الأخبارالعالم

أنور مسلم: القضية الكردية بعد مقاومة كوباني أصبحت عالمية

أكد أنور مسلم أن يوم التضامن مع كوباني نقطة تحوّل كبيرة، حيث لم تعد شعوب العالم رهينة قرارات حكوماتها بل اتخذت قرار التضامن بشكل مباشر، وأشار إلى أن القضية الكردية بعد مقاومة كوباني أصبحت عالمية، كما شدّد على أهمية تصعيد النضال الفكري والإداري في منطقة شمال وشرق سوريا لتكون اللبنة الأولى في سوريا المستقبل، جاء هذا في حوار أجرته (وكالة ANHA) مع أنور مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع كوباني.

وجاء في نص الحوار:

– خاضت كوباني على مدى أشهر مقاومة شرسة ضد مرتزقة داعش، انتفضت خلالها شعوب العالم وتضامنت مع هذه المقاومة، واعتبرت إثر ذلك، الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر يوماً عالميّاً للتضامن مع كوباني، فما أسباب هذا التضامن والانتفاض؟

سبب التضامن كان ناجماً عن الخوف من تكرار المجازر التي حصلت في شنكال، قبل شهرين من هذا اليوم، بحق الشعب الكردي الإيزيدي الذي تعرض للقتل والخطف والتهجير، وما تعرضت له الإيزيديات، وكذلك المقاومة التي أبداها المقاومون في القرى والمدينة ضد داعش مما جعل المناصرين للديمقراطية والإنسانية في مئات المدن يتضامنون مع مقاومة كوباني.

– ماذا يمثل هذا التضامن العالمي من الناحية السياسية بالنسبة للشعب الكردي؟

يمثل هذا التضامن العالمي من الناحية السياسية أن شعوب العالم لم تعد تنتظر حكوماتها حتى تتخذ قرار التضامن، بل اتخذت مواقفها مباشرة، وكذلك مثّل هذا التضامن نقطة تحوّل في القضية الكردية على مستوى العالم ولم تعد القضية الكردية رهينة مصالح الدول الإقليمية وتعتيمها.

– هل بالإمكان اعتبار الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر تحوّلاً تاريخيّاً على صعيد الانفتاح العالمي على القضية الكردية؟

بكل تأكيد هي نقطة تحوّل على مستوى العالم، فالقضية الكردية على مدى قرن من الزمن ظلت بعيدة كل البعد عن المحافل الدولية وإعلامها ونقاشاتها رغم الويلات التي تعرضت لها في القرن العشرين في الشرق الأوسط على يد الأنظمة سواء في سوريا والعراق وتركيا وإيران، لذلك كان لمقاومة كوباني والتضامن الدولي دور كبير في رفع التعتيم عن القضية الكردية في تلك الدول.

– الدولة التركية تحاول تجريم الاحتفال بهذا اليوم عبر عمليات الاعتقال التي تطال أعضاء في حزب الشعوب الديمقراطي، لماذا تفعل ذلك؟

للأسف الدولة التركية لا تريد فقط منع الاحتفال بهذه المناسبة العالمية، بل تعتقل أي شخص يقوم باستذكار هذه المناسبة، وحتى أن الصحف التركية باتت تخشى من التنويه بذلك اليوم.

حكومة العدالة والتنمية تخشى من التضامن الدولي مع مناطق شمال وشرق سوريا كونها مناطق هزمت داعش الإرهابي بدءاً من كوباني وانتهاء بالباغوز، والأصح أن كل المحاولات التركية هدفها إفشال مشروع التعايش المشترك بين المكونات السورية والتي وجدت بذورها في مناطق شمال وشرق سوريا.

– كيف أسهمت مقاومة كوباني في القضاء على داعش؟ وكيف أثّرت مقاومة كوباني في سياسات الدول الإقليمية التي كانت تدعم داعش؟

عندما سيطر داعش على مدينة الموصل العراقية وبعدها مدينة الرقة السورية، بدا له أن كل مدينة يتجه إليها سوف يسيطر عليها ولكن في كوباني اختلف الوضع، بدءاً من عدم قبول الأهالي لداعش، ومقاومة أبنائها، لذلك كانت بداية انتهاء داعش من كوباني.

الدول الإقليمية التي كانت تعوّل على انتصار داعش في كوباني سقط رهانها وكُشفت أوراقها التي كانت مخفية عن المجتمع الدولي، وانعكس هذا سلباً عليها وعلى سياساتها الإقليمية والعالمية.

– كيف يمكن تقييم دور المرأة في مقاومة كوباني، وهل كان عاملاً مساهمًا في كسب تأييد العالم؟

دور وحدات حماية المرأة في مقاومة كوباني كان محوريّاً ومهمّاً جدّاً، خاصة أن مفهوم المرأة المتعارف عليه في المنطقة كان مفهوماً شكليّاً دون أي دور فعلي لها في المجتمع، ولكن مع هجوم داعش على كوباني تغير هذا المفهوم الكلاسيكي، فالمرأة أثناء وبعد مقاومة كوباني عُرفت بأنها المقاتلة والقيادية والمشاركة في الإدارة والمجتمع، وهذا بحد ذاته قفزة فكرية في بنيان المجتمع.

– ما المطلوب للحفاظ على ذلك التضامن مع مقاومة روج آفا وشمال وشرق سوريا؟

المطلوب للحفاظ على ذلك التضامن هو الرفع من سوية النضال الفكري والإداري في شمال وشرق سوريا حتى نكون اللبنة الأولى في سوريا المستقبل، على الرغم من الحرب الخاصة التي تشنها معظم الأنظمة الإقليمية على مناطقنا بهدف إفشال مشروع الإدارة الذاتية وضرب المكونات بعضها ببعض.

لذلك علينا أن نكون إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية التي تعدّ المظلة والحاضنة لكل أبنائنا من مختلف الأطياف، وكذلك دعم مؤسسات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا من كل جوانبها حتى نستطيع حماية مكتسبات مقاومة كوباني ونحافظ على ذلك التضامن الدولي.

ومن الجدير ذكره أنه في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2014، تضامنت شعوب العالم لمساندة مقاومة كوباني حيث خرج الملايين من المتظاهرين من مختلف الدول وبكافة قومياتهم وانتماءاتهم وأعراقهم وأديانهم رافعين أعلام وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، مرددين شعارات تندد بهجمات داعش على كوباني ومطالبين المجتمع الدولي بالتدخل واتخاذ التدابير العاجلة لمساندة مقاومة أهالي المدينة.

في ذلك اليوم، أصدر منظمو التظاهرة العالمية بياناً حول جعل يوم الأول من تشرين الثاني يوماً عالميّاً للتضامن مع كوباني وعليه خرج الملايين من الناس في مظاهرات عارمة في 30 دولة حول العالم، لتبني مقاومة كوباني، تحت شعار “الاستنفار العالمي من أجل كوباني والإنسانية ضد داعش”.

زر الذهاب إلى الأعلى