المجتمع

الخامس عشر من آب ملحمة ثورية، وفلسفة فكرية متقدة ومتجددة

إعداد: ياسر خلف              mahsum korkomaz

الثورات التي تقوم بها الشعوب لنيل حقوقها وإثبات وجودها تعتبر الذاكرة السياسية والأخلاقية التي تبني عليها حاضرها ومستقبلها؛ ربما لم يحظ شعب على وجه الأرض بذاكرة نضالية مديدة في التاريخ كما حظي بها الشعب الكردي، ليتحول هذا النضال الطويل في سبيل تحقيق وجوده إلى ملاحم لا يمكن فصلها عن الكينونة الطبيعية الأصيلة للشعب الكردي العريق الذي تمتد جذوره في التاريخ  إلى آلاف السنين، حيث يقول قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان: (عندما يكون الشعب الكردي موضوع الحديث، فالعمل على تعريف الكرد وهم في حالة الوجود والنشوء والوعي، يشكل أرضية الفهم الجذري للموضوع. كان وجود الكرد مثار جدلٍ وسجال ربما بالنسبة إلى أغلبية المجتمعات والدول حتى أجل قريب. ومورست بحقهم إبادات ثقافية وجسدية وأقحمت شتى أنواع العنف والوسائل الأيدلوجية في الأجندة بغية الإنكار والتشتيت جسدياً وثقافياً “ذهنيا” في موطنهم الأم كردستان، وأن مسيرة النضال التي خاضها  PKKقد جرى خوضها فقط وفقط من أجل قضية إثبات الوجود بالنسبة للكرد أي بغية حسم سؤال الكرد موجودين أم لا).

بإمكاننا القول بأنَّ قفزة 15 آب كانتْ مرحلة مفصلية بالنسبة للشعب الكردي وحركته التحررية، والتي بدأها حزب العمال الكردستاني بصرخة القائد عكيد، لقد تمرد الشعب الكردي على واقعه البعيد عن الإنسانية والأخلاق، وقد تجسد ذلك في قفزة 15 آب قد أينعت ثمارها في روج آفا وترسخت فلسفتها بملاحم البطولة والوفاء لمسير شهداء ومناضلي الخامس عشر من آب، وأصبحت أسطورة عكيد، ومظلوم، وكمال، وخيري، تتجدد في روج آفا بروح خبات، وآرين، وفيان، وروبار، وأبو ليلى، لتتجدد ملحمة15 آب في كوباني وسركاني، ومنبج، وشنكال، ونصيبين، وشرناخ ….

ومن هذا المنطلق فقد قامت جريدة الاتحاد الديمقراطي بأخذ عينة من الآراء حول قفزة الخامس عشر من آب كحقيقة متجددة في الوجدان والشعور الكردي والإنساني.

سليمان بدر عضو منسقية حزب الاتحاد الديمقراطي في مقاطعة الجزيرة:

في ذكرى قفزة الخامس عشر من آب نبارك بداية على شعبنا ملحمة تحرير منبج التي نعيش فرحتها هذه الأيام وننحني إجلال وإكبارا لشهداء حركة التحرر الكردستانية والإنسانية، فلولا قفزة الخامس عشر من أب والمكاسب التي حققتها لِما كان بإمكاننا  الحديث عن ملحمة كوباني ومنبج وما حققتاه على المستوى النضالي والبطولي، فما أنجزته قفزة 15 آب كانت الفلسفة التي كونت البنى الأساسية للنضال التحرري الذي خاضه الشعب الكردي عبر طليعته الثورية في حزب العمال الكردستاني، القفزة التي تعتبر بمثابة الروح التي أنعشت الجسد بعد غيبوبة طويلة الأمد، متحولة إلى فكر وفلسفة حياة هدفها ليس خلاص الشعب الكردي فحسب وإنما خلاص كافة شعوب الشرق الأوسط التي عانت من الاستبداد والدكتاتوريات، وهو ما أثبتته الوقائع والأحداث التي مرت بها مناطقنا وخاصة في شنكال وكوباني ومنبج وقيام قوات حماية الشعب والمرأة اللتين تستلهم أفرادهما فلسفتهم النضالية من روح ونهج الـ 15 عشر من آب المباركة.

عناد خلف قاضي بديوان العدالة في قامشلو:

في الحالة الطبيعية للتكوين الإنساني ومجتمعه لا يمكن النقاش أو المراهنة على زوال شعب أو حتى أي كيان إنساني بشكل مفروض وممنهج بغية إنهائه ونفيه من الوجود، فهي عدالة كونية مرتبطة بما هو موجد وكائن بالأساس، وقد حاول المحتلون لكردستان وبشكل دؤوب صهر وإنهاء وإبادة الوجود الطبيعي للشعب الكردي، لهذا بإمكاننا القول بأن قفزة 15 آب هي إيقاظ الشعب الكردي مرةً أخرى من سبات الموت، كما أنها كانتْ صرخة في وجه كل من ظن أنه أنهى الوجود الكردي في وطنه، فقفزة 15 آب تعتبر وبشكل  ملموس استدراك للبشرية مرة أخرى ومنعها من الانحدار نحو الهاوية والفناء، فما تشهده مناطق الشرق الأوسط من حروب وقتل وتطاحن وقيام حركة التحرر الكردستانية بإنقاذ عشرات الآلاف من البشر من موت محتوم، لهو دليل على أن قفزة الخامس عشر من آب والسائرون على دروبها وفلسفتها تعد بمثابة منقذ كوني للبشرية جمعاء.

هدية عبدي عضو في حزب الاتحاد الديمقراطي إيالة تربسبيه:

بداية نبارك قفزة الخامس عشر من آب على شعبنا الكردي وعلى كل تواق للحرية والانعتاق من العبودية والاستبداد، في هذا اليوم المبارك نجدد العهد لشهدائنا الأبرار ولملهم مسيرتنا القائد العظيم آبو، بأننا ماضون على ما رسمه لنا بدمائهم وكد جبينهم، فالانتصارات التي تحققت في روج آفا وشمال كردستان ضد أعتى قوى للإرهاب على وج الأرض، ما هي إلا امتداد لمسيرة مناضلي الخامس عشر من آب، وهنا أدعو جميع الكردستانيين وأصحاب الضمير الإنساني للمطالبة بحرية القائد عبد الله أوجلان الذي انقطع التواصل معه منذ قرابة العام، ونتوجه بالدعوى من خلال صحيفتكم إلى جميع المنظمات الإنسانية والحقوقية في العالم، بالضغط على حكومة الاحتلال التركي لتكشف عن حالة قائدنا الصحية والسماح لمحاميه بزيارته، وتشكيل هيئة دولية للتواصل معه، فقد بات لا يخفى على أحد أن حل معضلات الشرق الأوسط تمر فقط عبر حرية القائد ومقترحاته لخارطة الحل التي طرحها في مرافعاته ومسيرته الثورية المستمرة إلى وقتنا الحاضر.

زر الذهاب إلى الأعلى