الأخبارمانشيت

السلطات التركية تخشى من إرادة المرأة لذلك تقوم باغتيال النساء

لعِبت المرأة الكردية أدواراً هامةً في المجتمع والسياسة منذ غابر التاريخ, وحالياً يختلف وضع المرأة الكردية بين الدول الأربعة المحتلة لكردستان (تركيا، وسوريا، والعراق، وإيران)، ومع دخولنا إلى القرن الواحد والعشرين تحسن وضع المرأة الكردية من حيث الحقوق والمساواة مع الرجل بشكل كبير, وذلك بفضل الحركات التقدمية داخل المجتمع الكردي، ولكن رغم ذلك لا تزال المنظمات الكردية والدولية المدافعة عن حقوق المرأة تشير إلى وجود ظلمٍ ومشاكل بحق المرأة تتعلق ب (المساواة بين الجنسين، والزواج القسري، وجرائم الشرف، وحالات ختان الإناث (في كردستان العراق).

منذ تأسيس حزب العمال الكردستاني في تركيا ارتفع شأن المرأة الكردية التي باتت جزءاً لا يتجزأ من الحزب طوال حركته وفعالياته, وفي عام 1996 شكّلت المرأة الكردية جمعيات ومجلات نسائية خاصة بها مثل (روزا), وفي عام 2013 ذكرت صحيفة الجارديان أن تعذيب وقمع واغتصاب السجينات الكرديات في تركيا أمر شائع بشكل مزعج, ورغم ذلك فقد نجحت ثماني نساء كرديات كمرشحات مستقلات في الانتخابات البرلمانية لعام 2007، وانضممن إلى حزب المجتمع الديمقراطي بعد دخولهن البرلمان التركي.

وتعتبر تركيا واحدة من أسوأ الدول انتهاكاً لحقوق المرأة في العالم، وخاصةً منذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في البلاد ولديه سجل طويل من الانتهاكات ضد المرأة، ويتكشَّف الوضع المهين الذي وصلت إليه حقوق المرأة في تركيا وخاصةً بعد محاولة الانقلاب 2016 في ممارسات الحكومة التركية ضد النساء وما يتعرضن له داخل السجون من انتهاكات ومعاملات لا إنسانية, وكذلك معاناتهن خارج السجون وما يتعرضن له من مضايقات وتشريد إجباري وتشتيت للأسر التركية، وبات العنف ضد المرأة في تركيا ظاهرة يومية اعتيادية, كما تكشف الإحصائيات قتل مئات النساء سنوياً, وتعد النساء الكرديات ولا سيما الناشطات في مجال حقوق الإنسان  أكثر النساء تعرضاً للقمع الحكومي، وفي ظل حالة الطوارئ التي استمرت لأكثر من عامين تم إغلاق الكثير من المؤسسات والهيئات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل، وقد عبر أردوغان عن سياسة حكومته إزاء المرأة  في خطابه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في عام 2016 حين قال:

إن النساء اللواتي لا يرغبن في أن يصبحن أمهات يعانين من النقص, لأن المرأة وفقاً لأردوغان يجب أن تقتصر مهامها على تكوين الأسرة وإنجاب الأطفال فقط.

ومنذ استلام حزب العدالة والتنمية للسلطة في تركيا عام 2002 انتهج سياسة ضد المرأة وأصدر قوانين تساهم في مضاعفة العنف ضدها، وازداد الضغط على النساء لا سيما السياسيات الكرديات لأن حزب العدالة والتنمية يخاف المرأة العاملة في المجال السياسي والمدافعة عن حقوقها، لذلك يشن حملات اعتقال بشكل شبه يومي ضدهن وخصوصاً البرلمانيات الكرديات،  وأكبر تجسيد لهذه السياسة هو سحب حق عضوية البرلمان من البرلمانية (ليلى كوفن).

إن الحكومة التركية تخشى من إرادة المرأة وأخذها  لدورها في المجتمع المنفتح, لذلك فهدف هذه الحكومة الأساسي هو محاربة المرأة وسلب حقوقها, وحزب العدالة والتنمية يحارب إرادة المرأة، إذ إن العنف ضد المرأة بكافة أشكاله يتصاعد يوماً بعد يوم من أجل إبعادها عن مفهوم التنظيم الذاتي، وما عانته المرأة من داعش تعانيه من حزب العدالة والتنمية أيضاً, وما تمارسه السلطات التركية في المناطق المحتلة في سوريا وخاصة في عفرين بحق المرأة ليس بغريب عن ذهنيتها, فهي تخطف وتقتل وتعتدي على النساء وخاصة القاصرات، وتحرمهن من كافة حقوقهن، ووضعهن في المناطق المحتلة لا يختلف عن وضع النساء في تركيا وباكور كردستان, ولأن هناك تواصلٌ بين المرأة الكردية والتركية خاصةً في مواضيع العنف ضد المرأة حيث أن هناك منظمات وحركات نسائية تجتمع شهرياً للنقاش حول مواضيع العنف، وقد أصبحت المرأة التركية تستمد إلهامها وقوتها من إرادة المرأة الكردية، خاصةً التي تدافع عن حقوقها, لذلك تنتهج حكومة أردوغان سياسة العنف ضد المرأة الكردية من قتل وتعذيب واعتقال وقمع لترهيب المرأة في تركيا وإبقائها في قوقعة, وكذلك تقتل وتغتال النساء الكرديات والناشطات في الخارج لأن أردوغان يخشى من إرادة المرأة.

زر الذهاب إلى الأعلى