تقاريرمانشيت

الشهيد حسين

عندما تلهج الألسنة بكلمة الشهيد تنحني كل شيء تقديراً لعطاءاته، وانتشاءً برائحة دمائه الزكية، وتحتار الكلمات في إيجاد المعاني التي تعطيه حقه. مَنْ ذا الذي يقدم روحه على كفه الذهبية ويتخلى عن ملذات الحياة عندما يتحوط الإرهاب بالوطن سوى العظماء والأبطال؟. الشهيد ذلك الغائب الحاضر في كل طَرْفَةِ عين وإشراقة شمس وهبوب نسائم الريح المعطرة برائحة دمائه الفوَّاحة وابتساماته التي تتوالد مع ضفائر الشمس، ومن هؤلاء العظماء الأبطال: البطل حسين يوسف عثمان الذي ولد في حي الزنود التابع لمدينة قامشلو لعائلة وطنية كردستانية مؤلفة من ثلاثة أخوة وثمانية بنات، إذ كان والده متزوجاً بامرأتين.

درس المناضل الابتدائية في مدرسة زنود وكان مكتوم القيد، فحُرموا من الجنسية السورية وتبع ذلك حرمان من كافة الحقوق المدنية وحق العمل والتوظيف إلى جانب عدم قدرتهم من تسجيل أطفالهم في النفوس، ولم يكن يُعطى لـ “لمكتومي القيد” وثيقة الشهادة الإعدادية والثانوية، إضافة إلى حرمانهم من الالتحاق بالجامعات كان ذلك سبباً مباشراً لترك المناضل دراسته وتفرُّغِهِ للعمل.

في البداية عمل في “مَلحَمَةٍ”  إلّا أن والده طلب منه أن يعمل معه في تعهدات البناء فتفرغ للعمل في تلك المهنة.

في عام2007 تزوج حسن وأنجب من زوجته ثلاثة أطفال، صبي وابنتان، وكان المناضل يعشق العمل والحرية ويهوى صيد السمك، وفي بداية الأزمة السورية سافر المناضل مع عائلته إلى تركيا بقي فيها مدة قصيرة إلّا أن نخوته وغِيْرَتُه على وطنه وأهله جعله يعود ثانية ليدافع مع شباب بلاده عن أرضه ويحميها من المعتدين من جبهة النصرة وجند الشام، فقام المناضل مع رفاقه المتطوعين بحراسة الأحياء والشوارع والوقوف على الحواجز بشكل يومي لمنع الدخلاء والغرباء، وعند بدء الاشتباكات بين النظام وقوات حماية الشعب في نيسان 2015 وعلى الرغم من منع عائلته له من الذهاب إلى الحواجز بسبب الوضع الأمني غير المستتب كونه أب لأطفال صغار يحتاجون لرعاية والدهم؛ إلّا أنه ذهب دون إخبار أحد من أفراد عائلته، وأثناء ذلك احتدمت الاشتباكات بين الأسايش من جهة وقوات النظام البعثي من جهة أخرى، وتم تبادل إطلاق النار بين الطرفين وخلالها كان المناضل متواجداً إلى جانب قوات الآسايش  بالقرب من دوار الوحدة مع رفاقه لصد هجمات النظام الغاشم، ونتيجة انفجار دراجة نارية أصيب بجروح بليغة وعلى إثرها نُقل إلى مشفى خبات العسكري بمدينة قامشلو لتلقي العلاج لكن حالته كانت حرجة بسبب جروحه، وبعد يومين من العلاج في المشفى استشهد المناضل حسن، ووُري الثرى في مقبرة الشهيد دليل صاروخان بحضور حشدٍ غفيرٍ من الجماهير وأهالي مقاطعة قامشلو.

وثيقة الشهادة:

الاسم الحركي: حسين

الاسم الحقيقي: حسين يوسف عثمان

اسم الأم: حواء

اسم الأب: يوسف

مكان وتاريخ الولادة: 2/1/1982 حي الزنود التابعة لمدينة قامشلو

مكان وتاريخ الانتساب: 2012

مكان وتاريخ الاستشهاد: 24/ 4/2015 قامشلو

زر الذهاب إلى الأعلى