مقالات

الشرق الأوسط يعاني ..!!

روشين موسى

نعم الشرق الأوسط ليس بخير، طالما هناك آلة الحرب والقتل والصراعات لا تتوقف، طالما هناك احتلال وتهجير وتغيير ديمغرافي وحالات السلب والنهب والاعتقالات وسرقة ممتلكات الناس، طالما هناك فكر تكفيري ظلامي شوفيني قومي، طالما لا يحق لك التعلم والحديث باللغة الأم، نعم الشرق الأوسط في خطر نتيجة ما تمّ ذكره، بل أكثر من ذلك، مادام هناك تمييز جنسوي بين الجنسين، وكل يوم تقتل المرأة، وتُسلب من أبسط حقوقها، الشرق الأوسط يعاني الضياع والتضليل والعبودية، فأصبح على سرير الموت.

هذا الشرق الذي كان مهد الحضارات للشعوب والأمم وللعالم أجمع، والتاريخ يشهد منذ بلوغ فجر البشرية على ذلك، وقطعت أشواطاً عظيمة في هذا الدرب.

لكن اليوم هناك فجوة كبيرة بين الشرق وباقي الاتجاهات، في الشرق الأوسط الشعوب لا يحق لهم الإدلاء بصوتهم، فقط عليهم تمجيد وتعظيم السلطان والحاكم وسلطة الأمن هي سيد الموقف، هناك خلط ومغالطات في فهم التاريخ والطبيعة، حيث التعريف لكل حاكم على حسب مصالحه حتى إن كانت على حساب الشعوب وكرامات الناس.

“لا نعيش فقط في المجتمع الأكثر إشكالية، بل نعيش في مجتمع عاجز عن منح أفراده أبسط الحقوق، إن المجتمعات التي نعيش ضمنها لم تفقد فقط أنسجتها الأخلاقية والسياسية، بل إن وجودها أيضا مهدد بالمخاطر، فهي تعاني من مخاطر الإبادة، لا من الإشكاليات.

فإذا كانت القضايا تتعاظم في يومنا الراهن رغم كل قدرات العلم، وتتجذر وتتحول باستمرار إلى حالة سرطانية، فهذا يعني أن الإبادة المجتمعية ليست مجرد فرضية أو احتمال، بل هي خطر حقيقي محيق. أما المزاعم التي تقول بأن سلطة الدولة القومية تحمي المجتمع، فتختلق أفدح خداع تضليلي، لتجعل من الخطر حقيقة واقعة خطوة بخطوة. “هذا ما أكده الفيلسوف والمفكر عبد الله اوجلان في التشخيص الحقيقي للشرق الأوسط وما تناله شعوب المنطقة.

في الشرق الأوسط هناك العديد من تعاريف عن السلطة والحكومة والدولة والنظام، ونموذج حكومة حزب العدالة والتنمية التركي الإرهابي الفاشي، في ظل سياساته الإرهابية على شعوب الشرق الأوسط وخاصة الشعب الكردي والعربي والإسلامي أيضاً، فأردوغان وحزبه يمارسون الإجرام بكل معنى الكلمة على البشر والشجر والحجر، لا يفهمون غير لغة الدم و الدمار، وما يحصل بحق الكرد هو حرب إبادة جماعية.

إنّ ما تشهده الساحة السورية والعراقية هي جرائم حرب ضد المجتمع السوري والعراقي، وقبلها في ليبيا وأرمينيا ومصر، وكل منطقة الشرق الأوسط تعيش ويلات إرهاب الدولة التركية المنظم، لقد جعل أردوغان من نفسه إلهاً وملكاً على العالم يستغل عواطف الناس عبر الحرب الناعمة ومنها الخطاب الديني والعنصري.

إن تداعيات إرهاب الدولة التركية ومعها مرتزقتها، كبيرة جدا على المجتمعات في الشرق الأوسط، حيث أدى إلى نزيف وانهيار داخل المجتمعات.

فقط في شمال وشرق سوريا هناك مقاومة حقيقية أمام هذا الإرهاب المنظم، وهناك حالة العيش المشترك بين أبناء التاريخ المشترك في الشرق الأوسط من الكرد والعرب والسريان وجميع الأديان والطوائف والأعراق والمذاهب، نعم فقط في شمال وشرق سوريا حيث ما تبقّى من ميراث وميلاد وحضارات شعوب الشرق الأوسط.

على منظمات حقوق الإنسان إدراك خطورة ما يعانيه الشرق الأوسط نتيجة الحرب وآلة القتل التركية.

زر الذهاب إلى الأعلى