آخر المستجداتالادارة الذاتيةروجافامانشيت

الإدارة العامة للبيئة: قطع الأشجار جريمة، وعلى المنظمات المعنية التحرك لمحاسبة الجُناة

شجبت “الإدارة العامة للبيئة” في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عبر بيانٍ لها الجرائم البيئية التي ترتكبها جيش الاحتلال التركي والإرهابيين الموالين له في عفرين.


وجاء في البيان:
منذ سيطرة الجيش التركي على مدينة عفرين برفقة مسلحين سوريين موالين له منذ عام 2018 م تردَّتْ فيها أوضاع المزارعين رأسا على عقب لاسيما ان معظمهم تهجروا من بيوتهم نتيجة الهجوم العسكري التركي
بمجرد ذكر اسم شجرة الزيتون في سوريا تتبادر إلى الأذهان على الفور منطقة عفرين التي بات اسمها مقترنا بهذه الشجرة المباركة حيث كانت هذه الأشجار تمتد على مد النظر في سهول وجبال منطقة عفرين الخصبة وتشكل بساطا أخضر في غاية الجمال وترسم لوحة فنية طبيعية باهرة وإذ تعد المصدر الأول لسكانها حيث كانت تقدر أعداد أشجار الزيتون في عفرين بنحو 22 مليون شجرة.
وكانت انتاجها السنوي ما يقرب ال 270 ألف طن من الزيتون أي ما يعادل نحو 55 ألف طن من زيت الزيتون وفقا لإحصائيات مهندسِين زراعيين وخبراء اقتصاديين.
ومنذ أن تحركت جحافل الجيش التركي والفصائل الموالية لها من المرتزقة او ما يسمى بالجيش الحر – بدأت الاعتداءات على الممتلكات الخاصة والعامة بشكل واسع فكانت حقول أشجار الزيتون والغابات الحراجية الأكثر عرضة للاقتلاع والحرائق دون اكتراث بمصادر أرزاق الناس ومكونات ومقومات البيئة والزراعة حيث تم اقتلاع ما يقارب 2 مليون شجرة منذ عام 2018 وحتى الآن.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات تُظهر عناصر المرتزقة وهم يقومون بقطع الأشجار دون أدنى إحساس بالمسؤولية، الأمر الذي تسبب بحالة استياء كبيرة، حيث نشر ناشطون صوراً لغابات عفرين قبل وبعد سيطرة الجماعات المسلحة.


في الوقت الذي تضع فيه الدول الأوروبية خطط جديدة للتصدي لتغير المناخ والنهوض بالعدالة والإنصاف في المجال البيئي والحفاظ على البيئة من التلوث الذي يؤثر سلباً على صحة جميع الفئات لا سيما الفئات الأكثر ضعفاً والمهمشة اجتماعيا، وفي الوقت الذي يضع العالم كله والأمم المتحدة وعبر مقرراتها واجتماعاتها ومشاريعها وإلزام الدول بهذه القرارات التي تخص البيئة وتشجيع التشجير وزيادة الغطاء النباتي ومنع التصحر والحفاظ على الغابات من القطع والحرائق والحفاظ على التنوع البيولوجي- وتحسين جودة الهواء وتقليل الانبعاثات، في هذا الوقت وعلى مرأى ومسمع جميع الدول، تقوم عصابات ومرتزقة ما يسمى بالجيش الحر ــ الأداة الأسوأ لدى تركيا المتغطرسة ــ بافتعال النيران وحرق الغابات وقطع الاشجار وتدمير البيئة تمهيداً للتغيير الديمغرافي.
إن ما تفعله تركيا وأدواتها المرتزقة بالبيئة من تدمير وقطع وحرق يحتاج الى فترة خمسين سنة جهود ووقت للإصلاح.
وإن عملية قطع الأشجار قد ازدادت بسرعة كبيرة في السنوات الأخيرة الماضية وأثرت بشكل كبير على واقع البيئة حيث زادت عملية انجراف التربة – تعطيل دورة المياه في الطبيعة – زيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون – ارتفاع درجات الحرارة على الأرض – فقدان التنوع البيولوجي.
وبحسب تقارير إعلامية وحقوقية فأن مسلحي ما يسمى بالمعارضة السورية يواصلون ممارسة مختلف أنواع الانتهاكات بحق الأشجار والطبيعة والإضرار بالبيئة.
لذلك نحن كإدارة عامة للبيئة ندين ونستنكر تلك الممارسات والانتهاكات اللاأخلاقية بحق الأشجار والبيئة وهذا بمثابة ناقوس خطر على البيئة بشكل عام على المستوى المحلي والدولي والعالمي.
إننا نناشد جميع منظمات حماية البيئة والمنظمات الدولية ذات الصلة ومنظمات البيئة والمناخ التابعة للأمم المتحدة بتسليط الضوء على هذه الجرائم والانتهاكات والأعمال العدائية تجاه البشر عبر قطع الشجر أو حرقها وإزالة بقع خضراء من على خريطة محسوبة من أجمل مناطق العالم، وأن تقوم بواجبها المهني والأخلاقي لوقف مثل هذه الأعمال وإدانتها، وننوه، وإن الجرائم البيئية التي يقترفها جيش الاحتلال التركي أو بمباركة منهم في تدمير البيئة في عفرين عبر قطع وحرق واتلاف الاشجار، والتي لها تبعات اقتصادية واجتماعية وبيئية خطيرة محلياً وعالمياً، يعكس جدية اهتمام هذه المنظمات بكل بقعة من كوكب الأرض.
ونحن في الادارة العامة للبيئة ومن موقع التضامن مع الهيئات الدولية للبيئة والمناخ ومكافحة التصحر وتطبيق قرارات الامم المتحدة حول المناخ وسبل تجنب الكوارث البيئية
نطالب بتحقيق شامل حول الانتهاكات البيئية في عفرين وتقديم الجُناة إلى المحاكم الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى