الأخبارمانشيت

(أنا أحب عفرين) حملة لبناء التضامن مع عفرين

بقلم: روزا جيلبرت

لأن الاشتراكيون من جميع أنحاء العالم يجب أن يتداولوا قضية روج آفا، أطلق إيطاليون حملة لدعم المهجرين في شمال سوريا (عفرين) تحت اسم “أنا أحب عفرين”، يدعمها عدد من المنظمات السياسية الإيطالية في جميع أنحاء العالم، من استراليا إلى بولندا.

وتهدف الحملة ليس فقط لرفع المساهمة النقدية للمساعدات العاجلة للنازحين من عفرين، ولكن أيضاً لكسر الصمت الدولي على الكارثة الإنسانية التي سببتها الحرب التي تشنها تركيا في كانتون كردي في شمال سوريا، والذي يقع إلى الشمال من حلب مباشرة.

على مدى السنوات القليلة الماضية كان كانتون عفرين يتعرض لهجوم متقطع من قبل تركيا ولكنه بلغ ذروته فقط عندما هزمت القوات الكردية YPG داعش في الرقة فأصبحت أراضي عفرين عرضة للغزو الكامل من جانب تركيا.

جاء الضوء الأخضر بعد اجتماع بين الحكومتين التركية والروسية، ويعتبر أحد أسباب هذا “الاحتضان” المفاجئ بين قوتين متعارضتين الاتفاق الذي منح في 15 يناير تصاريح البناء في المياه التركية لشركة جازبروم للطاقة المسماة “التدفق التركي” مما يسمح بوصولها حتى أوروبا عبر خط أنابيب عبر الأناضول وعبر البحر الأدرياتيكي، وبعد أيام قليلة من هذا الاتفاق بدأ القصف الجوي لعفرين.

 الجيش الثاني في حلف شمال الاطلسي هاجم جيب صغير في شمال سوريا، وهي منطقة تشتهر بأشجار الزيتون والتلال ومتعددة الأعراق يتعايشون بأخوَّة وسلام وديمقراطية، بل إنه استخدم المرتزقة بينهم أعضاء سابقون في تنظيم القاعدة وداعش، كما ذكرت باتريك كوكبيرن.

وهذا يعني استمرار جرائم الحرب، بما في ذلك تشويه جثث المقاتلين الكرد، وقد وردت أنباء عن قطع رؤوسهم واغتصابهم وتعذيبهم منذ احتلال مدينة عفرين.

بينما كانت المدينة محاطة بالعصابات المرتزقة بتغطية جوية تركية تم نهب المحلات التجارية والمنازل وإحراقها وتدميرها. أما الإيزيديون معرضون للخطر بشكل خاص لأن المرتزقة يعتبرونهم “كفاراً”. على الرغم من هزيمة داعش فإن الإيزيدون يتعرضون مرة أخرى لمرحلة التهجير القسري والاختطاف والاغتصاب.

منذ أن بدأ الغزو التركي على عفرين في كانون الثاني فرَّ أكثر من 450 ألف شخص من المناطق المعنية الذين يعيشون حالياً في العراء ودون مساعدة من المنظمات غير الحكومية الدولية أو المنظمات الإنسانية، باستثناء بعض المنظمات غير الحكومية المحلية مثل هيفا سور (الهلال الأحمر الكردي) ومؤسسة هيفي.

دوافع الحملة ببساطة هي إنسانية، هناك نية سياسية واضحة لإعادة موازنة الاهتمام الدولي، الذي يميل إلى التركيز على ضحايا الحرب الأهلية بين الجيش السوري الحر وبشار الأسد؛ متجاهلين الوضع الحرج لكرد شمال سوريا.

والإغلاق التام لدور تركيا نظراً لدعمها الاقتصادي والعسكري الواضح لتنظيم داعش والمجموعات الجهادية التابعة للجيش السوري الحر ودورهم في زعزعة استقرار سوريا.

يشير عزيز إلى “الآليات التقديرية والليبرالية الجديدة في تقديم المساعدات” التي تحددها الأولويات السياسية في دعم مجموعات معينة من الناس بدلاً من غيرها.

رداً على ذلك؛ فإن الحملة لديها الإرادة للتأكيد على نفاق نظام “يتم فيه تمويل أنظمة فاشية مثل النظام التركي بمليارات اليورو من المساعدات من أوروبا لدعم اللاجئين بينما هم في نفس الوقت يشاركون في عمليات القصف والتهجير لمدنيي  عفرين “.

من خلال إطلاق حملة SiAmo Afrin في يوم تحرير إيطاليا، يطلب المنظمون من المنظمات المناهضة للفاشية والاشتراكية أن تنظر إلى Rojava كأنصار اليوم وكمثال على المقاومة البطولية، وأن تجمع المساعدات الإنسانية والدعم كما حدث من قبل، حملة “مساعدة إلى إسبانيا” خلال المقاومة ضد فرانكو إلى التضامن والمساعدة للضحايا السياسيين الشيليين خلال ديكتاتورية بينوشيه.

وقد فقدت المواطنة البريطانية آنا كامبل في 25 آذار حياتها بهجوم جوي تركي على عفرين، وهي التي ذهبت إلى هناك للدفاع عن ثورة روج آفا النسوية ضد الفاشية التركية.

بما أن الاتحاد الفيدرالي لشمال سوريا (روج آفا) يتعرض لتهديد متزايد من قبل تركيا والعصابات الإرهابية، فمن الأهمية الحفاظ على الروح الثورية والديمقراطية لثورة روج آفا من أجل تعزيز مقاومتها.

هذا المنظور الدولي الأوسع هو أمر حاسم لأنه يجعلنا جميعاً مسؤولين عن مطالبة حكوماتنا بوقف هذه السياسات الخارجية الكارثية، والتي تشمل الدعم الواسع ومبيعات الأسلحة إلى تركيا والعواقب المأساوية التي يتعرضون لها السكان الكرد في العراق وتركيا وسوريا.

ترجمة: المكتب الإعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي

زر الذهاب إلى الأعلى