الأخبارمانشيت

الإدارة الذاتية: انتصار الباغوز حلقة مهمة في سلسلة تضحيات قسد نيابة عن العالم

أكدت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أن الانتصار الملحمي في “الباغوز” حلقة مهمة في سلسلة التضحيات الجسام التي قدمتها قوات سوريا الديمقراطية، نيابة عن كل شعوب العالم، في معركتها الطويلة ضد “داعش”، والتي كلفت أكثر من 12 ألف شهيد، وما يزيد عن 25 ألف جريح بينهم المئات من الإعاقات المستدامة. مشددة على أنه نصر ضد التوحش والقتل والظلام.

وبينت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في بيان أصدرته اليوم الاثنين (23آذار 2020) إلى الرأي العام، أن الاحتلال التركي ومرتزقته يقدمون كل أسباب الدعم والديمومة لتنظيم “داعش”،ويستغل انشغال قوات سوريا الديمقراطية بالدفاع عن مناطقها ضد الاحتلال التركي الآتي من الشمال، فيهاجم من الجنوب مستقويا بجنود الجيش التركي ومرتزقته، ممن باعوا وطنهم وشرفهم للغريب.

وأشارت الإدارة الذاتية إلى خطر الآلاف من مقاتلي “داعش” في سجون الإدارة الذاتية، وعشرات الآلاف من أطفاله ونسائه في المخيمات، وطالبت الإدارة المجتمع الدولي بإيجاد حل لهؤلاء المقاتلين المسجونين، وعدم ترك الحمل على كاهل الإدارة الذاتية ومؤسساتها، بل التدخل لتشكيل محكمة دولية، وتقديم هؤلاء للعدالة الدولية.

وجاء في النص الكامل لبيان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا:

تمر في هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى للانتصار العظيم على تنظيم “داعش” الإرهابي في معركة “الباغوز”، ذلك الانتصار الذي أنهى وجود أعتى تنظيم إجرامي في تاريخ البشرية، وتحرير آخر معاقله، مخلصا بذلك الآلاف من المدنيين الأبرياء الذين خيّم ظلام “داعش” على حياتهم، وحولها إلى جحيم لا يطاق.

لقد قاومت وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، ولاحقا قوات سوريا الديمقراطية، تنظيم “داعش” بكل بسالة وصمود، مقدمة الآلاف من الشهداء، ومنعته من التوسع وارتكاب المجازر والتطهير العرقي، وكانت ملحمة الصمود في كوباني، هي بداية النهاية لهذا التنظيم المدعم بإمكانات عسكرية وبشرية كبيرة، حيث تم دحره في كوباني، بتضحيات جسام من قبل جميع المكونات، وبمشاركة كردستانية، و بتضامن وتأييد من كل أحرار العالم، الذين وجدوا في سقوط كوباني سقوطا لقيم الإنسانية والعدالة والخير مقابل انتصار الشر وفكر الظلام والقتل، لذلك كان التضامن حول العالم، والالتفاف حول كوباني، التي أصبحت رمزا للمقاومة والصمود.

كانت معركة كوباني هي بداية العلاقة مع التحالف الدولي، الذي أعلن دعمه لقوات سوريا الديمقراطية في معركتها الكبيرة مع “داعش”، والتي دامت خمسة أعوام، و أسفرت عن تحرير منبج وتل أبيض والطبقة، والرقة التي أعلنها “داعش” عاصمة لدولته المزعومة، وانتهت بالإجهاز على التنظيم وتحرير آخر معاقله في “الباغوز”.

إن انتصار “الباغوز” قد أنهى أسطورة “داعش” الذي كان قد احتل الموصل والرقة وارتكب إبادة وحشية بحق أبناء شعبنا من الإيزيديين في شنكال، وكان يرفع شعار “باقية وتتمدد”، متسلحا بكم هائل من الترسانة العسكرية المتطورة، والمقاتلين المدربين الآتين من كل أصقاع الأرض، والخبرات التقنية، ودعم وإشراف من الاستخبارات التركية، وهو الأمر الذي جعل من هذا التنظيم تهديدا كبيرا للمنطقة وللعالم، حيث بدأ بالتخطيط، في المناطق التي ضمها لدولته المزعومة، لأعمال التفجير والقتل التي طالت عشرات المدن والعواصم حول العالم، في أوروبا وأميركا وآسيا، حيث ضربت تفجيرات داعش باريس وبروكسل ولندن وبرلين وغيرها.

إن الانتصار الملحمي في “الباغوز” لم يكن نصرا لقوات سوريا الديمقراطية ولمكونات المنطقة والتحالف الدولي فقط، بل كان نصرا لكل البشرية، ولمسيرة الحضارة ضد التوحش والقتل والظلام.

لقد كان هذا الانتصار حلقة مهمة في سلسلة التضحيات الجسام التي قدمتها قوات سوريا الديمقراطية، نيابة عن كل شعوب العالم، في معركتها الطويلة ضد “داعش”، والتي كلفت أكثر من 12 ألف شهيد، وما يزيد عن 25 ألف جريح بينهم المئات من الإعاقات المستدامة.

إن ذكرى الانتصار التاريخي في “الباغوز” تأتي وهذا التنظيم يحاول أن يلملم بقاياه وينظم صفوفه، مستفيدا من العدوان والاحتلال التركي لمناطق الإدارة الذاتية، وذلك بغية مواصلة الهجوم على المدنيين، وارتكاب أعمال القتل والتخريب في المدن والقرى الآمنة.

إن الاحتلال التركي ومرتزقته يقدمون كل أسباب الدعم والديمومة لتنظيم “داعش”، من خلال هجومهم الغادر، واحتلالهم لمدن ومناطق شمال شرق سوريا، ويبثون في نفسه الأمل والمعنويات، لكي يظهر مرة أخرى، ويستغل انشغال قوات سوريا الديمقراطية بالدفاع عن مناطقها ضد الاحتلال التركي الآتي من الشمال، فيهاجم من الجنوب مستقويا بجنود الجيش التركي ومرتزقته، ممن باعوا وطنهم وشرفهم للغريب.

كذلك فإن مسألة وجود الآلاف من مقاتلي “داعش” في سجون الإدارة الذاتية، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من النساء والأطفال، يشكل خطرا على كل العالم، في حال تمكن هؤلاء من الفرار، ويجعل من التنظيم يفكر بكيفية تحرير هؤلاء من السجن، وإعادة استخدامهم كجنود ومقاتلين في حروبه.

فهؤلاء قنابل موقوتة، يجب التعامل معها بحكمة ودراية ودعم دولي.

ومن هنا فإن المجتمع الدولي مطالب بإيجاد حل لهؤلاء المقاتلين المسجونين، وعدم ترك الحمل على كاهل الإدارة الذاتية ومؤسساتها، بل التدخل لتشكيل محكمة دولية، وتقديم هؤلاء للعدالة الدولية، وكذلك وضع برنامج لإعادة بناء المناطق المحررة من “داعش”، وتأهيل أهلها من الذين تعرضوا لظلم “داعش”، وشحن ممنهج لبرامج الكراهية والتشويه وغسل الأدمغة، من تلك التي استخدمها التنظيم الإجرامي طيلة فترة سيطرته.

يجب دعم هؤلاء وتقديم الرعاية النفسية لهم، حتى يتم إدماجهم من جديد بشكل مفيد في المجتمع.

إن مكونات الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، التي لم تبخل في التضحية بأبنائها من أجل الحاق الهزيمة بـ”داعش” وتخليص البشرية من شروره، تتطلع إلى الدعم الدولي لها في معركتها ضد فلول التنظيم، والمساعدة في التخلص من آثاره، وإيجاد حل لمعتقليه، والأسر والأطفال التي خلفها، ومنع الدولة التركية من الهجوم والاحتلال، والمطالبة بخروجها من الأراضي السورية، والتوقف عن دعم المرتزقة والمجرمين، ومواصلة التحالف الدولي دعمه لقوات سوريا الديمقراطية.

وترنو إلى الضغط على كل الأطراف من أجل إشراك الإدارة الذاتية في مفاوضات الحل النهائي، وضمان مكان لها في مستقبل الدولة السورية، التي يجب أن تكون حرة لكل أبنائها، بعيدا عن الوقوع تحت تأثير ونفوذ القوى الإقليمية أو الدولية”.

زر الذهاب إلى الأعلى