الأخبارمانشيت

الديمقراطية في شمال -شرق سوريا مهددة من قبل عضو في الناتو “تركيا”

من بين أنقاض الماضي ظهرت ثورة غير متوقعة في شمال -شرق سوريا من المقاومة المجيدة في كوباني إلى معركة باغوز الأخيرة، توجّه تحالف عسكري مكون من الكرد والعرب والآشوريين والسريان والتركمان والأرمن لمحاربة الدولة الإسلامية (داعش) ونجح في دحرهم وهزيمتهم في المنطقة.

في شمال سوريا الأشخاص من أصول عرقية مختلفة يتعايشون عبر علاقة تقوم على نظام ديمقراطي، حيث يعيشون في حرية ووئام، وحيث يمثل الاهتمام بالبيئة مبدأً أساسياً.

 الكونفدرالية الديمقراطية كما هي موضحة في كتاب القائد عبد الله أوجلان هي حقيقةٌ واقعةٌ في شمال -شرق سوريا, لكن هذه الثورة تمر دون أن يلاحظها الدول الغربية.

الآلاف من النساء الكرديات والسريان والآشوريات قاتلن داعش من أجل النهوض بحقوق المرأة على مدى عقودٍ.

(نيشا كورية) قائدة HSNB (قوات حماية نساء بيت نهرين) عندما قابلتها على خط المواجهة في الرقة في أيلول 2017، خلال معركة الاستيلاء على المدينة مرة أخرى من قبل الجهاديين قالت:

نحن لا نشعر بشجاعة خاصة، فالقتال ضد طغيان داعش هو أمر طبيعي بالنسبة لنا.

وقالت أيضاً: كان مقاتلو داعش خائفون منّا, لأنه “حسب مفهومهم” يعتقدون بأنهم إذا قُتلوا على يد امرأة خلال المعركة فهم محرومون من الحوريات في الجنة كما وعد القرآن.

دور المرأة أساسي ليس فقط في المجال العسكري ولكن في المجال السياسي

 ما يسمى العقد الاجتماعي في روج آفا يدعو جميع الإدارات إلى أن يكون لديها نظام رئاسة مشتركة, حيث يوجد رجل وامرأة متساويين في القوة.

الحرية الدينية هي ركيزة أخرى للثورة

 في كوباني (رمز الكفاح في الحرب ضد داعش) يمكن للمرء أن يجد كنيسة مسيحية, حيث يبلغ عدد المسيحيين أربعة عائلات وأربعين فرداً, ويعيشون مع أفراد آخرين من مجتمع كوباني المسلم, وهذا موجود في العديد من الدول الإسلامية.

ويقول (عمر) أحد المسيحيين في كوباني:

لدينا علاقات جيدة مع الأشخاص الآخرين هنا في كوباني, إنهم يقبلوننا كمسيحيين, لقد قمنا بدعوة جيراننا للاحتفال بشجرة عيد الميلاد مع رموز عيد الميلاد التقليدية، مثل سانتا كلوز، أشجار عيد الميلاد.

في قامشلو وهي واحدة من أكبر المدن في شمال سوريا، تتوقف الكنائس والسيارات المسيحية الأرثوذكسية على طول الشوارع مع صليب مسيحي كبير على لوحاتها الرئيسية, ولا يخاف المصلون من الصلاة أو حضور القداس علانية, والمراكز الثقافية هي كل عقيدتهم أو عرقهم أو جنسهم.

كلّ هذه الانتصارات والمكتسبات هي الآن تحت تهديد تركيا، عبر رئيسها رجب طيب أردوغان، الذي يريد تدمير المجتمع القائم على التعايش المتعدد الأعراق, والمثل العليا الدينية والمساواة بين الجنسين.

هاجمت تركيا بالفعل الأراضي السورية في كانون الثاني 2018 من خلال عملية (غصن الزيتون) عندما هاجمت مقاطعة عفرين واحتلتها, ومنذ تلك اللحظة نزح 250 ألف كردي كانوا مهددين من قبل الجماعات الجهادية المدعومة من تركيا, ويُقال إن الجماعات المسلحة الناشطة في عفرين قد ارتكبت جرائم ضد الكرد وفقاً لتقرير الأمم المتحدة المؤرخ في 31 كانون الثاني 2019, من عنف وطلب فدية وخطف، وتدمير مقابر الشهداء الكرد, واستبدال أسماء الشوارع الكردية بأخرى تركية, وإلغاء تدريس اللغة الكردية فيها وطمس حقوقهم وهويتهم.

لا يمكن للاتحاد الأوروبي الذي يُفترض أنه بطلٌ في مجال حقوق الإنسان أن يظل متفرجاً على كل هذا, بل عليه أن يُدين بشدة العدوان التركي وممارساته في عفرين.

ويذكر أن الصحفي المستقل ماركو جومباتشي المقيم في بروكسل والمتخصص في السياسة الأوروبية والإيطالية والشؤون الخارجية, كتب عن مدينتي الرقة ودير الزور، وعن هجوم قوات سوريا الديمقراطية على الخطوط الأمامية مع المجلس العسكري السرياني (MFS), وعن مخيم عين عيسى للاجئين خارج الرقة.

زر الذهاب إلى الأعلى