تقاريرمانشيت

الخوذ البيضاء بين تهم الإرهاب والإغاثة

(الخوذ البيضاء) هي مجموعة من الأفراد تم التعريف بهم على أنّهم يعملون في مجال الدّفاع المدني والإغاثة في المناطق الخاضعة لسيطرة فصال المعارضة السّورية، وبحسب ما يُقال فهم متطوّعون في مجال الإغاثة, و بدأوا العمل في عام 2013 بعد تصاعد النّزاع في سوريا ومقتل أكثر من 350 ألف شخصٍ, ونزوح أكثر من نصف سكّان سوريا داخل البلاد وخارجها.

وتسمية (الخوذ البيضاء) جاءت نسبةً الى الخوذ الّتي يضعونها على رؤوسهم، ويبلغ عددهم حوالي 3700 شخص, و تصدّرت صورهم وسائل الإعلام وهم يبحثون بين الأنقاض عن العالقين تحت ركام الأبنية, أو يحملون أطفالاً مخضبين بالدّماء أو (الأصباغ) إلى المشافي, وذلك في مناطق الفصائل الجّهادية فقط, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه مثلاً لماذا لم يؤدوا مهامهم في كوباني أو في عفرين إبان الهجوم التّركي عليها, وهذا خير دليلٍ على توجّههم وتابعيتهم.

وقد تلقّوا تدريباتٍ في الخارج، قبل أن يعودوا إلى سوريا لممارسة عملهم أو مهمّاتهم, وتموّلهم بعض الحكومات كتركيا وبريطانيا وهولندا والدنمارك وألمانيا واليابان والولايات المتّحدة.

ويتّهمها النّظام السوري بأنّها أداةٌ بأيدي الدول الدّاعمة للمعارضة السّورية، ويصف عناصرها بأنّهم مقاتلون وجهاديّون تابعون للمجموعات الإرهابيّة كجبهة النصرة.

وجاء في تقريرٍ موسّع أعدّته الصّحفيّة البريطانيّة  (فانيسا بيلي) بعد جولات ميدانيّةٍ قامت بها في بعض المناطق الّتي تنشط فيها هذه الجّماعة أنّ ما يُسمى منظمة الخوذ البيضاء تتعاون مع إرهابيي داعش وجبهة النصرة والمجموعات التّابعة لهما في سورية, وتشاركهم في عمليات القتل والإعدامات الجّماعيّة, ورصد مسارات الطيران السّوري والروسي, وقد اكتشفت أنّ هذه الجماعة تأسّست في تركيا، وأسّسها الخبير الأمني (جيمس لي ميزوريه) وهو موظّفٌ سابق في مخابرات الجّيش البريطاني, وتم ذلك حين بدأت جهود إسقاط نظام الأسد تتعثّر, وحصل (ميزوريه) في بادئ الأمر على مبلغٍ يقارب300 ألف دولار من عدد من الدول كبريطانيا. ثم ارتفع حساب الجّماعة إلى 100 مليون دولار, بعدما بدأت تتلقّى الدّعم من المنظمات غير الحكومية, ووصلت معدّاتٌ وتجهيزاتٌ أخرى للجماعة من الدّول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وقالت منظّمة (أطبّاء سويديون لحقوق الإنسان) في تقرير نشره موقع (فيترانز توداي) الأمريكي أنّ الخوذ لبيضاء لم ينقذوا الأطفال السّوريّين, بل على العكس قاموا بقتلهم, وذلك بعد التّدقيق بالمقاطع المسجّلة الّتي تُظهر معاناة أطفالٍ سوريّين نتيجة (هجوم كيميائي) مفترض، وتوصّل الخبراء السّويديّون إلى أنّ (المنقذين) من جماعة الخوذ البيضاء يقومون بحقن الأطفال بالأدرينالين في منطقة القلب بواسطة حقنةٍ ذات إبرةٍ طويلةٍ، مع العلم أن الإسعاف الأوّلي لمصابي الهجوم الكيميائي لا يتمّ بهذه الطريقة, ولم يتمّ الضّغط على مؤخّرة الحقنة في مقطع الفيديو المسجّل, وهذا يعني أنّهم لم يقوموا بحقن الأطفال بالدواء, وأشارت المنظّمة بعد معاينة فيديو آخر إلى أنّه تمّ حقن الأطفال الّذين قيل أنّهم تعرّضوا لهجوم كيميائي بجرعاتٍ زائدةٍ من المواد المخدّرة وذلك أمام الكاميرا.

وادّعاؤهم بإنقاذ 90ألف شخصٍ موضع شكٍّ, لأنّهم لم يقدّموا أيّة وثائقٍ, ولم يعلنوا أسماء من تمّ إنقاذهم.

أليس أمراً غريباً ويدعو للشّكّ وقوع المراكز الإنسانيّة التّابعة لمنظّمة الخوذ البيضاء قرب مقرّات جبهة النّصرة, والّذين يتلقّون العلاج في مستشفياتهم معظمهم عسكريّون وليسوا مدنيّين, أم أنّ هذا من قبيل المصادفة.

عندما سيطرت جبهة النّصرة وحلفاؤها على مدينة إدلب, أظهرت مقاطع فيديو عناصر الخوذ البيضاء وهم يعتدون على المدنيّين بالضرب بالتّنسيق مع عناصر النّصرة, وأظهرتهم وهم يحتفلون مع عناصر جبهة النّصرة بالانتصار في السّاحة الرّئيسيّة لمدينة إدلب.

وبعد سيطرة الجّيش السّوري على درعا, أكّدت وكالة رويترز للأنباء أنّ مئات من عمال الإغاثة السّوريّين الذين عُرفوا باسم الخوذ البيضاء وعائلاتهم فرّوا أمام القوّات الحكوميّة المتقدمة، واتّجهوا ناحية الحدود السّورية مع الأردن, وقد وافقت دولٌ كبريطانيا وكندا وألمانيا على توطينهم لديها, رغم رفض هذه الدّول لآلاف طلبات اللجوء ولمّ الشمل للّسوريّين الهاربين من الحرب.

 وبحسب تقارير فقد تمّ توطين بعضهم في عفرين المحتلّة, فما المسرحيّة الّتي تعدّها تركيا وممثّليها مجموعة الخوذ البيضاء في عفرين؟

هل ستفبرك هجوماً كيماويّاً وتتهم القوّات الكرديّة بتنفيذه؟

الأيام القادمة كفيلةٌ بالإجابة عن هذه التّساؤلات.

زر الذهاب إلى الأعلى