ثقافةمانشيت

أمير الناي عكيدِ جمو

توفي الفنان الكبير والملقب بأمير الناي عَكيد جِمو في يوم الأربعاء 30 كانون الثاني 2019 في مدينة يريفان عاصمة أرمينيا عن عمرٍ ناهز 87 عاماً.

عكيد جمو الذي لُقب بالعم عكيد “Apê Egîd” كان من كوكبة الفنانين الكرد الذين قضوا حياتهم في بلدان الاتحاد السوفياتي سابقاً، خاصة في أرمينيا وعمل لأكثر من 70 عاماً في مجال الفن والموسيقا الكردية ويعد من أحد الأسماء اللامعة في مجال العزف على الناي، كما أن له شهرة بين الأرمن.

ولد عكيد جمو في قرية أردشير بأرمينيا عام 1932، وعائلته في الأصل هم سكان بلدة “Bêgirî” أو كما تسمى مُراديي التابعة لمدينة وان في شمال كردستان، وهاجر منها عائلة عكيد جمو إلى “أرمنستان” أرمينيا، ومنها انتقلوا إلى مدينة تفليس في جورجيا، حيث هاجر إليها الآلاف من العوائل الكردية خلال الحربين العالميتين.

عاش عكيد يتيماً بعد أن توفيت والدته وهو في الـ 12 من عمره لتعود العائلة إلى أرمينيا ليعيش فيها وليقضي فيها بقية حياته، ولِد الفن وحب الطبيعة مع الطفل اليتيم، حيث بدأ بصنع الناي من القصب ليبدأ مسيرته الفنية بالعزف والموسيقى، تدرَّب في المعهد الروماني الملكي في يريفان، وبين عامي 1955-1995عمل في راديو يريفان إلى جانب عددٍ من الفنانين الكرد والأرمن، خلال هذه الفترة وفي عام 1967 أنهى تعليمه الفني.

الفنان القدير عكيد جمو وخلال مسيرته الفنية الطويلة وبصوت نايه المعروف عزف في العديد المناسبات إلى جانب عمالقة فن الغناء الكلاسيكي أمثال كربيت خاجو، وأرام ديكران، وأسليكا قادري وشَروّيي بروّ.

ومن الآلات الموسيقية التي كان يعزف عليها الفنان والموسيقار عكيد جمو” ney, bilur, duduk, baleban” وكل هذه الآلات تعمل بالنفخ فيها، اشتهر بها الكرد والأرمن ومؤخراً الأتراك.

يتحدث عنه المصور الفوتوغرافي أنور أوزقهرمان والذي زاره وألتقى به قائلاً: “أنا محظوظ جداً لأنني ألتقيت به وتعرفت عليه وجهاً لوجه، حقيقة أنه ترك فراغاً كبيراً بيننا، ليتنا نعلم قيمة هؤلاء القديرين وهم أحياء، لأن ما نقوم به بعد مماتهم لا يجدي بقدر ما هم أحياء”.

بحضور المئات من أعضاء اتحاد كردستان في أرمينيا والهيئة الكردستانية والعديد من الشخصيات الفنية والسياسية الكردية والأرمنية دُفن عكيد جمو في مقبرة عائلته الواقعة في قرية قامِشان التابعة لناحية اوكتوبريانِ في أرمينيا، وخلال مراسم دفنه تحدث العضو المؤسس لمجلس شنكال سلو دربويان باسم اتحاد كرد أرمينيا والهيئة الكردستانية قائلاً: “كما تعلمون كان القرن العشرين هو قرن إبادة الكرد، بطمس ثقافتهم ولغتهم، وأنتم تعلمون أن عائلة عكيد جمو كانت من عوائل الكرد الأيزيدين الذين اضطروا إلى الهجرة من بلادهم، لكن أمثال عكيد جمو استطاعوا أن يحافظوا على لغتهم وثقافتهم، فقد صان هذه الثقافة بفنه وعمله الكبير في راديو يريفان الذي كان منبراً للكرد، وعليه نعاهد الفقيد بالحفاظ على الفن الذي قدَّمه والثقافة التي عزف من أجلها.

زر الذهاب إلى الأعلى