تقاريرمانشيت

الإدارة الذاتية؛ دبلوماسية هادئة، وتلويح دولي بالاعتراف

بدارن الحسيني

على هامش قمة العشرين التي انعقدت في طوكيو مؤخراً يقول ترامب: بعض الشخصيات التركية هوليودية، أردوغان كان يريد تدمير الكرد في الشمال السوري لكنني منعته، قلت له لا يمكنك فعل ذلك.

أخيراً وبملء فَمِهِ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما كان يُسِرُّ له أردوغان من نواياه.

وإذ نزعت واشنطن “والحديث هنا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب” فتيل الحرب التي كانت تركيا تسعى من ورائها إلى تدمير الكرد؛ على الأقل في الوقت الراهن؛ أشهرت ما تراه سلاحاً تكتيكياً آخر(سياسة الترهيب والترغيب) مناسبٌ لإخضاع تركيا وإرغامها على القبول برسم الخرائط الجديدة للمنطقة والعودة إلى الإطار المرسوم لها ضمن المعادلة الدولية.

شمال- شرق سوريا أو الإدارة الذاتية التي تُخاض فيها مشروعاً ديمقراطياً هو الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط تحوَّل إلى قبلة سياسية لوفود عربية وغربية زارتها، كانت آخرها للوزير السعودي سامر السبهان وممثل وزير الخارجية الأسترالي جون فيليب.

سلسلة الزيارات هذه تزامنت مع لقاءاتٍ أجرتها مسؤولين في الإدارة الذاتية مع مسؤولين أمريكيين وغربيين وعرب في الخارج.

وبحسب مصادر مطلعة فإنها تأتي في إطار مساعي القوى الوطنية مع الأطراف الدولية للتحضير لمرحلة ما بعد القضاء على الإرهاب عسكرياً ومناقشة مستقبل المنطقة بطرح الحلول البديلة عن العمل العسكري، وإيجاد تقارب في وجهات النظر بينها، وهو ما يتوافق مع تسريبات صحفية حول دفع المملكة السعودية لعقد مؤتمر رياض ثلاث يكون فيه مسد جزءاً من هيئة التفاوض في المفاوضات النهائية لحل الأزمة السورية

قناعة الأطراف بما فيها الأوربية ومقارباتهم مؤخراً بعدم جدوى العمل العسكري كما كانت تطالب به القوى الوطنية ممن ينتهجون الخط الثالث بشأن الصراع السوري لم تلبث كثيراً إذ ترجمتها زياراتهم المتكررة إلى الشمال السوري للاطلاع على النموذج الديمقراطي الذي يسير عليه.

زيارات الوفود الغربية والعربية إلى المنطقة من شأنها أن تثير تساؤلات عن مدى رضى الوفود الزائرة لمشروع الإدارة الذاتية القائم.

تتعالى الأصوات بتغليب الدبلوماسية والقوة الناعمة على الحرب والصِّدام العسكري؛ تقول المعطيات والرسائل المنبثقة من إيمرالي.

لا تُخفي الوفود الزائرة وعلى لسان كبار المسؤولين رغبتها في دعم المشروع الديمقراطي بشمال سوريا للنهوض به والمضي قدماً نحو المزيد من الاستقرار والازدهار، وتؤكد على مشروعية مطالب الإدارة الذاتية بكل أشكالها وخصوصاً فيما يخصُّ إنشاء محكمة دولية للإرهاب في الشمال السوري.

تشير بعض المصادر المطلعة إلى أن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في الإدارة الذاتية والوفود الأوربية والعربية ما هي سوى اعتراف ضمني بالمشروع القائم في شمال شرق سوريا، وهي خطوة تمهيدية لإعلان الاعتراف الرسمي بهذه الإدارة حين تكتمل الترتيبات الجديدة للمنطقة في المستقبل القريب.

زر الذهاب إلى الأعلى