الأخبارمانشيت

البيضاني: الزوبعة السياسية الدولية دفعت ماكرون للتوجه إلى بغداد

في مراسلةٍ عن بُعد لموقع حزب الاتحاد الديمقراطي مع الدكتور جواد البيضاني مدير المعهد العراقي للدراسات الكردية حول زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بغداد حيث قال: إن بعض المحللين المهتمين بالشأن العراقي يرون أن زيارة ماكرون الأخيرة للعراق تهدف للحد من التمدد التركي في المنطقة، وتحجيم نفوذها، وهي سياسة اعتمدها الرئيس الفرنس للرد على سياسة تركيا المُعلنة في منطقة المتوسط، ولكن الحقيقة تخالف ذلك؛ فماكرون يتحرك وفق استراتيجية رُسمت مسبقاً وتتضمن في خيوطها الواضحة الصراع على العراق ومحيطه، وكثير من الباحثين يرون إن البُعد الاقتصادي والجيوسياسي حَكَمَ طبيعة التنافس بين القوى الدولية على هذه المنطقة المهمة في العالم.

لا شك أن فرنسا تحاول الدفاع عن مصالحها في الشرق المتوسط، وهي غير راضية عن تصرفات القيادة التركية التي باتت تقلقها؛ غير أنها تعرف إن تركيا تتحرك بنطاق المسموح لها في الاستراتيجية الأمريكية، فلا يحق لها أن تعلن ما تخفيه الولايات المتحدة، وإذا كان ماكرون يعلم أن تركيا تتصرف بوعي في محيطها ولا يمكن أن تتجاوز ما رُسم لها في الاستراتيجيات غير المعلنة فما الذي كان يعنيه ماكرون من دعواته بالحفاظ على سيادة العراق؟ ولماذا في هذا الوقت تحديداً؟ ألم تهدد تركيا سيادة العراق من قبل ومنذ عام 2015؟ ألم يسمع ماكرون تصريحات القيادة التركية وهي تطالب بالموصل وكركوك ومدن عراقية أخرى؟.

وفي السياق قال البيضاني: ربما تختلط الأوراق ويصعب فهم الحقائق التي دفعت الرئيس الفرنسي بالتوجه إلى العراق وزيارته الخاطفة وتصريحاته الدقيقة في إطار وحدة العراق وسيادته على أرضه والدعم الفرنسي له، غير أن الواضح هو وجود هذه المنطقة من العالم ضمن بؤر الصراع المحتدم بين القوى الكبرى

وأشار إلى ما ذكره الرئيس الأمريكي السابق أوباما، إن واحدة من أخطاء بوش هو انسحابه من العراق رغم أن أوباما نفذ الاتفاق الذي أبرم بين العراق والولايات المتحدة في عهد الرئيس بوش الابن، ولعل المناكثات السياسية بين القوى الكبرى أفضت إلى إيضاح طبيعة الصراع بينها.

وتابع: اتفاق عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي السابق مع الصين وانفتاحه على روسيا هو الذي أوقع به رغم علاقته الطيبة مع الامريكان، ولعل سياسة الخنق التي تعتمدها الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة أضعفت الكثير من موقفها.

ونوَّهَ: فقد حرم الولايات المتحدة الأمريكية العراق من صيانة طائراته المقاتلة (ف16) بعد أن سحبت الولايات المتحدة الفريق الفني المُكلف بصيانة هذه الطائرات، ورفضت تزويدها بقطع الغيار، وكانت تقف حجر عثرة في اتفاق العراق مع شركة سيمسونك الألمانية في صيانة الشبكة الكهربائية في العراق، وإعاقة تنفيذ ميناء الفاو الكبير والقناة الجافة التي تبنت شركات صينية تنفيذها، وكذلك معارضتها الشديدة لتزويد العراق بطائرات السوخوي المتقدمة سو-35، مما زاد من خنق العراق اقتصادياً وعسكرياً.

وأوضح البيضاني: إن المراقبين تحدثوا أن حكومة الكاظمي كانت تغض الطرف عن الضربات التي تعرضت لها القوات الامريكية في العراق، وشكّل ذلك عنصر قلق دفعها إلى إخلاء الكثير من قواعدها، فهل جاء ماكرون لإصلاح حبال الود مع واشنطن، وتذكير الكاظمي بواجباته؟ أم إنه حمل رسالة لم يفصح عنها؟

وأضاف: لا يمكن التكهن بما يقع في ظل الأوضاع الضبابية التي تغطي المشهد السياسي في العراق، غير أن المؤكد من ذلك أن العراق بما يمتلكه من قدرات اقتصادية وموقع جيوسياسي أصبح في دائرة التنافس الدولي، فهل جاء ماكرون ليقول لروسيا ابتعدوا عن العراق؟!  

إعداد: أفين بوبلاني

زر الذهاب إلى الأعلى