التوحيد الفكري الكردي يكمن بالتوعية الحزبية الإيجابية
سنتحدث اليوم بشكل بسيط عن التوعية الحزبية الإيجابية في سبيل توحيد الفكر الكردي، وما حدث للكُرد منذ العصور القديمة إلى المرحلة الراهنة بناءً على الأسباب “الخارجية والداخلية” التي افتعلتها الدول المعادية للقومية والوحدة الكردية.
تعود الأسباب الخارجية لمخططات الدول التي كانت ومازالت تهدف إلى عدم حصول الكرد على حقوقهم وتوحيد رقعتهم الجغرافية إذ إن هذه الدول تعتقد أن الوجود الكردي يشكل خطراً على مصالحها السياسية، الاقتصادية والعسكرية.
أما الأسباب الداخلية؛ حيث افتعلتها الدول المعارضة للقومية الكردية من أجل التوغل في الوضع الداخلي الكردي وتقسيمه، وتفتيته إلى عدَّة كيانات واتجاهات لتعميق الخلافات، ونشر الفكر الخاطئ المبني على الخلاف الفكري وتكون نتيجته عدم توحيد الصف الكردي وتشتيته، وبهذا الشكل استطاعت الدول المعارضة للكرد ولفكرهم التوغل في الوضع الداخلي والخارجي، بحيث أصبحت تلعب على أوتار الأحزاب، وبدأت تحارب التوعية الحزبية الإيجابية من أجل نشر الخلافات الفكرية.
ولو نقارن قليلاً بين الشأنين؛ نلاحظ أن تلك الدول ركزت بشكل خاص على الشأن الداخلي للكرد أكثر من الخارجي؛ بدليل أن الأوضاع الخارجية تغيرت بشكل إيجابي لصالح الكرد، لأن الكرد أصبحوا واقعاً مفروضاً على التغيرات السياسية العالمية، بينما الشأن الداخلي أدى إلى تقسيم الفكر الكردي.
وهنا نؤكد أن تركيا الفاشية هي أول من استخدمت هذا الأسلوب، لأنها تدرك جيداً ما معنى توحيد الصف الكردي فكرياً وسياسياً، وخير دليل على ذلك هو ما قدمه الشعب الكردي عبر السنين من تضحيات، ونتوقف بشكل خاص على المرحلة الحالية في روج آڤا، شمال شرق سوريا، حيث قدم الكرد الكثير من التضحيات في سبيل الدفاع عن أرضهم ومشروعهم الديمقراطي بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي، وأكدوا للفاشية التركية أن إرادة الكرد قوية مبنية على أساس وطني، لذلك استخدمت تركيا أسلوب التوغل الداخلي من خلال تقسيم الفكر الكردي واستخدامه كورقة رابحة لخدمة أهدافها الفاشية ضد الكرد ومحاربة توعيتهم.
لذا يجب أن يعلم الكرد أن السلاح القوي الوحيد الذي يحتاجونه في هذه المرحلة الراهنة هو توحيد الفكر الكردي خلال التوعية الحزبية من أجل الحصول على حقوقهم المشروعة وكبح توغل الدول المعارضة في التدخل بشؤونهم الداخلية والعمل بشكل مستمر على مبادئ الحزب بشكل إيجابي وليس سلبي، لأن وحدة الكرد تكمن في توحيد الفكر الكردي، وفي التوعية الإيجابية لمبادئ الحزب.
