PYDالأخبارسوريةمقالات

إلهام أحمد: واشنطن ترفض أي هجوم تركي ونحن لا نريد الحرب

حول التهديدات التركية الأخيرة بتنفيذ عملية عسكرية في شمال سوريا, ومواقف القوى الدولية المتواجدة على الأرض السورية, وانطلاق جولة جديدة من مسار أستانة, ومواضيع سياسية أخرى, أجرت صحيفة الشرق الأوسط لقاءً مع  (إلهام أحمد) الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية(مسد).

حيث أشارت (إلهام أحمد) إلى أن كل اجتماعات (مسار أستانة) لم تأت بالنتائج المطلوبة والمرجوة للسوريين, معربة عن أملها بأن لا تُعطى تركيا الضوء الأخضر لكي تقوم بحملتها العدوانية على السوريين في مناطق الإدارة الذاتية, وقالت:

روسيا وقبل الجميع تعلم أن تركيا تحاول وبشتى الوسائل الحصول على الموافقة للقيام بعمليتها, سواء أكانت بالمقايضة أو بأساليب أخرى, وبالتأكيد هي تعلم أن المناطق التي تحتلها تركيا تتحول إلى بؤر للإرهاب من جهة, وتطيل عمر الأزمة السورية وتؤجج الحروب الأهلية من جهة ثانية.

وبالنسبة لموقف الولايات المتحدة الأمريكية من التهديدات التركية, أوضحت أحمد بأن أمريكا أعلمتهم بأنها ضد أية عملية عسكرية أخرى لتركيا داخل الأراضي السورية, مشددةً على أن تكون هناك مواقف أكثر ردعاً من واشنطن إزاء التصرفات التركية التي تعرّض أمن واستقرار المنطقة بالكامل للخطر, وبالنسبة للموقف الروسي قالت أحمد:

حتى الآن لم تنشر القوات الروسية مزيداً من جنودها على الأرض, حيث أن لديها نقاط مراقبة على الحدود مع تركيا، وتسير دوريات برية وجوية داخل الأراضي السورية, ونسعى معهم إلى أن يكون هناك تنسيق كامل لصد الهجمات التركية المحتملة, ومطلوب من موسكو اتخاذ إجراءات إضافية لحماية الحدود.

وعن أسباب اختيار أردوغان لمنبج وتل رفعت وريف حلب الشمالي كأهداف لعمليته العسكرية, قالت إلهام أحمد:

تركيا أعلنت للعالم أن خريطتها للمنطقة الآمنة المزعومة تشمل كامل الشريط الحدودي السوري بعمق 30 كيلومتراً، بالتالي لا يهم إن كانت تروج لأسماء بعض المناطق حالياً, كونها تتبع سياسة القضم (قطعة – قطعة), بمعنى أن حملتها لن تتوقف عند بلدتين أو ثلاث أو عدة كيلومترات, إنما كبرى المدن السورية تدخل ضمن خريطتها بحجة مكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة الأراضي السورية, لذلك من الضروري أن يعي العالم أن إرضاء تركيا على حساب الشعب السوري لن تكون له إلا منفعة مؤقتة للدول المعنية، وستكون له خسائر وأضرار مستقبلية وأخطاء لا يمكن تصحيحها فيما بعد.

وأضافت أحمد:

تم تهجير أبناء عفرين قسراً من بيوتهم إلى تل رفعت ومناطق الشهباء بريف حلب, وهم يعيشون في خيام بانتظار العودة إلى بيوتهم، لكن إذا نفذت تركيا عمليتها المزعومة, فستخلف هناك كارثة إنسانية وحملات هجرة جديدة.

وتعليقاً على المشروع التركي بتوطين مليون لاجئ سوري في المناطق التي تحتلها, قالت إلهام أحمد موضحةً:

تركيا تتفاخر بالترويج لمشروع المستوطنات كأنها تقوم بعمل إنساني رائع، علماً بأن السوريين الذين هجرتهم تركيا من مناطقهم مثل درعا وغوطة دمشق وحماه وحمص وإدلب وطنتهم في عفرين, أصبحوا مناهضين للسياسات التركية وباتوا يرفضون البقاء في بيوت هي ليست ملكاً لهم ولن تكون, وشاهدنا خلال الأيام الماضية كيف خرجت المظاهرات الرافضة لبناء المستوطنات وإكمال عمليات التهجير القسري والتطهير العرقي التي تتبعها في عفرين، وتتخذ حكومة «العدالة والتنمية» ازدواجية التعاطي مع هذا الملف, إذ تعمل على كسب ود الأوروبيين للحصول على دعمهم المادي في ملف اللاجئين، في الوقت نفسه تستفزهم فيه بشكل مستمر وتهدد العالم بتدفق هؤلاء اللاجئين إلى القارة الأوروبية.

وحول زيارتها لتركيا سنة 2013, وتغيّر الموقف التركي بعد ذلك اتجاههم, أوضحت أحمد:

الزيارة كانت ضمن إطار وفد كردي مشترك، والتقينا مسؤولي الملف السوري في وزارة الخارجية التركية آنذاك، وناقشنا أمن الحدود وفتح المعابر لتسهيل الحياة على الناس على طرفي الحدود, وبدورهم أثنى المسؤولون الأتراك على الجهود التي نبذلها في حماية الحدود وضبطها من طرفنا، وتوجهوا لنا بالشكر، كما ثمنوا دور وحدات حماية الشعب الكردية في ذلك، وقارنوا أمن حدود بلادهم الجنوبية في مناطقنا مع تلك المناطق التي تقع تحت سيطرة فصائل الجيش السوري الحر, حيث وصفوها بالفوضوية، وحدثت كثير من الانتهاكات, لكن تغيرت المواقف تجاهنا بعد انهيار عملية السلام في تركيا بين الحكومة وحزب العمال الكردستاني، بعدها بدأت حرب كوباني سنة 2014، وقدم التحالف الدولي الدعم العسكري والجوي لمقاتلي وحدات الحماية التي دافع مقاتلوها عن المدينة، لكن أنقرة قدمت الدعم الكامل لتنظيم «داعش»، وشاهدنا كيف كانت تسعف جرحى التنظيم لمشافيها، وخرج وقتذاك الرئيس التركي أردوغان بنفسه ليقول إن (كوباني) سقطت بيد «داعش»، لكننا انتصرنا وانتصرت إرادة شعبنا.

وتعليقاً على اتهامات أنقرة لقوات سوريا الديمقراطية بأنها فرع لحزب العمال الكردستاني, قالت أحمد:

جميع الحكومات المتعاقبة في تركيا نظرت ولا تزال إلى الكرد على أنهم إرهابيون، فكل من يدافع عن حقوق الشعب الكردي يعتبر عضواً في حزب العمال أو داعماً له، بالتالي يصنف بأنه إرهابي، فكل برلماني تركي يدعم حقوق الشعب الكردي بحسب المعايير التركية إرهابي، وأعضاء برلمانات الدول الأوروبية المؤيدون للكرد تنعتهم تركيا بأنهم إرهابيون، أما نحن فننظر إلى حزب العمال الكردستاني على أنه مدافع عن القضية الكردية في تركيا ويدعمها في الأجزاء الأخرى، وهذا لا يعني أننا نهدد الأمن القومي التركي، وتركيا تعلم ذلك، لكنها تختلق الحجج لتمرير أزمتها الداخلية إلى خارج حدودها وإبعاد فتيل الحرب الداخلية عنها، ولا نستبعد حرباً أهلية في تركيا كونها تحتل أراضي دول الجوار.

وحول اتهامات المجلس الوطني الكردي للإدارة الذاتية بأنها تابعة لحزب العمال الكردستاني, قالت إلهام أحمد:

هناك انقسامات واضحة في مواقف المجلس الوطني الكردي بهذا الصدد، وأريد توجيه حديثي إلى من هم حالياً ضمن دائرة الخدمات التركية مباشرة, وأقول:

هكذا توصيفات تحتاج إلى مواقف مستقلة وقرارات صائبة تصب في مصلحة الشعب الكردي ولمصلحة سوريا الديمقراطية اللامركزية.

وحول آفاق الحوار مع حكومة دمشق, أوضحت أحمد قائلةً:

لا جديد في مواقف حكومة دمشق, علماً بأنه بإمكانها إبداء المسؤولية في ردع العدوان التركي وحماية حدود البلاد، وهذا يقع ضمن مسؤولياتها، فيما لم تنقطع الحوارات بيننا وبين موسكو على مستوى الخارجية والدفاع، ونأمل أن تكون هناك تفاهمات حول آلية حماية الحدود، خاصة أن القوات الروسية وقوات النظام موجودة على نقاط التماس على طول الحدود في كل من كوباني ومنبج والعريمة وتل رفعت بريف حلب.

وحول مستقبل الإدارة الذاتية إذا ما نفذت تركيا عملية عسكرية جديدة  ضدها, قالت أحمد:

بالتأكيد قواتنا «قسد» لديها التدابير اللازمة لمواجهة العدوان التركي ومشروعه الاحتلالي، وشعبنا بات مختلفاً عما كان في السابق، لذلك لن تسير المعركة كما يتوقع الأتراك، ولن تشبه المعارك السابقة، كما ستخلف هذه الحرب أضراراً كبيرة على المجتمع الدولي كافة، نحن لا نسعى للحرب, وإنما نسعى للحفاظ على استقرار مناطقنا التي تحولت إلى مناطق أمن وأمان لكل السورين، من أصحابها والنازحين إليها من باقي المناطق, حيث يعيش هنا نحو 5 ملايين سوري.

وعن سبب تزامن التهديد التركي بعد  صدور إعفاءات لمناطق الإدارة الذاتية من قبل الإدارة الأميركية حول عقوبات (قانون قيصر), قالت أحمد موضحةً:

التهديد التركي ليس بجديد، ولا أعتقد أن له صلة بقرار الاستثناء الأميركي, نحن من طالب بالاستثناء ضمن إطار حملة مكافحة الإرهاب ضد «داعش»، ومن غير الممكن القضاء على الإرهاب دون تأمين مستلزمات الحياة المعيشية للناس، وفي ظل استمرار فرض العقوبات كان من غير الممكن توفير تلك المستلزمات وإعادة تأهيل البنية التحتية ودعم مشاريع التعافي المبكر، فالإدارة الأميركية استجابت لمطلبنا، لتأتي تركيا وتلوح بعملية عسكرية جديدة لضرب الاستقرار وتهديد أمننا الوطني.

https://aawsat.com/home/article/3706026/الرئيسة-التنفيذية-لـ«مسد»-واشنطن-ترفض-أي-هجوم-تركي-داخل-الأراضي-السورية?utm_source=dlvr.it&utm_medium=twitter

زر الذهاب إلى الأعلى