الأخبارالعالممانشيت

البيضاني: انسَحاب السفارة الأمريكية من بغداد مجرد ورقة ضغط على الحكومة العراقية

إن الأعراف الدولية تقتضي حماية السفارة من الدولة المضيفة ويجب أن توفر الحماية للبعثات الدولية الدبلوماسية لسفاراتها في الدول الأخرى، والحكومة العراقية عبّرت عن ذلك بأكثر من مناسبة؛ لكن الأوضاع الأمنية الحَرِجة التي تشهدها العراق بين التيارات والأحزاب الخاضعة لقوى إقليمية كانت المحرك لما يجري، وتعرض السفارة الأمريكية للقصف المتكرر في بغداد هو الدافع وراء التصريح الذي صرَّحت به الخارجية الأمريكية بأعلى مستوياتها.

جاء ذلك على لسان الدكتور جواد البيضاني مدير المعهد العراقي للدراسات الكردية في تصريحٍ خاص لموقع الاتحاد الديمقراطي؛ حيث أكد البيضاني أن وزير الخارجية الامريكية اتصل برئيس جمهورية العراق وكذلك بوزير الخارجية العراقي ولوَّحَ بالانسحاب من العراق، ولكن السؤال هو، هل ستسحب أمريكا بعثتها من العراق؟!

وأَضاف: إن السفارة الأمريكية في العراق هي أكبر السفارات في العالم، وبقاؤها كان لتمثيل الظروف التي تمر بها العراق بعد أحداث 2014 وسقوط الموصل والأنبار حتى وصول داعش إلى مناطق قريبة من بغداد.

وتابع: أمريكا لن تتخلى عن سفارتها في العراق بسهولة وحتى لو تخلت عنها في بغداد لكنها ستبقى في العراق، ولكن النقطة الرئيسية هنا والسؤال المهم هو: إذا تخلت أمريكا عن سفارتها ماذا سيجري؟!مؤكداً حديثه بالقول: اعتماد أمريكا على إعلان الانسحاب هو نوع من الضغط على الحكومة العراقية، ولا أظن أنها ستنسحب وتتخلى عن ثالث احتياطي للنفط في العالم ورابع أو خامس احتياطي للغاز.

وأشار البيضاني إلى أن الولايات المتحدة ببقائها تريد السيطرة على مصادر الطاقة لتحجب هذه المصادر عن الصين، ولكن خلافها مع إيران لم يكن خلاف مع دولة أو حكومة إيران كما يشهده التاريخ بل تود حجب الطاقة عنها كون “إيران” الدولة الوحيدة غير الخاضعة مع روسيا للهيمنة الأمريكية، وكما نعلم جميعاً أن نصف صادرات إيران للصين، وهذا يعني إنها ستتحكم بهذه الدول لذلك كيف ستتخلى أمريكا عن العراق؟.

وأردف: بالنهاية هذا قرار وليس إعلان وهنالك فرق شاسع بين القرار والإعلان، وهناك ثلاث دول مرتبطة بهذا القرار بمجرد الانسحاب الأمريكي ستنسحب كل تلك الدول، أما الدول الأخرى فتريد أن تسد الفراغ الذي ستخلفه أمريكا في العراق بعد انسحابها.

وذكر البيضاني بأنه هناك قنصلية أمريكية كبيرة في البصرة، وفي الحبانية، وعين الأسد، وصلاح الدين، وقاعدة القوات الجوية العراقية، وكذلك هناك قسم من المدربين الهولنديين والفرنسيين وقوات من حِلف الشمال الأطلسي وجميعهم مرتبطين بقوات التحالف وبالإدارة الأمريكية.

وفي نهاية حديثه وصف جواد البيضاني التهديد الأمريكي بـ “التكتيكي”، مؤكداً على أن هذا القرار لن يُنفذ، وهو مجرد ورقة ضغط على مؤسسات الدولة العراقية وعلى الحكومة لتوفير الحماية لهذه البعثات ولتخفيف الوطأة على السفارة الأمريكية.   

زر الذهاب إلى الأعلى