الأخبارروجافامانشيت

أنور مسلم: الحوار الكردي – الكردي سينعكس إيجاباً على كافة المكونات الأخرى

إن تمسّك النظام بفكره المبني على إلغاء الآخر كان السبب الرئيسي في إطالة عمر الأزمة واحتلال أراضٍ سوريّة وتهجير ملايين السوريين من بيوتهم وأراضيهم، وإذا أمعنا النظر؛ فإن فشل اللقاءات والاجتماعات التي عُقدت كـ “الآستانة وجنيف”، يعود إلى إقصاء غالبية المكونات السورية (الإدارة الذاتية)عنها، فتجربة الإدارة الذاتية كانت وما زالت الحل الديمقراطي الوحيد لإنهاء الأزمة السورية المستفحلة منذ عقدٍ من الزمن، جاء هذا في حديثٍ لـ الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD أنور مسلم، مع موقعنا (pydrojava).

وخلال حديثه أكد أنور مسلم، بأن النظام السوري وخلال هيمنته وسياساته، أخرج الثورة السورية عن مسارها الديمقراطي، حيث لم يفكر على مدى سنواتٍ طِوال من الأزمة، أن يحل المسائل العالقة وأن يضع حلاً لوضع الملايين من السوريين الذين عانوا الويلات جراء هذه الحرب، بل على العكس فقد أصرّ النظام على بسط هيمنته ومؤسساته الاستخباراتية على كافة الأراضي السورية، دون السعي لدستور ديمقراطي يحمي حقوق وثقافات كافة المكونات الموجودة في سوريا. مشيراً: “كان الأجدر بالنظام الجلوس على طاولة الحوار مع كافة الأطراف السورية، كما والاستفادة من مشروع الإدارة الذاتية وتطبيقها على عموم سوريا، كون تجربة الإدارة الذاتية تَضْمَن حقوق كافة المكونات وتؤكد الحفاظ على ثقافاتهم”.

وعن تجربة الإدارة الذاتية أشار مسلم: “تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية، كانت التجربة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وأثبتت للعالم أجمع من خلال ضمّها لكافة المكونات من كرد، عرب وسريان ..وكافة العشائر في مناطق شمال وشرق سوريا، بأنها الحل لسوريا المستقبل بعيداً عن السياسات الإقصائية وإلغاء الآخر”.

وتابع قائلاً: “إن فشل اللقاءات والاجتماعات كـ “الآستانة وجنيف”، يعود إلى إقصاء ممثلي الإدارة الذاتية عنها، هذه الإدارة التي أثبتت على مدى سنوات أحقيتها بالمشاركة في العملية السياسية في سوريا وأن يكون لها الدور البارز في حل الأزمة”.

وشدد أنور مسلم، بالقول: “يجب أن تأخذ كافة المكونات السورية مكانها في الدستور الجديد، دون إقصاء أي طرف، وإجراء انتخابات شفافة والوصول إلى دستور يوافق عليه كل السوريين مع الحفاظ على حقوقهم المشروعة”، مؤكداً: “دون مشاركة كافة المكونات لن تصل الأزمة السورية لحل”.

وحول الحوار الكردي – الكردي، أكد أنور مسلم في معرض حديثه: “أن الحوار بين الأطراف الكردية والوصول إلى اتفاق فيما بينهم، سينعكس إيجاباً على كافة المكونات الأخرى، للوصول معاً إلى مستقبلٍ تشاركي مع كافة السوريين وصياغة دستورٍ يحمي ضمنه حقوق وثقافات كافة المكونات”.

وتطرق مسلم، إلى الانتهاكات والممارسات اللاإنسانية التي تقوم بها الدولة التركية ومرتزقتها بحق المدنيين في المناطق المحتلة، وحمّل مسؤولية احتلال تركيا ومرتزقتها الإرهابيين لـ “عفرين، سري كانيه، وكري سبي ومناطق من إدلب، إعزاز والباب”، إلى الصمت الدولي تجاه سياسات تركيا الاحتلالية في المنطقة، مطالباً الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالخروج عن صمتها، مؤكداً: “صمت المجتمع الدولي تجاه ممارسات وانتهاكات تركيا يساهم في تطويل أمد الأزمة واستمرار احتلال الأراضي السورية”.

وقال مسلم مؤكداً: “احتلال تركيا لأراضٍ سورية، دليلٌ دامغ على أنها لم تسعى يوماً لإنهاء الأزمة السورية، كما ادّعت، بل تقوم بتغيير ديمغرافية المنطقة وتوطين عائلات جماعاتها الإرهابية في منازل المدنيين المهجرين قسراً، إضافة إلى فرض اللغة التركية ورفع العلم التركي فوق الأراضي السورية، في خطوة منها لإعادة إحياء الدولة العثمانية.

مشدداً: “على كافة الأطراف السورية، وكل من يؤمن بالحرية والديمقراطية، أن يقفوا صفاً واحداً في وجه أطماع تركيا الاحتلالية هذه، والمضي قدماً لإفشال مخططاتها والوصول إلى سوريا ديمقراطية لا مركزية تحمي تحت سقفها حقوق كافة المكونات الموجودة”.

وحول السياسة الأمريكية الجديدة في المنطقة، أوضح مسلم قائلاً:

بعد الانتخابات الأمريكية كانت أنظار العالم موجّهة نحو سياسات أمريكا والرئاسة الجديدة، ومع تولي بايدن الحكم، يظهر أنه ستكون هناك سياسة أمريكية جديدة تجاه العالم، وسوريا والشرق الأوسط بشكل خاص، لتصحيح الأخطاء الحاصلة في عهد ترامب، مشيراً: دخلت تنظيمات إرهابية كـ “داعش وجبهة النصرة”، إلى المناطق المحتلة بدعمٍ تركي، في الوقت الذي كانت وما زالت قوات سوريا الديمقراطية تسعى لإنهاء هذه التنظيمات، لذا على الإدارة الأمريكية أن تنظر للحقائق وأن تخطو خطوات جدية حيال سياسات تركيا والتنظيمات الإرهابية المدعومة منها، وأن نقوم معاً على إنهاء تلك التنظيمات، كما تم هزيمة داعش عسكرياً في الباغوز.

وفي ختام حديثه؛ أوضح أنور مسلم، الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD قائلاً: “على الإدارة الأمريكية الجديدة أن تعمل على عودة جميع المهجرين قسراً إلى منازلهم وأراضيهم، وعلى وجه الخصوص أهلنا في عفرين وسري كانيه وكري سبي، الذين يعانون الويلات في مخيمات النزوح، وإنهاء الاحتلال التركي لكافة الأراضي السورية.

أجرت اللقاء: دلناز دلّي

زر الذهاب إلى الأعلى