الأخبارمانشيت

اشتباك سياسي بين طهران وبغداد على دعوة الأسد لحضور القمة

أثناء زيارته لسوريا يوم الأحد المنصرم نقل رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض دعوة من إيران للرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة الدولية المقرّرة عقدها في بغداد تحت عنوان “قمة دول الجوار الإقليمي” يوم 28 آب الجاري. وفقاً لـ(صحيفة العرب).

وبسبب هذه الدعوة ظهرت خلافات بين الحكومة العراقية والحشد الشعبي حيث نفت الحكومة العراقية أمس الاثنين علمها بمثل هذه الدعوة وتبرّأت منها.

كما أكدت مصادر عراقية أن توجيه تلك الدعوة ربما تمتّ على أساس التحالف الثلاثي القائم بين سوريا والحشد الشعبي وإيران، واعتبرت ذات المصادر أن ظهور عقدة دعوة الأسد بشكل مبكر يزرع الشكوك في قدرة الحكومة العراقية على إنجاح القمّة في غياب إجماع داخلي على من يحضرها.

وأصدرت وزارة الخارجية بيانا علّقت فيه على ما أوردته وسائل إعلام عربية بشأن تسليم الفياض دعوة للأسد لحضور القمة وذلك خلال لقاء جمعهما الأحد في العاصمة السورية دمشق.

وقالت الوزارة في البيان “تداولت بعض وسائل الإعلام أنباء عن تقديم الحكومة العراقية دعوة للحكومة السورية للمشاركة في اجتماع القمة لدول الجوار والمزمع عقده في نهاية الشهر الجاري في بغداد”.

وأضافت أنها “غير معنية بهذه الدعوة وأن الدعوات الرسمية ترسل برسالة رسمية وباسم رئيس مجلس الوزراء العراقي ولا يحق لأي طرف آخر أن يقدم الدعوة باسمها”.

أما من الجانب السوري قالت وكالة الأنباء الرسمية “سانا” إنّ الرئيس الأسد تلقّى رسالة من رئيس الوزراء العراقي تتعلق بمؤتمر دول جوار العراق المزمع عقده ببغداد أواخر أغسطس الجاري.

وذكرت الوكالة أن الرسالة التي نقلها الفياض تطرقت أيضا لأهمية التنسيق السوري – العراقي حول المؤتمر والمواضيع المطروحة على جدول أعماله.

وأضافت الوكالة أنه تم خلال اللقاء “مناقشة الإجراءات المتخذة لتعزيز التعاون الثنائي المشترك في جميع المجالات وخصوصا في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب وضبط أمن الحدود”.

يشار أن بغداد وخلال هذه القمة ترغب في تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول الجوار وفتح أبوابها لدخول الشركات الاستثمارية وخاصة لإقامة مشاريع في المناطق المتضررة من الحرب ضد داعش. ومن المنتظر أن يشتمل جدول أعمال مؤتمر دول الجوار الإقليمي للعراق “مناقشة التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها دول المنطقة”.

هذا وقد وجهت خلال الأيام الماضية دعوات رسمية لزعماء دول إقليمية بينها تركيا وإيران والسعودية لحضور القمة. كما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أسبوع خلال اتصال هاتفي مع الكاظمي أنه سيشارك في القمة الإقليمية ببغداد.

ومع استمرار عملية توجيه الدعوات إلى دول المنطقة لحضور المؤتمر، بدأت الأسئلة تتواتر بشأن قدرة بغداد الفعلية على جمع بلدان متناقضة التوجّهات والمصالح وبعضها مشترك في التنافس الحادّ على النفوذ في العراق مثل تركيا وإيران، والبعض في حالة قطيعة مثل السعودية وإيران، كما تشمل التساؤلات طبيعة القرارات والمخرجات التي سيتمخّض عنها المؤتمر، ومدى إمكانية تنفيذها بشكل عملي.

زر الذهاب إلى الأعلى