مقالات

أية انتخابات يمكن أن تُجرى في ظل قانون الطوارئ؟

بدأ العد العكسي للانتخابات التركية التي  من المزمع إجرائها في 24 حزيران الجاري، هذه الانتخابات التي يجدها البعض بمثابة مهزلة لا يمكن التعويل على نتائجها قط, كونها ستكون بعيدة عن كل مقوِّمات النزاهة والديمقراطية في ظل نظام الفرد الواحد الذي يمسك بمقاليد السلطة بقبضة من حديد، ويريد أن يُفَصِّلها على مقاسه مهما كانت الظروف، وفي ظل فرض نظام قاس للطوارئ, وفي وقت نصف الشعب فيه من المعارضين والمثقفين والموظفين وكل من يمكن أن يقول له  “لا” يقبع في السجون بحجة الاشتراك في الانقلاب المزعوم أو لتأييده لحزب الشعوب الديمقراطي.

أية انتخابات هذه! تلك التي تُجرى في ظروف سيئة كهذه, فمع اقتراب موعد الانتخابات بدأ “السلطان” التركي  بلعبته المُفَضَّلة  على “الليرة التركية” مستغلاً ومحتكراً اقتصاد الدولة في حملته الانتخابية.

يُراد للشعب التركي أن يُجرَّ جرَّاً إلى مهزلة بعيدة تمام البعد عن قيم الديمقراطية تحت مسمى “الانتخابات المبكرة” التي يمثل دور البطولة فيها اردوغان ومن والاه من المتشبثين بمقاليد الأمور بالإضافة إلى مجموعةٍ من الذين أُغدق عليهم الكثير من أموال الشعب حتى ارتووا وصاروا لا يرون إلّا ما يراه اردوغان ولا يقولون إلّا ما يريد.. هنا يجب أن لا ننسى ما يسمى بالحزب القومي التركي الذي أخذ على عاتقه دور الموالي والمرشد لـ”ارودغان” بحجة مصلحة البلاد بينما في الحقيقة هو دور يحقق مصلحته الذاتية التي فقدها حينما كان الابن المدلل للدولة.

تعتزم حكومة العدالة والتنمية أن تلعب بعقول الشعب في انتخابات لا تتوفر فيها أبسط مقومات النجاح، حيث لا عدالة مستقلة ولا مساواة ولا حرية الرأي.

إن أية انتخابات على هذه الشاكلة تعتبر ضحكاً على الرأي العام والمجتمع الدولي، ومع ذلك فإن ثمة من يعتقد بأن هذه الانتخابات  قد تُمهِّد لمفاجآت تجعل الطبقة السياسية في تركيا أمام تحدٍّ حقيقي يحدث شرخاً في جدار تغيير الحياة السياسية في تركيا، وسيكشف الحجم الحقيقي لكل الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية ومدى تمثيلها.

من هنا يبدو أن حديث الساعة منذ الآن إلى غاية حلول موعد المسرحية الهزلية كله سينصب حول مدى المشاركة الشعبية وتفاعلها مع هذا الحدث.

خاصة وأن معظم الناخبين ليس لديهم الثقة بأن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات سيكون له تأثير أو أن يُحدِثَ فرق؛ آخذين بعين الاعتبار تاريخ تركيا الحافل بالانتخابات الملفقة وببقاء الشخصيات السياسية المهيمنة إلى جانب حالة الضعف التي بدأت تحيط بالبرلمان بعد حجب الثقة عن العديد من البرلمانيين.

ربما كان الحديث عن نتائج الانتخابات حديث سابق لأوانه, وربما كانت نتائج هذه الانتخابات مُقدِّمة لأمور كثيرة تفرض نفسها ويمكنها أن تحدث.

بالمحصلة؛ ليس هناك من سبب يدعوك للدهشة إن حدثت مفاجآت, فأنت تعيش في منطقة يصعب عليك تتوقع النتائج فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى