مقالات

الإصرار على المقاومة يفوق طاغوت الاستعمار

جواهر عثمان

في خضم كل هذه المتغيرات اللحظية بالسياسات الدولية والتي يكون الكرد في روج آفا محور تلك التغيرات والمستجدات، ورغم التناقضات التي تصرح بها تلك الأقطاب الدولية ورغم التكهنات التي جالت في أذهانهم والخطط التي درسوها جيداً ليجعلوها أمراً واقعاً على الكرد إلا أن الكرد لعبوا دوراً ريادياً في الدبلوماسية الدولية وأثبتوا بشتى الطرق والأساليب أن مشروع الكرد في شمال سوريا ليس مشروعاً على الورق بل هو إرادة شعب طالما استبد من قبل الأنظمة الدكتاتورية والقمعية ذات الذهنية الشوفينية. وأن مشروع المئة عام الذي وضعته وصنعته الأنظمة الرأسمالية والسلطوية قد انتهت صلاحيته ولابد لبعض المتغيرات، والأنظمة الشرعية التي تلائم حياة الشعوب وتساعد في استمرارية وجودها الشكلي والمعنوي من خلال ممارسة ثقافته بحرية على أرضه ووطنه وأن تصبح هذه الأنظمة الجديدة خريطة تعايش مشترك على أرض حملت ثقافات ومراحل تاريخية عدة لشعوب المنطقة، هذا ولأن الأساليب الاستبدادية والعبودية المتمكنة التي كانت ولازالت تمتص دماء تلك الشعوب وتعيش على كدحها وعرقها وثروات أرضها. فجاء الوقت المناسب لكي تنتهي هذه المؤامرة على هذه الشعوب، ومن حسن الحظ أن الشعب الكردي كان قائد لهكذا ثورة ومنذ عقود من الزمن …

لتصنع لنفسها قاعدة فكرية تنظم من خلالها هذا الشعب المضطهد ليثور على هذا الواقع المؤلم ويخرج من ثباته العميق ويطالب بحقوقه المشروعة وعلى أرضه وتحت سمائه وقد كانت الألفية الثالثة موعداً للبركان الشعبي المنفجر في وجه الطاغية ولتخرج تلك الآلام والغصات في آن واحد، وتجعل لنفسها آفاقاً ترسم بها خارطة مستقبل جديد للأجيال القادمة ولكن لكي لا نخرج من الواقع المؤلم ولا نتباهى بثورة لم تكتمل بعد فلابد من نضال دؤوب، ولابد من فهم المرحلة التي نمر بها وخاصة في هذه الأيام العصيبة فهي أيام مفصلية في تاريخ هذه الثورة التي امتلأت بالمكتسبات والانتصارات المتتالية، وعلينا فهم الواقع واستمرارية مؤامرات الرأسمالية وعدم الهروب مما سنلاقيه من صعوبات فطريقنا نحو النجاح شائك جداً، ولكننا رغم هذه الصعوبات قد تجاوزنا مراحل عظيمة في تاريخ الثورة ودفعنا الكثير من الأرواح فداءً لنجاحها، فخطوط الرجعة مرفوضة رفضاً تاماً والتردد خيانة والنضال هو السبيل الوحيد للنصر والمقاومة تعني الحياة وشهدائنا طالما صنعوا من الموت حياةً وطالما نحن نسير في دربهم فنحن منتصرون، وهذه السطور ليست نقطة من احداثيات ثورتنا العظيمة، فبعدد شهدائنا هناك ملاحم للبطولة وهناك يُصنع التاريخ بدماء شهدائنا. وهناك إصرار عظيم يفوق طاغوت الاستعمار، يمتلكه كل جريح حرب وفاقد لجزء من جسده ولكنه مقتنع أنه امتلك الخلود مقابل الذي فقده فلازلنا نخطو للأمام بإصرار شعبنا المقاوم، ولازالت دماء الشهداء تفوح في ساحات المعارك ليستنشقها المحاربون الساموراي ويقتدوا ببطولات رفاقهم، فكلنا فخراً بهم وبكل كردي شريف يحن في قلبه إحساس الوطنية، فسلاماً من قلب محروق إلى كل مدافع عن الشرف والعرض في وطني الجريح.

زر الذهاب إلى الأعلى