الأخبارمانشيت

أنور مسلم: السوريون قادرون على التفاهم والاتفاق

يطغى الحوار الكردي-الكردي في سوريا على أحاديث الشارع الكردي, والكل على أملٍ في تحقيق وحدة الصف الكردي التي ستجلب الأمن والسلام على الشعب الكردي, وستكون بداية الطريق إلى حل الأزمة السورية ككل, وأيضاً حول دور مذكرة التفاهم الموقعة بين مسد وحزب الإرادة الشعبية في الدفع نحو حوار سوري شامل, وأيضاً تعنت النظام وتمسكه بعقليته التي تعرقل حل الأزمة السورية, والأهداف التركية الاحتلالية التي تسعى إليها تحت غطاء حرية الشعب السوري, وغيرها من المواضيع السياسية التي تحدث عنها(أنور مسلم) الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYDخلال لقاءٍ أجرته معه صحيفة الاتحاد الديمقراطي, وهذا هو مضمون اللقاء:

تحقيق وحدة الصف الكردي سينعكس إيجاباً على جميع مكونات شمال وشرق سوريا

بدأ أنور مسلم حديثه بالقول:

اللقاءات بين الأطراف الكردية السورية لتحقيق وحدة الصف الكردي تسير بوتيرة جيدة ولم تتوقف, وقد تم إنجاز المرحلة الأولى من التفاهم, واللقاءات الآن جارية في مرحلتها الثانية, ورغم وجود بعض النقاط الخلافية التي يتم مناقشتها إلا أن النتائج ستكون جيدة, فالشارع الكردي في شمال وشرق سوريا ينتظر بشغف الإعلان عن تحقيق وحدة الصف الكردي في سوريا, وتحقيق هذه الوحدة سينعكس إيجاباً على جميع مكونات شمال وشرق سوريا خلافاً لما تحاول بعض الأطراف ترويجه بأن ذلك يشكل خطراً على باقي المكونات السورية, فقوات سوريا الديمقراطية لا تمثل الكرد فقط, وإنما تمثل جميع المكونات التي تعيش تحت مظلة الإدارة الذاتية الديمقراطية من عرب وسريان وآشور وأرمن وتركمان, وكل المكونات السورية تطمح إلى حوار سوري يقود المستقبل السوري إلى بر الأمان, وهذا جانب إيجابي للحوار الكردي السوري, ونحن في حزب الاتحاد الديمقراطي PYD الذي هو أحد أحزاب الوحدة الوطنية الكردية ندعم الوصول إلى اتفاق شامل بيننا وبين المجلس الوطني الكردي, ومستعدون لفعل ما يقع على عاتقنا كحزب لتحقيق وحدة الصف الكردي.

الحكومة السورية ما زالت بعيدة عن الطرح الديمقراطي

وحول عدم تخلي النظام عن عقليته وذهنيته أوضح مسلم بالقول:

رغم أن الأزمة السورية ما زالت متفاقمة وقطعت نصف عامها التاسع, إلا أن  حكومة دمشق ما زالت تتعامل بعقلية الإقصاء المستندة إلى الأسلوب العسكري والاستخباراتي, وما زالت تستند على ذهنيتها البعثية التي كانت سائدة منذ عام 1963 وحتى عام 2011 من خلال سلطة المؤسسات والقبضة الأمنية ضاربةً الديمقراطية بعرض الحائط, ولأنها ما زالت متمسكة بهذه الذهنية والعقلية تحاول تجاهل وإقصاء مكونات شمال وشرق سوريا التي أسست نظاماً ديمقراطياً يعتبر الأول من نوعه, هذا النظام الذي بناه الكرد والعرب والسريان والأرمن وباقي مكونات المنطقة مجتمعة, ويضم المسيحيين والمسلمين والإيزيدين, والشيوخ والوجهاء والشخصيات السياسية السورية, مختصر القول أن حكومة دمشق لا تريد الاعتراف بأخطائها أو التقدم بخطوات للأمام, والأجدر بها أن تفكر بالتحاور مع جميع المكونات والأطراف السورية لوضع دستور عصري توافق عليه جميع الأطراف السورية, دستور يكون ديمقراطياً ومؤسساتياً لا مركزياً, ولكن الحكومة السورية ما زالت بعيدة عن هذا الطرح.

الطريق مفتوح أمام جميع الأطراف السورية لإنجاز تفاهمات مع مجلس سوريا الديمقراطية

وبالنسبة لمدى إيجابية التفاهم الموقع بين مسد وحزب الإرادة الشعبية, قال مسلم:

حقق مجلس سوريا الديمقراطية تقدماً كبيراً في مجال المفاوضات والحوار مع الأطراف السورية الأخرى ومكونات شمال وشرق سوريا, ومشروعه المطروح هو سوريا ديمقراطية لا مركزية تمثل إرادة جميع الأطراف السورية, ومؤخراً تم توقيع مذكرة تفاهم بين مسد وحزب الإرادة الشعبية, وهذا التفاهم هو رسالة إلى الأطراف التي يهمها المستقبل السوري, مضمونها هو أن السوريين قادرين على التفاهم والاتفاق وتشكيل رؤية موحدة, وتضمّن محتوى هذا التفاهم بأن سوريا المستقبل تجمع بين اللامركزية والمركزية من حيث السياسة الخارجية والجانب العسكري والاقتصادي, والتأكيد على السيادة السورية ووحدتها وديمقراطيتها, وأبرز نقاط هذا التفاهم هو الإقرار بأن قوات سوريا الديمقراطية حاربت الإرهاب ويجب أن تكون جزءاً من المنظومة العسكرية السورية المستقبلية, وتم توقيع هذا التفاهم برعاية روسية, ويجب أن تدرك جميع الأطراف السياسية السورية التي تؤمن بالديمقراطية والعدالة والمساواة بين الرجل والمرأة بأن هذا التفاهم يفتح الطريق أمامها لإنجاز هكذا تفاهمات مع مجلس سوريا الديمقراطية.

تركيا تريد احتلال كامل الشمال السوري

وحول الدور التركي الممارس إزاء الأزمة في سوريا, بيّن مسلم ذلك بالقول:

بعد أن احتلت الدولة التركية عفرين وكري سبي(تل أبيض) وسري كانيه(رأس العين) بالاشتراك مع فصائل المرتزقة التابعة لها, قامت بعمليات التغيير الديمغرافي في هذه المناطق, وشردت مئات الآلاف من سكانها, واستولت على منازلهم واعتقلتهم وخطفتهم وقتلت النساء والأطفال والشيوخ, وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان, وتعمل الدولة التركية لإضفاء طابع تركي على هذه المناطق التي احتلتها وكذلك على المناطق الأخرى كإعزاز وإدلب وغيرها, حيث فرضت التداول بالعملة التركية والتدريس باللغة التركية في المدارس وعينت ولاة أتراك على تلك المناطق, وكل ذلك يوضح بأن الأتراك لا يريدون الحرية للشعب السوري وإنما يعملون على احتلال الشمال السوري وضمه إلى تركيا, ولذلك فهي مستمرة في إطلاق التهديدات على التجربة الديمقراطية بشمال وشرق سوريا, وتستهدف بين فترة وأخرى المدنيين في المناطق الحدودية لترويعهم ودفعهم إلى ترك مدنهم وقراهم في كوباني والجزيرة, كما تعمل تركيا على تعميق الأزمة السورية وتحاول إفشال أي تفاهم بين الأطراف السورية لتحقيق أجنداتها.

واختتم أنور مسلم حديثه قائلاً:

الشعب في مناطق شمال وشرق سوريا يطمح إلى نظام سوري ديمقراطي, وإيقاف التهديدات المستمرة على مناطقهم, وإعادة جميع المهجرين والنازحين إلى مناطقهم المحتلة من قبل تركيا وبضمانات دولية, وصياغة دستور سوري ديمقراطي.

زر الذهاب إلى الأعلى