الأخبارمانشيت

اجتماع روما السوري.. ضبط إيقاع لواشنطن واختبار لروسيا

منذ أشهر تسعى إدارة بايدن لإرسال ما يمكن تسميته بـ «الحوافز» و«الإشارات الضاغطة» على أمل أن تقوم روسيا باجتياز هذا «الاختبار الأمريكي» بالموافقة على تمديد قرار مجلس الأمن لتقديم المساعدات «عبر الحدود» من ثلاث بوابات: اثنتان بين شمال سوريا وتركيا، وواحدة بين شرق الفرات والعراق.

وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط , فمن المرتقب أن يعقد اجتماع خاص بسوريا (اجتماع روما السوري) في روما في 28 من الشهر الجاري يرأس الاجتماع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بمشاركة 14 وزير خارجية من «السبع الكبار» ودول عربية وإقليمية، لا تقتصر أهمية الاجتماع على كونه أول جهد سياسي مركز من إدارة بايدن حول سوريا وحسب، بل إن هذه الخطوة تأتي في خضم انقسام فريق بايدن حول كيفية المضي قدماً بين «الواقعيين» الداعين إلى «نفض الأيادي» من هذا الملف بخفض سقف التوقعات، والاكتفاء بملف الممرات الإنسانية «عبر الحدود»، ومحاربة «داعش» والملف الكيماوي، وبين آخرين يريدون رفع سقف الموقف الأميركي أو الحفاظ على «حده الأخلاقي» وممارسة الضغوط على موسكو ودمشق في ملفات سياسية وعسكرية في سوريا.

ووصفت صحيفة الشرق الأوسط هذا الاجتماع بأنه سيكون مغذياً للمراجعة الحاصلة في المؤسسات الأميركية لتحديد السياسة السورية: أهدافها، أدواتها وجداولها.

ونوهت الصحيفة إلى أن مبادرة بلينكن تأتي بعد قمة بايدن مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في جنيف الأسبوع الماضي، حيث كان الملف السوري «هامشياً» على جدولها، وأشارت الصحيفة إلى ما تسمى بـ«التفاهمات الصغيرة» والتي تخص تمديد التفويض الأممي لملف المساعدات الإنسانية «عبر الحدود»، واستمرار المسار العسكري عبر مذكرة «منع الصدام» في شمال شرقي سوريا، والتعاون لتنفيذ الاتفاق الثنائي الخاص بنزع السلاح الكيماوي بموجب قرار مجلس الأمن 2118 في عام 2013.

ولمحت الصحيفة إلى «سلة الحوافز الأمريكية» والتي تشمل عدم فرض عقوبات على شخصيات وكيانات سورية، وتقديم استثناءات من العقوبات القائمة لصالح المواد الطبية والإنسانية، ومواجهة جائحة «كورونا»، بناء على مطالب روسية.

وتطرقت الصحيفة إلى «رسائل الضغط الأمريكية» والتي تلوح إلى احتمال «العودة إلى مسار العقوبات» في حال استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) لدى بحث التمديد لقرار «المساعدات العابرة للحدود» في مجلس الأمن قبل انتهاء صلاحية القرار الحالي في 11 من الشهر المقبل. كما اتصل مسؤولون أميركيون بنظرائهم الأوروبيين لضمان استمرار «وحدة موقف الاتحاد الأوروبي»، وعدم قيام دوله بالتطبيع مع دمشق بشكل منفرد أو إعادة فتح السفارات، بالتزامن مع تواصل دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين عبر الأقنية الدبلوماسية مع عواصم عربية لنقل رسالة مفادها أن القيام بخطوات تطبيعية مع دمشق حالياً «غير مفيد»، وأنه لا بد من وضع «شروط وطلبات معينة» مقابل أي خطوة تطبيعية، تشمل التقدم في مسار الإصلاح وعمل اللجنة الدستورية، وإطلاق سجناء سياسيين، والسماح بعودة طوعية وآمنة للاجئين، إضافة إلى التزام وقف نار شامل في البلاد.

وبحسب صحيفة الشرق الأوسط فأن صدى هذه «الرسائل» وصلت إلى الاجتماع الأخير لوزراء خارجية الدول العربية، فلم يتم البحث بشكل معمق في المؤتمر الوزاري العربي في الدوحة، الأسبوع الماضي، حول موضوع عودة دمشق إلى الجامعة العربية ورفع قرار تجميد عضويتها المعلن في نهاية 2011. كما أنه لم يتم طرح جدي لاقتراح إعادة سوريا إلى الجامعة على جدول أعمال القمة العربية المقررة في الجزائر.

اجتماع روما السوري بحسب الصحيفة سيكون مناسبة كي يقوم بلينكن بضبط إيقاع حلفائه من «السبع الكبار» والمنطقة، مثلما سيكون مناسبة لتلمس موقف إدارة بايدن من هذا الملف، بانتظار نتائج «الاختبار الأميركي» لروسيا الشهر المقبل. أيضاً، سيكون الاجتماع فرصة كي يعرض بيدرسن تصوراً تفصيلياً لاقتراحيه: مقاربة «خطوة مقابل خطوة» بين موسكو وشركائها من جهة وواشنطن وحلفائها من جهة، وتشكيل «مجموعة دولية – إقليمية» من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن واللاعبين الإقليميين… بعد انقشاع «الاختبار الأميركي» لموسكو و«الفحص الروسي» لواشنطن.

زر الذهاب إلى الأعلى