مقالات

الإدارة الذاتية محطات حاسمة للمرأة

شهناز الطيبي

الواقع الجديد للشعب الكردي فرض ضرورة إيجاد حالة تنظيمية متطورة تمكنه من مواجهة الظروف والمستجدات السلبية فأفرز عنه الإدارة الذاتية التي هي حقيقة تلامس الواقع وهي نموذج رائد في التفاف الشعب حولها والتضحية من أجلها فهي نابعة من الرغبة الجماهيرية الشعبية التي تهدف إلى إجراء تغيير ديناميكي في المجتمع عبر إلغاء البيروقراطية والتحكم بالقرار.

تتعرض الإدارة الذاتية لحملات تشويه مغرضة نابعة من الخوف من هذا النموذج الديمقراطي الشعبي وتمتعه بالحاضنة الشعبية الكبيرة وفق نموذج التطوير المجتمعي بالآليات الذاتية وفئة الشباب.

أصحاب الخبرات الإدارية مدعوون للنهوض بهذا المشروع القائم على الجهود الذاتية والمستند على آليات الدعم الشعبي والذي يحتاج منا إلى الالتفاف حوله واحتضانه فهو ثمرة كفاح ونضال الشعب في روج آفا منذ سنين.

قد تكون هناك أخطاء نتيجة حداثة التجربة والمحاولات المضادة لمشروعنا أدت إلى انشغال الإدارة في وضع خطط استراتيجية لتجاوز هذه الأخطاء والذي يتم عبر التطور والتقدم والنقد البناء في مسيرة العمل الإداري على أن يتحلى النقد بطرح البدائل وتقديم الحلول والمقترحات.

مشروعنا ومسيرتنا تعرضت لهجمات ومعاداة من الكثيرين منذ البدايات وأولهم تركيا من خلال دعمها للتنظيمات الإرهابية (داعش) لضرب المقاومة في كوباني وباءت كل هذه الهجمات بالفشل، وكان لتصريح القائد عبدالله أوجلان تأثير كبير على الأحداث عندما صرح من سجنه بأنه إذا سقطت كوباني سننهي اتفاقية السلام وستُحرق كل تركيا بالنار التي أشعلوها في كوباني.

فعصر الأمم الديمقراطية عصر جديد يهدف إلى النهوض المجتمعي ليس في كردستان فقط إنما في الشرق الأوسط الديمقراطي فالتاريخ لا ينتظر إنما ينظر بخشوع على من يضعه.

بالحديث عن الإدارة الذاتية لا ننسى أن للمرآة في ثورة روج آفا دور كبير فالثورة الحقيقية هي التي تنطلق من ضرورات المجتمع وتعمل على تحقيق أهدافه وهنا نرى الدور الثوري الذي حققه المرأة المناضلة في الثورة الديمقراطية في جميع الميادين وهي المناضلة القوية الفاعلة المؤمنة بأن المجتمع دونها لن يكون له أي قيمة أو وجود

المرأة تسمو من خلال دورها المهم وقدرتها على صناعة الانتصارات وانقاذ المجتمع من الجهل والتخلف والمساهمة في تطويره والمرأة في روج آفا لها كيانها الثوري والنضالي عسكرياً ــ ثقافياً ــ سياسياً ــ اجتماعياً ــ وتنطلق نحو دخول ميادين العمل الحر فالمرأة ثورة بحد ذاتها وهي قدوة ومنارة لعموم النساء اللواتي مازلن تحت رحمة بطش المجتمع المتخلف وهي عامل مهم من أجل بناء حياة حرة تتجلى فيها قيم المجتمع الديمقراطي الثوري وقد تخطت المرأة من خلال تجربة الإدارة الذاتية تلك العقبات والتقاليد البالية ونجحت في إثبات دورها وتحولت إلى مقاتلة في عموم الميادين وصولاً إلى ساحات القتال وتحولت إلى مقاتلة ضد أكثر التنظيمات الإرهابية في العالم وساهمت من خلال تشكيلها العسكري بتأسيس قوات سوريا الديمقراطية لتعطي أروع ملاحم البطولة مدافعة عن جميع النساء الأحرار في العالم حيث تنتصر على الإرهاب والفكر المقوِّض لدورها في المجتمع

ختاماً: إن نموذج الإدارة الذاتية هو المشروع الأمثل الذي يعبر عن حاجة روج آفا وحاجة كل السوريين في الانتقال إلى مرحلة أخرى بعد مرحلة الاستبداد والحكم المطلق وهو نموذج خاص بالتعميم أكثر من التخصيص.

زر الذهاب إلى الأعلى