الأخبارروجافامانشيت

أوزصوي: إذا شن أردوغان حرباً في شمال وشرق سوريا فسيدفع ثمناً عسكرياً وسياسياً باهظاً

تدرك حكومة أردوغان أن استمرار عدم الاستقرار السياسي في العراق وسوريا سيعزز في المنطقة. على المدى الطويل، لأنه إذا استمرت الاضطرابات الداخلية وانعدام الحكومة والصراع والبيئة الفوضوية في العراق فأن تركيا ستعزز قواتها هناك, ولأن أوروبا قلقة من عدم الاستقرار والصراعات في سوريا والعراق, وتخشى تدفق اللاجئين والعناصر الجهادية إلى الدول الأوروبية,  فإذا تصاعدت التوترات واندلعت الحروب الأهلية في العراق وسوريا، فقد تمنح أوروبا وحلف الناتو تركيا دوراً أكبر في المنطقة, كون تركيا عضوة في الحلف والأقرب إلى منطقة الشرق الأوسط جغرافياً, وحول السياسة التي يمارسها أردوغان في سوريا والعراق, شدد رئيس لجنة الشؤون الخارجية لحزب الشعوب الديمقراطي (HDP) (هيشيار أوزصوي) على أن أردوغان كان بحاجة إلى نصر عسكري في سوريا حتى وإن كان مزيفاً لكي تكون له اليد العليا في السياسة الداخلية التركية قبل الانتخابات المقبلة، مضيفاً أن الخطط التي أعدها أردوغان لم تتم الموافقة عليها من قبل أوروبا والولايات المتحدة وروسيا وإيران.

كما أشار (أوزصوي) إلى أن وزيرة الخارجية الألمانية (أنالينا بربوك) التي زارت تركيا الأسبوع الماضي صرحت رسمياً أن ألمانيا ولأول مرة تعارض العملية العسكرية التركية المحتملة في شمال وشرق سوريا, كما رفضها وزير الخارجية السويدي خلال زيارة سابقة لتركيا, مشيراً إلى أن أوروبا وأمريكا ترفضان أية عملية عسكرية.

وأوضح (أوزصوي) بأن أردوغان يحاول الحصول على موافقة روسيا لشن تلك العملية, بعد أن اتخذت إيران موقفًاً رافضاً واضحاً للغاية منها في محادثات أستانة, منوّهاً إلى أن تركيا رغم فشلها في أخذ ضوء أخضر دولي قد تستمر في تنفيذ هذه العملية.

وبيّن (أوزصوي) أن أية عملية عسكرية تركية محتملة ضد سوريا ستكون محفوفة بالمخاطر، خاصةً في وقت تتصاعد فيه المشاعر المعادية لتركيا بين الدول العربية, وأضاف قائلاً:

ينصب التركيز على تل رفعت ومنبج, وتل رفعت هي نقطة تربط الطرق إلى الشمال وتبعد 20 كيلومتراً عن حلب, وتتواجد فيها المليشيات الإيرانية والجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية, وقد يؤدي الصراع والحرب إلى تورط الجيشين السوري والإيراني, وقد تواجه تركيا هزيمة عسكرية كبيرة بدلاً من انتصار تحلم به, لذلك تركيا حالياً تبحث عن تأييد لعمليتها العسكرية, لكن إيران أوضحت أنها لا توافق على ذلك, والحرب هناك لن تكون بين الكرد والجيش التركي ومرتزقته فقط, بل ستكون حرباً إقليمية أكبر بكثير.

ومن جهة أخرى أوضح (أوزصوي) بأن اتفاق أردوغان مع السويد وفنلندا حول الانضمام لحلف الناتو لا يتعلق بتسليم بعض الأشخاص إلى تركيا, مؤكداً بأن أردوغان يسعى إلى صفقة أكبر مع الناتو, حيث قال:

أردوغان يتفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وفرنسا للبقاء في السلطة, ويريد حرباً في سوريا لأنه يعتقد أنها ستبقيه في السلطة, أنه يريد من الغرب وحلف شمال الأطلسي إبقاؤه في السلطة, وأجندة أردوغان وبهجلي الوحيدة هي العداء للكرد, وإذا هاجمت تركيا روج آفا فلن تكون هذه الحرب سهلة, إذ أن قوات سوريا الديمقراطية قامت بالتحضيرات اللازمة وأيضاً هناك العديد من القوى التي تريد الحفاظ على الوضع الراهن في سوريا, وقد تشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في أية حرب محتملة, بالمحصلة إذا شن أردوغان حرباً فإنها قد تخل بتوازن القوى الحالي، ولذلك سيتعين عليه دفع ثمن عسكري وسياسي باهظ.

زر الذهاب إلى الأعلى