مقالات

التحديات والموقف الوطني المطلوب

عبدالكريم ساروخان

نمر بمرحلة مهمة ومصيرية، على المستوى الكردستاني عامة وروجافا خاصةً ، مرحلة تتطلب رؤية موحدة، وموقف يمكنهُ أن يوحد ويرص صفوف الشعب الكردي والحركة السياسية الكردية، ومن هذا المنطلق فإن الموقف الفردي لكل شخصية كردستانية مهم وذو قيمة في هذه المرحلة لمواجهة كافة التحديات والهجمات التي تشن على شعبنا بهدف الإبادة.
قوات سوريا الديمقراطية قدمت الآلاف من الشهداء في سبيل حماية هذا الشعب وتحقيق طموحاته في الحرية والديمقراطية والعيش بسلام مع كل الشعوب والمكونات، ولذلك فإن الدعم والالتفاف حول هذه القوات هو واجب وطني وأخلاقي، وخاصة أن قيادة هذه القوات أثبتت انها قوة وطنية ومستعدة لأن تلعب الدور المنوط بها من أجل توحيد الصف الكردي، والتقارب بين الحركة السياسية الكردية.
ونحن كوطنيين وقوى سياسية علينا العمل والمطالبة بوحدة الصف الكردي، والدعوة للتلاقي والاجتماع وعقد اللقاءات في سبيل الخروج بموقف وقرار سياسي موحد لصالح شعبنا، ونبذ الخلافات الجانبية والثانوية بدون تردد، وهنا يبرز دور الشخصيات كدور الأحزاب السياسية في تشكيل قوة ضغط من أجل حدوث التقارب وتحقيق وحدة صف الحركة الكردية.
ومن هذا المنطلق نرى أن دعوة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لتوحيد صفوف الأحزاب الكردية والخروج بمواقف موحدة هي دعوة وطنية ونؤيدها وندعهما .
ويطلب من الجميع اتخاذ موقف تاريخي من أجل التقارب، والابتعاد عن خلق الصراعات الهامشية، ونخص بالذكر أحزاب المجلس الوطني الكردي، وندعوها لترك صفوف الائتلاف السوري الذي يعادي تطلعات شعبنا، والتوجه للعمل والحفاظ على التجربة الديمقراطية وتقويتها وحماية شعبنا من كل المخاطر.
كما ندعو حكومة إقليم كردستان ورئاسة الإقليم والسيد مسعود البارزاني بشكل خاص ولنا قناعة تامه بأنه يستطيع ان يلعب هذا الدور التاريخي لتقارب صفوف الحركة الكردية، والعمل لحماية ودعم روجافا أمام الهجمة البربرية التي تشن عليها من قبل دولة تهدف إلى إبادة الكرد والقضاء على تطلع هذا الشعب في كل أجزاء كردستان، ويستطيع تقريب وجهات النظر بين الأحزاب الكردية وكلنا ثقة بأن السيد البرزاني يستطيع أن يقوم بهذا الدور . وطبعاً هنا لن ننسى الدعم والمساندة التي قدمت من قبل العديد من القوى الكردستانية لنا خلال كل هذه السنوات من عمر تجربة روجافا.
أجدد الدعوة لكل القوى السياسية وخاصة للذين هم اليوم خارج السرب الكردي وتحت مظلات خاضعة للأجندة التركية للعب دور تاريخي، والمطلوب منها في هذه المرحلة الصعبة والمصيرية ومن أجل مواجهة كل التحديات الخروج من تلك البوتقة والالتفاف بموقف موحد وتأسيس تنظيم أو كيان سياسي يكون بمثابة المظلة والمرجعية لرسم السياسات و الاستراتيجيات التي تخص روجافا عامة، والبدء بالحوار بدون شروط ، وهذا يكون من أجل قضيتنا التي تحتاج في هذه المرحلة إلى كل جهد وطني صادق.

زر الذهاب إلى الأعلى