تقاريرمانشيت

أطلق مؤسسة لتعزيز الحوار بين الكرد والأرمن والأتراك, فاتهمه أردوغان بالتآمر للإطاحة بحكمه

تقرير: مصطفى عبدو

يعتبر عثمان كفالا إلى جانب زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرتاش من أبرز السجناء السياسيين في تركيا التي تشهد زيادة كبيرة في عدد المعتقلين يوماً بعد آخر.

وفي أخر فصول المواجهة بين أردوغان وطلبة الجامعة والطاقم التدريسي الذي يقف إلى جانب الطلاب، اتهم أردوغان أستاذة الاقتصاد السياسي في الجامعة عائشة بوغرا بإثارة الاضطرابات في الجامعة، حيث قال أردوغان في تصريح له دون أن يذكرها بالاسم: “زوجة عثمان كفالا هي من بين مثيري الاضطرابات في جامعة بوغازيجي” وفقاً لـ (bbc).

فمن هو عثمان كفالا ؟

تعود أصول عثمان كفالا المعتقل منذ عام 2017 بتهمة محاولة الاطاحة بالحكومة التركية عام 2013 ودعم محاولة الانقلاب عام 2016، إلى مدينة كفالا في اليونان في الوقت الراهن، هاجرت أسرته التي كانت تعمل في تجارة التبغ إلى تركيا في عشرينيات القرن الماضي.

درس كفالا البالغ من العمر 63 عاما الاقتصاد في جامعة “الشرق الأوسط التقنية” في أنقرة وأكمل دراسته في جامعة مانشستر البريطانية، وكان يدرس في إحدى الجامعات الأمريكية للحصول على درجة الدكتوراه عندما توفي والده فترك الدراسة وعاد 1982 إلى اسطنبول ليتولى إدارة أعمال الأسرة. وفي عام 1988 تزوج الأكاديمية عائشة بورغا التي تُدرّس حالياً في جامعة بوغازيجي. وانخرط كفالا سريعا في العمل الخيري ونشاطات المجتمع المدني عبر تأسيس دار للنشر تحولت سريعا إلى مصدر لنشر الأفكار الديمقراطية في وقت كان الانقلاب العسكري الذي وقع عام 1980 لا يزال يلقي بظله الثقيل على الحياة السياسية في البلاد.

كما قاد عثمان مبادرات لوقف العنف في جنوب شرقي تركيا ذو الغالبية الكردية عندما شهدت تركيا مواجهات عسكرية دامية بين الجيش التركي ومقاتلي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرقي البلاد في ثمانينيات القرن الماضي أدت إلى مقتل عشرات آلاف الأشخاص وتدمير آلاف القرى وتهجير ملايين القرويين الكرد وسط تعتيم إعلامي بسبب فرض حالة الطوارئ هناك.

أطلق كفالا مؤسسة “ثقافة الأناضول” التي تدعم الفن والتبادل الثقافي وتنظم المعارض والعروض الفنية في مختلف أرجاء تركيا.

أقامت المؤسسة في ديار بكر، كبرى المدن الكردية في شرقي تركيا، أنشطة للاحتفاء بتراث الأرمن والأيزيديين والكرد وغيرهم من القوميات في تركيا في مسعى لإبراز التعددية القومية والثقافية للبلاد. كما رعت المؤسسة أنشطة بهدف تعزيز الحوار بين الكرد والأرمن والأتراك.

صعد رجال الأمن التركي في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2017على متن طائرة متجهة إلى مدينة غازي عنتاب لتدشين مشروع من أجل اللاجئين السوريين وألقوا القبض على عثمان كفالا داخلها.

أمضى كافالا 16 شهر في سجن سيلفري قبل أن يعرف التهم الموجهة له بينما كانت وسائل الإعلام الحكومية وأردوغان يكيلون الاتهامات له بأنه جزء من “المؤامرة اليهودية” التي تقاد ضد تركيا.

ورغم أن محكمة حقوق الإنسان الأوروبية قد أقرت بعدم شرعية سجنه ودعت إلى أطلاق سراحه، عدا عن دعوات مماثلة أطلقتها منظمات حقوق الإنسان الدولية والبرلمان الأوروبي، إلا أن كل هذه المناشدات والدعوات لم تلق آذانا صاغية في تركيا.

وقالت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية في حكمها: “إن سجن كفالا هو عقاب له على انتقاده للحكومة، ويهدف إلى إسكاته كونه أحد نشطاء المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان ويهدف إلى تخويف من يفكر بالسير على خطاه وشل نشاط منظمات المجتمع المدني في البلاد”.

زر الذهاب إلى الأعلى