مانشيتمقالات

الحالة تحتاج إلى بعض “الإنصاف”..

مصطفى عبدو –

يقول جان جاك روسو :”أن في الإنسانية قابلية التقدم في الخير كما في الشر “.

وبناء على حديث روسو,يمكننا القول أن البعض يعيش في وهم الماضي , والبعض يعيش في هم الحاضر , والبعض يعيش في خوف المستقبل , والبعض لا ماضي له ولا حاضر ولا مستقبل”. وأمام الأزمات الهائلة والأخطار الصاعدة وبعد انقشاع الغمامة ,مازلنا في حالة تردد يجب أن تزول وأن نعبر منها إلى واحة الثبات , ثبات القرار بعد ثبوت الرؤية وثبات العدالة بعد ثبوت الحقيقة..

فعند تناول بعض المسلمات الأساسية التي نعايشها ونمارسها في محيطنا الاجتماعي والسياسي وما تقال عنها,بات من الضرورة التوقف عن ممارسة الأفعال التي أدت إلى ظهور أزمات ومضاعفة الإشكاليات , أو بمعنى آخر أن نمارس بالقول والفعل ما يولد الإحساس عند الجماهير بالمتابعة الميدانية وندفع في وجدان الجماهير أهمية أن تقوم بدورها في تطوير المستوى الذي لا شك أنه يحتاج لحضورها وتواجدها الفعال , فالتفاعل يشجع على إبراز القدرات ويزيد من الإبداع والتألق.

أما الذين دأبوا على توجيه الاتهامات للإدارة وركزوا فقط على السلبيات , لم يعد في موقفهم جديد وإذا كانوا في الماضي قد أبدعوا باللف والدوران وفي تسويق بعض القضايا والأزمات فأن الحاضر له معطيات جديدة , معطيات بحاجة إلى عقليات قادرة على تفهم المستجدات التي تحددها الأوضاع الراهنة وتؤكد عليها الإدارة الذاتية الديمقراطية..

أعتقد جازماً أن الذين جعلوا من مهاجمة الإدارة شغلهم الشاغل وهمهم الدائم , لو أنهم ركزوا جهودهم واستغلوا ما هو متاح لمعالجة بعض الأخطاء والظواهر السلبية إن وجدت وتركوا هاجسهم الأزلي لقدموا لهذا المجتمع خدمة أكبر ولساهموا فعلاً في تلمس أسباب الأخطاء ولوجدوا لها أكثر من سبب بدلاً من السبب الذي لا يزال يعيش في رؤوسهم .

دعونا نتمنى أن يكون الكلام عن مشروع الإدارة الذاتية وأسلوبها بالتركيز على السلبيات ونقاط القصور وطرح أوجه التحسن بدلاً من الاكتفاء بالحكم العام (قرارات الإدارة أفلاطونية..).

أن المبدأ هو “السوس ” الذي ينخر في طموحات المستقبل ,فالمكانة التي وصلت إليها إدارتنا الذاتية تستوجب منا الحرص المتجدد والعزم الدائم على التقيد والالتزام والتقرب من الإدارة .

ولكوني لا أحب, ولم أتعود على التسلل في بعض القضايا بقصد التشهير, فأنني أتناول الأمر بصفة عامة ولي ثقة بالقراء أو المقصودين بأنهم سيعالجون الأمر بوعي ناضج وتوخي الحرص على مستقبل ما وصلنا إليه من مكانة عالمية بإنجازات إدارتنا الذاتية الديمقراطية.

آخر الكلام , كما نجحت الإدارة في توفير الأمن والأمان ورد الإرهاب فأنني متفائل بأنها ستحقق المزيد .

فما أحوجنا إلى مناخ الصحو ,حيث القلق يشيع ..والخوف يسود والمجهول يسيطر على وجه الأفق . لعلنا نحن وليس هذا بكثير ,أن نقول الكلمة العادلة المنصفة ..كلمة الحق , كلمة الحقيقة .

زر الذهاب إلى الأعلى