تقاريرمانشيت

التحذير الأمريكي والهجوم التركي الأسباب والتداعيات

في وقت تواجه الدول الثلاث (تركيا – روسيا – إيران) تحديات غير مسبوقة من الأزمات ستتوجه هذه الدول إلى العاصمة الكازاخية نور سلطان في الثاني والعشرين من الشهر الحالي لعقد اجتماع وسط مجموعة من المتغيرات السياسية العميقة لهذه الدول الثلاث.
إلا أن أردوغان أبى حضور هذا الاجتماع دون أن تكون أياديه ملطخة بالدماء فسعى إلى تلفيق سيناريو التفجير لتكون لديه حجة لضرب مناطق شمال وشرق سوريا ومناطق في جنوب كردستان ليضع قادة روسيا وإيران أمام الأمر الواقع.
يبدو أن واشنطن كانت قد حصلت على “تقارير موثوقة” تؤكد نية تركيا بشن عمليات عسكرية على شمال سوريا وشمال العراق وبالتالي يمكن القول بأنها كانت على علم مسبق بهذه العملية التركية التي بدأت منذ مساء أمس، ولهذا كانت قد حذّرت مواطنيها من السفر إلى تلك المناطق.
في الحقيقة لم توقف تركيا عملياتها العسكرية يوماً على تلك المناطق لا في شمال العراق ولا في شمال وشرق سوريا وقصفها متواصل وبشكل يومي على هذه المناطق وغيرها وقد وجهت قوات سوريا الديمقراطية عدة نداءات إلى الرأي العام العالمي بهذا الخصوص وللضغط على تركيا لوقف اعتداءاتها لكن كل هذه الدعوات والنداءات لم تلق صدى لدى المجتمع الدولي الذي بقي صامتاً على ممارسات النظام التركي كعادته .
مؤخراً ورداً على أنباء عدوان تركي محتمل وعلى البيان الصادر من القنصلية الأمريكية في أربيل التي دعت مواطنبها لعدم السفر إلى مناطق في شمال سوريا وشمال العراق صرحت قوات سوريا الديمقراطية يوم أمس الأحد وعلى لسان المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية آرام حنا لمنصة مجهر بالقول:
” لم يتوقف يوماً القصف التركي على المدن والقرى الحدودية أو الأخرى المتاخمة لخط التماس إلى قصف عشوائي بالمدفعية الثقيلة كما تكررت الاستهدافات الجوية المعادية دون أن تبدي القوى الدولية موقفاً واضحاً إزائها”. وتابع حنا :”ننوه لأهلنا بأن قوات سوريا الديمقراطية كانت ولا تزال وستبقى على أهبة الاستعداد لمواجهة كل الأخطار المحدقة من ضمنها هجمات الاحتلال التركي التي تدعم الإرهـاب وتؤمن له الدعمَ أيضاً”.
وأضاف حنا في سياق حديثه :”ستبقى قواتنا ملتزمة بأداء مهامها ولن نتردد في الدفاع عن شعبنا مهما كلف الثمن”.
وأضاف حنا: ” ستغدو مناطقنا مرتعاً للإرهــاب والتنظيمات الإرهـابية بمختلف مسمياتها كما يجري في مدن مثل عفرين و رأس العين و كري سبي”.
وبعد تنفيذ تركيا لتهديداتها ليلة أمس والتي أسفرت عن فقدان العديد من المواطنين لحياتهم جراء القصف من بينهم صحفيين ومراسلين وتسببت في جرح آخرين صرّح القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي:
“أن القصف الذي نفذته الطائرات التركية على طول مناطقنا الآمنة يهدد المنطقة برمتها، وأن هذا القصف ليس لصالح أي طرف ونحن نبذل جهودنا كي لا تحدث فاجعة ولكن إن صارت الحرب سيتأثر الجميع بنتائجها فالهجمات لن تكون محدودة في مناطقنا التي تتعرض الآن لقصف عدواني همجي”.
من جانبه أصدر المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) بياناً إلى الرأي العام على خلفية الهجوم التركي الغاشم جاء فيه:
“دأبت الفاشية التركية إلى ربط بقائها بتركيع شعوب المنطقة وبشكل خاص الشعب الكردي لإنهائه من الوجود والعمل على كسر إرادته”.
وتابع البيان :” بعد فشل النظام التركي في تحقيق أهدافه رغم استخدامه للأسلحة المحظورة دولياً لجأت إلى ترتيب عملية اسطنبول وتلبيسها لمؤسسات الإدارة الذاتية و قوات سوريا الديمقراطية لتكون ذريعة لعدوانه الذي بدأ يوم أمس من عفرين والشهباء وكوباني وصولاً إلى درباسية وديريك وخلف العشرات من الشهداء ومثلهم من الجرحى من أبناء شعبنا “.
وأكد البيان:” إننا في المجلس العام لحزب الإتحاد الديمقراطي (PYD)نؤكد للفاشية التركية بأن هذه الاعتداءات لن تثني شعبنا في شمال وشرق سوريا عن المضي في مشروعه لتأسيس أخوة الشعوب والعيش المشترك في سوريا ديمقراطية لكل أبنائها، وأن شعبنا قادر على حماية نفسه وكرامته في مواجهة كافة أشكال العدوان الوحشي والتآمر. كما نهيب بكافة مكونات شعبنا قي سوريا المقاومة والدفاع المشروع عن القيم والكرامة والتاريخ وعن حقوقهم الديمقراطية، كما نناشد كل القوى المدافعة عن الديمقراطية والقيم الإنسانية وندعوها إلى الوقوف إلى جانب شعبنا في مواجهة الإرهاب ومكائد ووحشية الفاشية التركية التي باتت تشكل خطراً على كل شعوب منطقة الشرق الأوسط. كما نحمل كل من الاتحاد الروسي والتحالف الدولي بقيادة أمريكا ضد الإرهاب كامل المسؤولية في توحش جيش الاحتلال التركي تجاه شعبنا ومكتسباته”.
مهما يكن من الأمر فقوات سوريا الديمقراطية كانت دوماً تنظر بشكل جدي إلى تهديدات أردوغان وإمكانية توسعها لتشمل أغلب المناطق وهي في الوقت نفسه أبدت استعدادها لمواجهة أي خطر يهدد مكونات الشعب السوري كما تبدي استعدادها للحوار مع أي طرف يأخذ إرادة هذه الشعوب بعين الاعتبار.

اعداد وتقديم: مصطفى عبدو

زر الذهاب إلى الأعلى