تقاريرمانشيت

اكثر دولة تملك خبرة في خطف وقتل الصحفيين والمعارضين في العالم هي تركيا

بينما يستمر اردوغان بتنفيذ سياسته الاقصائية الدكتاتورية بحق المعارضين والمخالفين لسياسة القمع والاجرام التي يقوم بها داخل تركيا يقوم جهاز الاستخبارات والأمن التركي بخطف او قتل المعارضين الكورد والترك خارج تركيا في مختلف أنحاء العالم وتجلبهم لتركيا بطرق مافيوية .

فلا يخفى على احد عملية الخطف من خلال مؤامرة دولية بحق القائد عبدالله اوجلان من كينيا على طريقة عصابات اجرامية في عام 1999 مخالفة بذلك كل القوانين والأعراف الدولية ، وهذه العملية لم تكن الاولى ولَم تكن الاخيرة في سلسلة العمليات الإرهابية التي قامت بها ولاتزال سلطة الإجرام والارهاب في انقرة .

فقد شهدت تركيا في فترة الثمانينيات والتسعينات من القرن المنصرم الآلاف من عمليات الخطف والقتل بحق المعارضين في تركيا وخاصة الكورد واليساريين الأتراك ولا يزال مصير الغالبية منهم مجهولاً ولذلك قامت امهات المختطفين بتشكيل حركة عام 1995 قاموا بتسميتها “امهات السبت”  يخرجن في احتجاجات دورية أسبوعية كل يوم سبت ، مطالبين السلطات بالكشف عن مصير ابنائهم المختطفين والمعتقلين منذ عشرات السنين ولا يعرف مصيرهم ويطالبون بمحاسبة المسؤلين عنها .

 وبعد استلام اردوغان لمقاليد الحكم في تركيا وازدياد هوس السلطة لديه واستغلال الانقلاب المزعوم 2016 ذريعة للتخلص من المعارضين له عادت الاستخبارات التركية مجدداً لمهنة الخطف والقتل التي تجيدها بشكل محترف نجحوا في بعضها وفشلوا في اخرى .

عمليات الخطف التركية جاءت بتعليمات مباشرة من الرئيس التركي أردوغان حسب تصريح من كبير مستشاريه ابراهيم كالين قال : “لا بد أن أقول إن هناك تعليمات واضحة وصارمة من رئيس جمهوريتنا فى هذا الصدد، وإن أجهزتنا تنفذ أعمالها بصورة احترافية للغاية. يمكن أن يتم تنفيذ عمليات فى بلدان مختلفة على غرار ما حدث فى كوسوفو”. واضاف “أجهزتنا المعنية ستواصل عملياتها ضد المعارضين دون فتور، وبالتالى سيشعرون بأنفاس الدولة تحاصرهم فى كل مكان سواء كانت فى الولايات المتحدة أو أماكن أخرى من العالم “.

 جاءت تصريحات كالين عقب اختطاف الاستخبارات التركية لطبيب و 5  مدرسين اتراك من كوسوفو في ابريل من العام الحالي قام رئيس وزراء كوسوفو  على اثر الحادث باقالة كل من وزير الداخلية ورئيس جهاز الاستخبارات في بلاده .

وبعد عملية كوسوفو تكررت محاولات الخطف في كل من الجابون وأذربيجان واوكرانيا وكانت اخر  محاولات الاستخبارات التركية لخطف المعارضين في العاصمة المنغولية “أولان باتور” ضد مدير احدى المدارس الخاصة وهو من الأتراك المعارضين لأردوغان يسمى “ويسيل اكتشاي” يبلغ من العمر 50 عاماً تم خطفه من امام منزله بحافلة اتجهت مباشرة لمطار جنكيز خان الدولي ولسوء حظ الخاطفين أبلغت عائلة اكتشاي بالحادثة السلطات المنغولية مباشرة والتي قامت بدورها بافشال العملية ، وكانت هناك طائرة تابعة للقوات الجوية التركية تحمل رقم TT4010 انتظرت في المدرج لمدة ثماني ساعات اضرت للمغادرة دون ان تستطيع حمل المختطف بسبب مراقبة الأمن المنغولي لها .

الجدير بالذكر فان الاستخبارات التركية حاولت خطف وقتل قيادات من حزب العمال الكردستاني في جنوب كردستان استطاعت استخبارات الحزب اعتقالهم وافشال عمليتهم بالقرب من مدينة السليمانية قبل عام  . وتكررت هذه العمليات في المانيا أيضاً وهناك احد العملاء الأتراك معتقلاً بتهمة التخطيط باغتيال كلٌ من السياسيين الكورد رمزي كارتال ويوكسل كوج ، بينما كانت الاستخبارات التركية قد نجحت في اغتيال المناضلة الكردية سكينة جانسيز ورفيقاتها فيدان دوغان وليلى سيويميز  في باريس عام 2013 .

ورغم هذا التاريخ الحافل بسياسة الخطف والاغتيال التركية   وإضافة الى إن تركيا تحتل المراتب الاولى في العالم قمعاً للصحفيين حسب تصنيف منظمة صحفيون بلا حدود حيث يوجد ما لا يقل عن 180 صحفياً في السجون التركية او صدرت بحقهم مذكرات اعتقال وهم هاربون حالياً ، وكان ترتيب تركيا حسب المنظمة العام المنصرم الـ 155 من بين 180 دولة تقمع الحريات والصحفيين الى جانب وجود عشرات الآلاف من المعارضين والسياسيين في السجون التركية بينهم مواطنون يحملون جنسيات أوربية يتصدرهم الالمان  .

ومنذ عدة ايّام تحاول تركيا ورئيسها اردوغان  إلهاء الرأي العام التركي والعالمي عن ازمتها الاقتصادية والانتكاسات التي تتعرض لها تركيا يوميا بسبب سياسات اردوغان الدكتاتورية والإجرامية الداخلية بحادثة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي على الاراضي التركية التي تعتبر هي المسؤولة بالدرجة الاولى عن اختفائه لانه على أراضيها ولان السلطات التركية تمتلك الخبرة الكافية في هذه العمليات لغايات وحسابات مستقبلية مدروسة .

زر الذهاب إلى الأعلى