مقالات

«الاستثمارات» ومستقبلها في مناطق الإدارة الذاتية

مصطفى عبدو

في وقت يعاني السكان في مناطق الإدارة الذاتية (شمال وشرق سوريا) من تداعيات خطيرة جراء الضغوط السياسية والعسكرية والاقتصادية والتهديدات التركية، إلا أن (الآمال) ما زالت معقودة على الاستثمارات الأجنبية في المنطقة رغم أن البعض يراها بأنها حبراً على ورق.

يؤكد المسؤولون في مناطق الإدارة الذاتية أن هذه المناطق هي الأكثر أمناً وأماناً واستقراراً وأكثر التزاماً بمسؤولياتها عن غيرها من المناطق السورية، وأنهم “المسؤولين” على تواصل مستمر مع عدد من حكومات أوروبا بشأن الأزمة الراهنة وتداعياتها المستقبلية الخطيرة، لكن يبدو أن هناك الكثير من التحديات والصعوبات التي تحول دون دخول هذه الاستثمارات قيد التنفيذ..

يتهامس المواطنون فيما بينهم ما إذا سيكون من أولويات الإدارة الذاتية إعادة النظر في الوضع المعيشي وأنه من الضروري لصُنَّاع القرار أن يكون لديهم بصيرة لمواكبة الرؤية المستقبلية للمنطقة والبحث عن نظام اقتصادي يحسن نوعية الحياة للمواطنين وعن أفضل السبل لضمان أن يكون المنطقة أكثر استقراراً اقتصادياً.

يُعدُّ الاستثمار الأجنبي أحد العوامل المؤثرة في تطور أية منطقة ونموها وهو أحد مؤشرات انفتاح الاقتصاد وقدرته على التعامل والتكيف مع التطورات المستقبلية.

إن هذا النوع من الاستثمارات تساهم في رفع كفاءة الاقتصاد وتطور قدرات المواطنين وترفع كفاءة ومهارات العمل وتزيد من الخبرات الإدارية والتنظيمية وتربط اقتصاد البلد المضيف بشبكات الإنتاج العالمية مما يساهم في توسيع قاعدة الاقتصاد المحلي وزيادة إنتاجيته.

بناء على ما ذُكر، فإن الاستثمار الأجنبي يعتبر أحد أهم الوسائل التي تلجأ إليها الدول لمساندة الاستثمار المحلي مما يتطلب من الجهة المضيفة إيجاد مناخ استثماري ملائم لجذب المستثمرين وتهيئة بيئة سياسية مستقرة والعمل على استتباب الوضع الأمني واستقراره لخلق جو من الأمان والثقة.

لابد من الإشارة إلى أن دخول الاستثمار لأي منطقة لابد أن يكون في مجالات استفادة المنطقة من هذا الاستثمار مستقبلاً ويلائم واقع المنطقة الاقتصادي، وبالمقابل يجب على الجهة المضيفة إعداد قوانين وإجراءات اقتصادية وإزالة كل التعقيدات ومنع الاحتكار وإقرار قوانين تحمي المستهلك من أي استغلال وضرورة تحديد القطاعات والمجالات المطلوب الاستثمار فيها حسب حاجة المنطقة قبل البدء بأي استثمار.

بصراحة، يعد الاستقرار السياسي أحد أهم العوامل في اتخاذ قرار الاستثمار إذ أن تمتع البلد بالاستقرار وحالة الديمقراطية وطبيعة العلاقات بين الأحزاب السياسية داخل المنطقة تساهم في توفير المناخ الملائم لجذب الاستثمار، وأن عدم الاستقرار السياسي والأمني يعد عائقاً أمام الاستثمارات وعلى الرغم من أن مناطق الإدارة الذاتية تتمتع بنسبة من الاستقرار والأمان، لكنَّ الأمر يتطلب أبعد من ذلك بكثير، وإلى ذلك الحين يبقى المواطن متمسكاً ببصيص الأمل الذي انتظره طويلاً ولم يتلمسه حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى