الأخبارمانشيت

الطفلة التي بُتر ساقها جراء الاحتلال التركي تتساءل: أين ساقي؟

“أين ساقي، متى سأمشي، لماذا تستطيعون السير وأنا لا أستطيع”، بهذه الكلمات نطقت الطفلة سارة يوسف ذات الـ 7 أعوام، التي بُتر ساقها الأيمن من فوق الركبة، إثر قصف جيش الاحتلال التركي لمدينة قامشلو في 10 تشرين الأول، واستشهد شقيقها الطفل محمد يوسف ذو 12 عاماً.

استهدف جيش الاحتلال التركي ظهر يوم الـ 10 من تشرين الأول الجاري، أحياء مدينة قامشلو المكتظة بالمدنيين بوابل من القذائف الصاروخية، كحي الزيتونية والغربي، والبشيرية وقدوربك. واستشهد على إثرها الطفل محمد يوسف محمد ذو 12 عاماً والمسنة بشيرة كبشو، بالإضافة لجرح جانكين أحمد مراد 35، وعبد الكريم البعد 23، ودليل عبد المجيد علي26، وبدارن راكان محمد 35، ومحمود أحمد حمادي 19، وحامد حواس العمر 40، دليل عبد المجيد علي 23، وكانيوار بشير علي 24. بالإضافة للطفلة سارة ذات الـ 7 أعوام والتي بُتر ساقها اليمين من فوق الركبة، وهي شقيقة الطفل الشهيد محمد يوسف محمد.

ونُقلت الطفلة سارة لتلقي العلاج ضمن مشفى السلام في مدينة قامشلو، ولم تنطق بحرف لمدة ستة أيام نتيجة الصدمة، وفي اليوم السابع نطقت، وقالت لوالدتها: “أين قدمي؟، متى سأمشي؟، لماذا تستطيعون السير وأنا لا أستطيع؟، أين محمد؟.”

الطفلة سارة لا تعلم حتى الآن باستشهاد شقيقها محمد الذي كان يُحضر لها حقيبتها أثناء الذهاب للمدرسة، ويلاعبها في أرجاء المنزل.

متى يمكنني استعادة ساقي؟

حالة الطفلة سارة مأساوية الآن، تجهش بالبكاء عندما يسألها أحد ما، بينما تسأل الأطباء والممرضات وكل من يدخل الغرفة التي تتلقى ضمنها العلاج متى يمكنني أن استعيد ساقي؟.

لا تختلف حالة والدة سارة عن وضع طفلتها، فلقد فقدت ابنها وها هي سارة وحالتها المأسوية أمام عينيها، الأم أيضاً تعاني من حالة صدمة، تُخفي ألم استشهاد ابنها محمد في داخلها لكيلا تعلم سارة بالأمر. وتصف وضعها بالمزري، وتقول: “وضعنا العائلي لا يوصف، فحجم الخسارة التي تعرضنا لها كبيرة، وسارة لا تعرف ما يدور في الأرجاء، وتتساءل كل لحظة أين هي شقيقها محمد”.

دموع والدة سارة تنهمر كل لحظة، علامة الحزن والأسى بادية على وجهها، تقول: “في كل لحظة سارة تُحدثني في إذني أين ساقي؟. لماذا أنتم تستطيعون الوقوف وأنا لا أستطيع؟ متى أنهض من هذا السرير وألعب مع محمد؟.”

ذهب النور من عيناي

وناشدت والدة سارة المنظمات الحقوقية والإنسانية لمساعدتهم في المحنة التي يمرون بها، وقالت: “ذهب النور من عيناي، أريد أن أرى سارة البريئة واقفة على ساقيها أمام رفاقها، وأمام عيناي”.

وتساءلت والدة سارة: “ما ذنُب هذه الطفلة البريئة أن حتى تتعرض للقصف، هي كانت تلعب مع شقيقها عند عتبة باب بيتها، وتم قصفها واستشهد شقيقها وهي فقدت ساقها”.

وتتعرض مناطق شمال وشرق سوريا منذ 9 تشرين الأول لهجمات عنيفة من قبل جيش الاحتلال التركي، ويستهدف جيش الاحتلال التركي القرى والنواحي والمدن المأهولة بالسكان يومياً بوابل من القذائف والصواريخ، واستشهد في هذا القصف العشرات من المدنيين وأصيب المئات، جرح العشرات منهم خطيرة، والبعض الاخر فقد أجزاء من جسده كالطفلة سارة يوسف.

نقلاً عن وكالة أنباء هاوار

زر الذهاب إلى الأعلى