تمر علينا اليوم الذكرى السنوية السابعة لإعلان الإدارة الذاتية في اقاليم الجزيرة، الفرات وعفرين. والتي عندما نتذكرها نتذكر التاريخ النضالي والبطولي لمكونات وشعوب روج افا وشمال وشرق سوريا في سبيل إرساء دعائم السلام والديمقراطية وخلق بيئة للتطور السياسي، الاقتصادي والاجتماعي، ورسم مستقبل واعد لسوريا ديمقراطية لامركزية.
لقد تمكنت الإدارة الذاتية خلال مسيرتها القصيرة من التحول إلى لاعب فعّال في الساحة السورية والعالمية بإظهارها حقيقة الشعوب وإيمانها بإرادتها وبالحياة الحرة الديمقراطية، ومحاربة الارهاب نيابة عن العالم أجمع بكل بسالة وبطولة وفداء.
ونحن نستذكر هذه الذكرى في وقت يعاني فيه أهلنا في مخيمات اللجوء من ظروف معيشية صعبة جراء احتلال مدنه وقراه من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، إلى جانب محاولة تغيير ديمغرافية المناطق الكردية وترهيب ما تبقى من السكان المدنيين بالقتل والخطف، وفي وقتٍ مازال فيه المجتمع السوري يعاني من احتقان سياسي وانقسام طائفي جراء الأزمة السياسية التي يعيشها منذ سنوات, تشتد وطأتها كلما ابتعدت الأطراف المتصارعة عن الحوار الوطني الذي لطالما شرعنا له الأبواب دوماً.
لقد بات واضحاً لكل متابع أن النظام التركي الذي يعاني شعبه من استبداد نظامه، أمّن ويأمّن الدعم للحركات الإرهابية والمرتزقة، وجعل بعض المناطق السورية مركزاً وبؤرةً للأعمال الإرهابية ولقواعدها العسكرية. وهنا فأن التدخل التركي في شؤون شعوب المنطقة يمثل تهديداً خطيراُ وكذلك على السيادة الوطنية لهذه الدول.
خاصة وأن الجميع أدرك أن التدخل التركي في شؤون المجتمع السوري أدى إلى تحويل سوريا إلى ساحة من الفوضى والتمزق ومسرحاً لتصفية حسابات إقليمية ودولية. ولن تعرف هذه الأزمة طريق الحل الدائم إلا من خلال الحوار الوطني وضمان حقوق شعوب ومكونات سوريا في الدستور المستقبلي.
إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD إذ نبارك هذا الإرث النضالي والاخلاقي “الإدارة الذاتية” بذكراها السابعة على أبناء شمال وشرق سوريا، وإننا نجدد في الوقت نفسه العهد بمواصلة العمل بعزم وإصرار وإرادة، لعودة أهلنا إلى مدنهم وقراهم ومناطقهم ونؤكد على قيامنا بواجباتنا تجاه شعبنا وجميع الشعوب والمكونات السورية، وكل ما يترتب علينا من واجبات نحو حماية المكتسبات التي تحققت بفضل الشهداء. وأن نكون نموذجاً للحياة المشتركة بتوحيد إرادة وأهداف جميع المكونات نحو مستقبل أفضل للجميع في سوريا ديمقراطية لا مركزية.
ننحني إجلالاً وإكراماً لجميع الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل وصولنا إلى هذه المرحلة وإلى هذا الإرث الحضاري.
المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD
21 _ 1 _ 2021
