مقالات

ازدواجية الأمم المتحدة والدول ذات القرار تجاه معبر تل كوجر

مصطفى عبدو

تسعى الأمم المتحدة والدول ذات القرار في الشأن السوري جاهدة لنيل موافقة مجلس الأمن الدولي على فتح معبر باب الهوى ودخول المساعدات إلى إدلب والجميع يعرف ماذا يعني أن تدخل المساعدات إلى إدلب..

في الوقت نفسه يتم التغاضي عن استمرار إغلاق معبر تل كوجر “اليعربية” أمام المساعدات الإنسانية في محاولة صريحة وواضحة للضغط على الذين حاربوا الإرهاب في شمال شرق سوريا وتغير الوقائع على الأرض بغية تقديم تنازلات.

كل محاولات فتح معبر وحيد (باب الهوى) في مناطق الاحتلال التركي وغض الطرف عن معبر اليعربية (تل كوجر) في مناطق الإدارة الذاتية هو لزيادة تشديد الحصار الاقتصادي على مناطق الإدارة الذاتية وفرض لسياسات دولية في محاولة لتمكين الاحتلال التركي ومرتزقته للتحكم بالملف الإنساني وتوفير المساعدات للإرهابيين أنفسهم، وإقصاء المناطق الأخرى في الوقت ذاته. ويندرج ضمن سياسة يراد بها محاربة الإدارة الذاتية وتأليب الشعب ضدها، خاصة وأنها استطاعت دحر مرتزقة داعش الذين شكلوا تهديداً خطيراً على الأمن العالمي.

إن هذه الازدواجية في المعايير لا يمكن أن تنسجم مع المعايير الدولية، فأن زج الملف الإنساني في دائرة الصراعات السياسية، وجعلها ورقة ابتزاز إلى جانب الإقصاء الممنهج لمناطق الإدارة الذاتية من برنامج الدعم الإنساني، يفتح الأبواب أمام كارثة إنسانية في ظل ضعف الإمكانات وكذلك الحصار الاقتصادي وسيؤدي إلى تفاقم الأزمة في مناطق شمال وشرق سوريا أكثر فأكثر، خاصة مع استمرار الممارسات التركية العدوانية تجاه المنطقة والمحاولات المستمرة من قبل النظام التركي بقطع المياه عن الحسكة وريفها وتحكمه بمياه نهر الفرات في انتهاك للقوانين الدولية، كل هذه القضايا يتطلب من المجتمع الدولي أخذها بعين الاعتبار وتحمل تبعاتها وإعادة النظر فيها لتخفيف المعاناة عن كاهل شعبنا في شمال شرق سوريا.

زر الذهاب إلى الأعلى