مقالات

أنظمة الشرق والاختباء خلف مزاعم (المؤامرة)..!

مصطفى عبدو

يقول أحدهم: «أن نظريات المؤامرة هي ملجأ الضعفاء في نهاية المطاف» ويقول آخر: «نظرية المؤامرة لا تُبعدنا عن الحقيقة فقط بل تُبعدنا من مواجهة أخطائنا ومشاكلنا …» تتستر معظم أنظمة الشرق الأوسط (الأنظمة الشمولية) خلف مزاعم “المؤامرة”وبوجود أعداء(كونيين) يترصدون دولهم وأنظمتهم وأن هناك جهات تحاول تقويض ما تم بنائه ومحاولة تقسيم بلدانهم وبمثل هذه الأساليب استطاعت العديد من الأنظمة إسكات ولجم شعوبها . ومازال التستر خلف نظرية المؤامرة مستمرة ومازالت الأنظمة تفقد الشجاعة للاعتراف بفشلها وبمشاكلها وتجد في إلقاء اللوم على الغير الطريق الأسهل والأقل كلفة لتبرير فشلها. ففي سوريا مثلاً طالما ساق النظام للمؤامرة الكونية وأنها تحاول استهداف البلاد، كما أن هناك من يحاول تقسيم البلاد وإلحاقه بدولة أجنبية حتى وصلت سوريا والشعوب المتعايشة فيها إلى الوضع الراهن (أزمات عديدة لا تنتهي). وها هو الرئيس التركي أردوغان اليوم يتحدث من جديد عن وجود مؤامرة تستهدفه وتستهدف حكومته ولا يستبعد سيناريو “المؤامرة” مع الحرائق التي اندلعت في الأيام الماضية بمناطق مختلفة داخل تركيا, وهو يمتلك 13 طائرة ضمن إسطوله الرئاسي وعدد ضخم من الطائرات الحربية وطائرات بدون طيار يقتل بها الشعب الكردي أينما كان في وقت لا تمتلك حكومته طائرة إطفاء واحدة يخمد بها النيران المشتعلة في البلاد. لقد إدراك الشعوب التركية بأن أردوغان بإسناده ما أصاب تركيا من أزمات اقتصادية وسياسية ومؤخراً الحرائق التي اجتاحت البلاد إلى المؤامرة أنما هي محاولة منه للتهرب من مسؤولية حكومته في مواجهة المشاكل والأزمات المستفحلة. الشعوب التركية اليوم ليست غافلة عن الحقيقة وتدرك جيداً أن اتهام أردوغان لحزب العمال الكردستاني أو حليفه السابق “فتح الله غولن” بالوقوف وراء مختلف أزمات البلاد طيلة السنوات الماضية وفي الحرائق ، أنما هي بمثابة تغطية الشمس بالغربال.. قائمة الأنظمة التي تتستر تحت نظرية المؤامرة تطول كذلك تطول قائمة الشعوب التي باتت تدرك أن تمسك الأنظمة بـ(نظرية المؤامرة) لم تعد تجدي نفعاً وأن ما تعتبره الأنظمة مؤامرة لم تكن يوماً كذلك بالفعل، ولابد من العمل على إيجاد آليات للنهوض بالمجتمعات وفتح أفق مستقبلية جديدة بعيداً عن مفهوم المؤامرة. ولكن السؤال الأهم يبقى.. هل بات لدى شعوب الشرق الأوسط النية والإرادة للعمل على نفض الغبار ودحض نظرية المؤامرة لدى أنظمتها..؟

زر الذهاب إلى الأعلى