آراء و أفكارمانشيتمقالات

الدور العربي في حل الأزمة السورية والتقارب مع الكُرد

د. أحمد سينو

لم تتوقف محاولات الدول العربية من أجل حل الأزمة السورية منذ سنوات، وتمثل ذلك في الدور الذي لعبته دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وجمهورية العراق في بذل المساعي الحثيثة لزيارة سوريا وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية خاصة بعد كارثة الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا وزيارة الوفد البرلماني العربي إلى دمشق وتلتها زيارة وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي وعقد الاجتماع الوزاري في الأردن وعمان واجتماع جدة واجتماع القاهرة المغلق والتمهيد لعودة سوريا إلى الصف العربي والجامعة العربية فالقمة العربية التي عقدت في مدينة جدة السعودية وحضرها الرئيس السوري وألقى فيها كلمته التي لم تخرج من سياق كلماته السابقة، ودواعي حل الأزمة السورية كثيرة من النواحي الاقتصادية والأمنية والحد من تجارة المخدرات والممنوعات (الكبتاغون) والتي تلحق أضرار جسيمة بالأردن والسعودية والدول الخليجية الأخرى والسعي إلى العودة الآمنة والطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم على أساس تنفيذ القرار الأممي 2254 ومشاركة النظام السوري فيه وقبوله على أساس خطوة مقابل خطوة، خيرٌ من أن تبقى سوريا عالقة خارج محيطها العربي وغارقة في أزمتها المتفاقمة، ويمكن القول أن هذا الحراك والدور العربي تصاعد في الآونة الاخيرة لاسيما بعد التقارب الإيراني السعودي برعاية جمهورية الصين الشعبية فمالت كل التوترات الإقليمية إلى التهدئة كما في اليمن وسوريا والعراق، وترافق ذلك الحراك والدور العربي قبل القمة العربية في جدة بتاريخ 19مايو أيار زيارة قام بها الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، وكأنها ضربة استباقية للعرب والقمة العربية التي كانت تؤكد نفوذها ومصالحها في سوريا من أجل تحصيل الدين الإيراني الذي بلغ أكثر من 30مليار دولار وعقد اتفاقات وتفاهمات شملت الكهرباء والنفط والفوسفات وشراء الأراضي والتي بلغت أكثر من 50 ألف هكتار، ناهيك عن توسيع المراقد الدينية في دمشق وحلب كمرقد السيدة رقية ومرقد السيدة زينب في جنوب دمشق، وربما النفوذ الايراني والعلاقة الاستراتيجية مع سوريا تكون إحدى العقبات الهامة أمام عودة سوريا لإقامة علاقات طبيعية مع محيطا العربي إلى جانب عقبات أخرى تتعلق بأمن الحدود والمطارات وتهريب المخدرات إلى جانب انخراط الرئيس السوري في عملية سياسية على أساس القرار الدولي 2254 هو أمر مشكوك فيه بشدة ناهيك عن العقوبات الامريكية والأوربية التي لازالت تتوسع ومعلنة في الوقت ذاته رسمياً رفض أي تطبيع مع النظام السوري رغم وجود تسريبات عن محادثات سرية بين النظام السوري والولايات المتحدة الامريكية في سلطنة عمان وتأكيدات أمريكية عن ضرورة مشاركة الإدارة الذاتية في حل الأزمة السورية على أساس اللامركزية ووحدة الأراضي السورية وتوزيع الثروات على جميع السوريين وهو ما تضمنته المبادرة التي تقدمت بها الإدارة الذاتية للحكومة السورية والمعارضة على حد سواء مما ساهمت في إسقاط كل الاتهامات عن الإدارة الذاتية بأنها انفصالية، كما أن هناك أنباء عن مساهمة عربية لتقريب وجهات النظر بين الإدارة الذاتية والدولة السورية، وهذا ما يجب على الدول العربية السعي إليه وتشجيع النظام السوري على الجلوس مع القوى الحريصة على سوريا أرضاً وشعباً وتمتلك في يدها مفاتيح الحل الديمقراطي، وكما يقول المثل الشعبي “تفاءلوا بالخير تجدوه”.

زر الذهاب إلى الأعلى