المجتمعمانشيت

إرادة المرأة أقوى من العنف ضدها

تقرير: حسينة عنتر

إن العنف ضد المرأة “النساء والفتيات” هو أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستمراراً وتدميراً في عالمنا، فما هو العنف الممارس ضد المرأة…؟؟؟

عرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة العنف ضد المرأة هو أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس، والذي يسبب للمرأة إيذاءً أو ألماً جسدياً أو جنسياً أو نفسياً، ويشمل أيضاً التهديد بهذا الاعتداء والضغط والحرمان التعسفي للحريات، سواء ذلك في الحياة العامة أم الخاصة، هذا ولا يزال عدم المساواة بين الجنسين قائماً في جميع أنحاء العالم، لذا يتطلب تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة بذل جهود أكثر نشاطا للتصدي لهذا التمييز والعنف الممارس ضدها في نطاق الأطر القانونية، وما نصت عليه المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان “يولد جميع الناس أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق أي الجنسين المرأة والرجل” إلا أننا نجد العكس ففي أصقاع العالم ما زال العنف ضد المرأة ممارس بكافة أنواعه، إلا إننا نجد في روج أفا وبعد ثورتها التي سميت بثورة المرأة، أن المرأة قامت فيها بنضال متميز أبهرت العالم ببطولاتها وشجاعتها فتم تداول نظام الرئاسة المشتركة الذي يعتمد على مشاركة الرجل والمرأة في منصب واحد كما أوضحه القائد عبدالله أوجلان في مفهومه أنها ستتيح الفرصة للمرأة لإثبات شخصيتها داخل وخارج المنزل إلى جانب الرجل في جميع نواحي الحياة، فإن نظام الرئاسة المشتركة هو تطبيقٌ لبراديغما المجتمع الديمقراطي الإيكولوجي المتخذ لحرية المرأة أساساً، وهو نمط تم تطبيقه من قبل الإدارة الذاتية الديمقراطية منذ تأسيسها في مناطق شمال وشمال شرق سوريا بالإضافة إلى تأسيس الكثير من المؤسسات والهيئات المعنية بشؤون المرأة وقضاياها كهيئة المرأة- كونكرا ستار كذلك تم إنشاء قرية خاصة بالنساء أطلق عليها اسم “جن وار” أي مكان النساء وفكرة بناء هذه القرية استوحتها منظمات نسوية في مناطق روج أفا من كتابات وفلسفة القائد عبد الله أوجلان هذا لا يعني إلغاء الرجل بل تعني أن المرأة بإرادتها قادرة على صنع المستحيل. القرية تضم نساء الشهداء وكذلك اللواتي تعرضن للعنف الأسري والمجتمعي سواء من الزوج أو الأخ أو الأب، كما تم تأسيس منظمة “سارا” في عام 2013 بمدينة قامشلو، هي إحدى المنظمات المختصة بمناهضة العنف ضد المرأة، وهي أول منظمة في روج آفا تهدف إلى حماية حقوق المرأة وفي 3 آذار/مارس 2014 افتتحت فرعاً لها في مقاطعة عفرين. كما تسعى المنظمة إلى إيجاد فرص العمل للنساء المعنفات وتطوير مهاراتهن المهنية للرفع من دخل النساء الاقتصادي.

لماذا اختير هذا اليوم لمناهضة العنف ضد المرأة” القصة” 

لقد وقع اختيار النشطاء على هذا التاريخ في 25 تشرين الأول/نوفمبر كيوم لمناهضة العنف ضد المرأة منذ عام 1981. وجاء هذا الاختيار إثر الاغتيال الوحشي عام 1960 للأخوات ميرابال الثلاثة وهن نشطاء سياسيات من جمهورية الدومينيكان، وذلك بناء على أوامر من الحاكم الدومينيكي رافاييل ترخيو (1930-1961).

في 20 كانون الأول/ديسمبر 1993، اتخذت الجمعية العامة قرارها 48/104 والذي اعتمدت فيه الإعلان بشأن القضاء على العنف ضد المرأة.

وفي هذا السياق، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 تشرين الثاني/نوفمبر في عام 1999 اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، ودعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتنظيم فعاليات ذلك اليوم المخصص للتعريف بهذه المشكلة.

لذا ارتأت صحفية الاتحاد الديمقراطي رصد بعض الآراء حول مناهضة العنف ضد المرأة

نعم لمجتمع خالٍ من العنف      

منال حسن موسى إدارية في منظمة سارا تحدثت: يعتبر هذا اليوم من الأيام المفصلية ليس للمرأة فحسب بل للمجتمع ككل هذا ولتذكير الشعوب بضرورة وضع حد لا بل التخلص نهائياً من العنف الممارس ضد المرأة هذا ونوهت حسن: أن استمرارية العنف ضد المرأة تبقي المجتمعات مشلولة تماماً لأنها ستكون غير قادرة على المشاركة في ديمومة وإحياء المجتمع اذا مورست بحقها العنف.

وأضافت قائلاً: قمنا بالعديد من النشاطات والفعاليات على مستوى اقليم الجزيرة حيث قمنا بحملة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة تحت شعار “نعم لمجتمع خالٍ من العنف” حيث تم وضع برنامج لزيارة مخيمات  العريشة ومبروكة والهول وذلك بالتنسيق مع هيئة المرأة وإعطاء محاضرة عن العنف وأشكاله وأثار السلبية التي تنجم عنه وكيفية التخلص من هذه الظاهرة وإعطاء محاضرة عن العنف بحضور الرجال والنساء سوياً كما سنقوم أيضاً وبالتنسيق مع اتحاد مثقفين بإلقاء محاضرة عن العنف ضد المرأة في تربسبيه

وتابعت حسن قائلة: تم تشكيل ورشة عمل لتعزيز العلاقات الزوجية في مركز المنظمة “سارا” ومستقبلا وضعنا برنامجاً لزيارة المدارس لإلقاء محاضرات عن زواج القاصرات وأثارها السلبية على المرأة والمجتمع بشكل عام وسنقوم بتعليق لافتات في مدينة قامشلو تدعو للحد من العنف ضد المرأة بشعارات مختلفة ونحن كمنظمة سارا مستعدين دائماً لمساعدة النساء لتجاوز وحل مشاكلهم الأسرية والمجتمعية وقمنا خلال عملنا بحل العديد من المشاكل بين الرجل والمرأة حيث نعطي الثقة اللازمة للمرأة وحتى الرجل بالتحدث عن مشاكلهم بكل أريحية للوصول إلى حل يرضي الطرفين ونحافظ على الأسرة من ضياع والتشتت لأن الاسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمعات وفي بعض الحالات هناك مشاكل مستعصية جداً نحولها إلى المحكمة لتخذ القرار المناسب ونحن بدورنا ندافع عن المرأة ونعمل جاهدين للتأمين العيش الكريم لها من خلال قوانين المراعية

واختتمت حديثها بالقول: نحن كمنظمة “سارا” نناشد المرأة في كل مكان بأن تدافع عن حقوقها وتناهض كل ما من شأنه امتهان كرامتها لتأخذ دورها التاريخي في إنشاء مجتمع ديمقراطي تقدمي تسوده العدالة الاجتماعية.

كنساء روج أفا بجميع المكونات علينا أن نتكاتف ولا نسمح للمرأة بأن تضطهد

هدية شمو عضو المنسقية العامة في كونكرا ستار

في البداية رحبت بالصحيفة واستهلت حديثها بالقول: بمناسبة الخامس والعشرين من تشرين الثاني وهو اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة نحن كمؤتمر ستار في روج أفا وجميع مناطق شمال وشمال شرق سوريا قمنا بحملة من المحاضرات والاجتماعات خاصة بهذا اليوم لتعريف بأنواع العنف ضد المرأة واشكاله.

تابعت شمو: كانت المرأة في المجتمع الطبيعي هي الإله الأم التي تدير المجتمع بشكك متساوي ومتعادل وبعيد عن أي ضغوطات ولكن بمرور الزمن وتشكل الحضارات القديمة وخاصة الحضارة السومرية تحولت هذه الإله هذه الأم المعطاء إلى انسانة لا تستطيع أن ترفع رأسها سلبت منها كل قوانينها قوانين العدالة والمساواة الأم التي كانت المجتمع كله يجتمع حولها والآن وبعد مرور خمسة آلاف سنة كيف أصبحت إنسانة مقيدة تخضع لقوانين طغيانية لا تستطيع الدفاع عن نفسها ولا عن أولادها.

وأضافت إلى حديثها نحن كنساء نبارك هذا اليوم بإقامة سلسلة من المحاضرات والاجتماعات حول مناهضة العنف ضد المرأة وأشكاله وأشكال التعذيب والعبودية التي ظلمت فيها المرأة على أن تكون هذه الاجتماعات بحضور الرجال والحضور بشكل جماعي لكي تتعرف المرأة على تاريخها الذي مر عليه خمس آلاف سنة.

 أشارت شمو إن المرأة الكردية وخاصة بعد ثورة روج أفا هي الطليعة الأولى في هذه الثورة وأيضاً سميت الثورة باسمها وأخذت مكانتها في جميع الميادين والمؤسسات المجتمعية وخاصة في نظام الرئاسة المشتركة وفي مجالس الفيدرالية ولا ننسى المجال العسكري حيث قادت المرأة أغلب الحملات حيث كانت في مقدمة الجبهات القتالية ففي كوباني كانت أرين ميركان مثالاً للتضحية والفداء وأصبحت اسطورة تتحدث العالم عن بطولاتها كما شاركت في تحرير مدينة الرقة التي كانت عاصمة داعش المزعومة واستطاعت بعد تحريرها أن تتخذ قرارها بنفسها وأصبحت لها مجلس ومؤسسات خاصة هي المشاركة في حملة تحرير دير الزور ولا ننسى مقاومة عفرين التي اظهرت المرأة شجاعتها من خلال أفستا خابور وبارين كوباني وغيرهن….

واختتمت هدية شمو حديثها: في روج أفا استطاعت المرأة تغيير الكثير من العادات والتقاليد الموروثة بحق المرأة ونحن كنساء روج أفا مدينين للقائد آبو وبفكره وفلسفته التي استطعنا من خلالها أن نقف على أرجلنا وأن نكون نساء أحراراً كما أصبحنا مثالاً يحتذى بها جميع نساء العالم والمرأة الكردية التي آمنت  بالعيش المشترك مع أخواتها من كافة المكونات سواء الكردية أم العربية أم السريانية لأنها تعاني من نفس الآلام كوننا نعيش في مجتمع شرق أوسطي وعلينا نحن كنساء روج أفا ونساء سوريا نتعاهد ونتكاتف بأن لا نسمح للمرأة بأن تضطهد بأي شكال من الأشكال وذلك بالتدريب المتواصل والتعليم وزيادة المحاضرات والارشاد والتوجيه نحو كل أمر صحيح ونكون على أهب استعداد لما يجري حولنا لنكون أحراراً وعندما نكون أحرار سنصل إلى حرية قائدنا عبد الله أوجلان.

لينته العنف ضد المرأة

ام جوان ربة منزل من مدينة قامشلو تقول للصحيفة: لا يكفي يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة يجب أن تكون كل أيام السنة هي استنكار ومناهضة ودفاع عن حقوق المرأة المشروعة.

تابعت أم جوان قائلة: هل ينتهي العنف ضد المرأة في هذا اليوم على كافة النساء أن يتحدوا لإنهاء جميع أشكال العنف الممارس ضد المرأة في روج أفا وفي ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية نرى ولأول مرة نظام الرئاسة المشتركة في كافة مؤسساتها و هيئاتها حيث أن المرأة تشاطر الرجل في العمل لابل اثبتت نجاحها وجدارتها بقدرتها على تسيير أمور الإدارة فتسلقت وسابقت الرجل لإبراز نجاحها في النواحي الاقتصادية والسياسية والعسكرية و الثقافية ناهيك عن عملها كربة أسرة.

أضافت أم جوان على المرأة  أن لا تقبل العنف على نفسها أياً كان نوعه لأنه يعوق مسيرة تقدمها في أي مجال كان وذلك عليها متابعة القضايا المتعلقة بالمرأة والعنف الذي يمارس ضدها في المجتمع وأن تساهم في حل القضايا المتعلقة بأشكال العنف وأنواعه، عليها مراجعة المنظمات المناهضة لجميع أشكال العنف والتمييز الممارس ضد المرأة وتوعيتها والرفع من سويتها الفكرية والذهنية وتشجيعها على طرح مشاكلها في حال التعرض للعنف على المنظمات المدنية المحلية الخاصة بقضايا المرأة ومتابعة الدروس ومحاضرات الخاصة بتدريب وتوعية المرأة.

زر الذهاب إلى الأعلى