تقريره: “خلف الهجوم التركي على الشمال السوري تأثيرات كبيرة على المكون الكردي جنوب شرق تركيا حيث تزامن الهجوم مع حملة قمع غير مسبوقة استهدفت كذلك حزب الشعوب الديمقراطي وهو الحزب الرئيسي المؤيد للكرد في البلاد”.

ويقول النائب الكردي في البرلمان التركي موسى فارس أوغلاري:” إنه كان هدفاً لمدافع المياه والغاز المسيل للدموع بل والضرب بدروع شرطة مكافحة الشغب أثناء محاولته الاحتجاج هذا الشهر على الهجوم العسكري التركي في شمال شرق سوريا”.
ويضيف التقرير” فقد عمق التوغل التركي الذي يستهدف وحدات حماية الشعب الإحساس بالاغتراب بين الناس في جنوب شرق تركيا الذي يغلب الكرد على سكانه. ويغذي هذا الشعور حملة تضييق تشنها السلطات التركية على حزب الشعوب الديمقراطي”.
ومنذ بدء العملية التركية في التاسع من أكتوبر الجاري ألقت السلطات القبض على العشرات وعزلت رؤساء بلديات في تحقيقات بموجب قوانين مكافحة الإرهاب في حين منعت الشرطة مسؤولي حزب الشعوب الديمقراطي بمن فيهم فارس أوغلاري من الإدلاء بتصريحات علنية.

رد في غاية القسوة

وقال فارس أوغلاري في مبنى حزب الشعوب الديمقراطي في آمد (ديار بكر) أكبر مدن باكوري كردستان (شمال كردستان) بينما كان عشرات من جلاوذة الميت التركي يقفون في الخارج “بلغ قمع شعبنا حداً أصبح فيه مجرد الخروج لإبداء أكثر ردود الفعل ديمقراطية يقابل برد في غاية القسوة”.
وحزب الشعوب الديمقراطي هو الحزب الوحيد في برلمان تركيا الذي يعارض الهجوم على شمال سوريا وقال فارس أوغلاري إن من “تحدث إليهم من السكان المحليين أبدوا تضامنهم مع كرد سوريا”.
وقال محمد قسيم العاطل عن العمل وهو يجلس في مقهى بديار بكر الواقعة على مسافة 100 كيلومتر إلى الشمال من الحدود السورية “هم إخواننا، أكرادنا يعانون في هذا الوضع”.

سياسات الدولة التركية تضعف احساس الناس بالانتماء

وقال وهب جوشكون الباحث الأكاديمي في القانون بجامعة دجلة في آمد (ديار بكر):” إن أغلب الكرد في تركيا يعارضون استراتيجية أنقرة في سوريا ويرون أنها تأتي في إطار سياسة أوسع نطاقاً تستهدف الكرد”.
وأضاف “هذه السياسات التي تنفذها الدولة تضعف إحساس الناس بالانتماء بشكل خطير. مشاعرهم أوذيت وثمة صدع عاطفي”.
وبالرغم من أن حزب العدالة والتنمية يتخلف عن حزب الشعوب الديمقراطي في قطاع كبير من جنوب شرق تركيا إذ فاز في الانتخابات البلدية في مارس الماضي بنسبة 31 في المئة من الأصوات في مدينة ديار بكر أي حوالي نصف ما حصل عليه منافسه، ولكنه يتصرف خارج القانون وبديكتاتورية تمكنه من عزل رؤساء البلديات، ويسحق كل الشرعية الانتخابية متى ما أراد وأمام أسماع وأنظار المجتمع الدولي.
وأضاف وهو يجلس تحت صورة كبيرة لأردوغان “منذ ثلاث سنوات يوجد جو من الوئام في ديار بكر. والوضع نفسه قائم في الريف. فقد خلقت الحرب على الإرهاب هذا الجو من السلام”

تقييد الحريات

وقال جوشكون الباحث بجامعة دجلة إن الحملة على مسؤولي حزب الشعوب الديمقراطي أدت إلى تفاقم إحساس الكرد بخيبة الأمل. وأضاف “يتم خلق جو يقيد الحريات. وهذا الجو لا يفيد تركيا”.
ويوم الثلاثاء عينت أنقرة مسؤولين حكوميين بدلا من أربعة من رؤساء البلدية المنتخبين ممن يمثلون حزب الشعوب الديمقراطي ليرتفع عدد رؤساء البلدية الذين عزلتهم إلى 12 بسبب ما تقول إنها صلات تربطهم بالإرهاب منذ الانتخابات في مارس/آذار الماضي. ويربط حزب الشعوب الديمقراطي بين تلك الحملة على الأكراد والعملية العسكرية في سوريا قائلا إن مكاتبه في جنوب شرق البلاد تتعرض لحصار وإن الحق في حرية التعبير وحق التجمع معلقان
واحتجزت سلطات الفاشية التركية أيضاً المئات بسبب تعليقات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي تنتقد العدوان التركي على شمال سوريا.
وقال مدرس شاب في مقهى بآمد (ديار بكر) طلب عدم نشر اسمه خوفاً من أن يفقد وظيفته: “إذا كانت تركيا تفكر حقا في السلام فعليها أن تحل المشاكل في الداخل أولاً. هذه العملية تهدف إلى إرهاب الكرد في تركيا، و معاقبة الكرد هنا”.

زر الذهاب إلى الأعلى