حواراتمانشيت

 أسئلة جريئة وأجوبة شفافة مع فاتح جاموس

في لقاء مع القيادي في ــ تيار طريق التغيير السلمي المعارض ــ فاتح جاموس حول مسألة تقريب  الرؤى ووجهات النظر بين الإدارة الذاتية والسلطة في دمشق والنقاط التي يعتبرها هدامة لأية محاولة لفتح مسار الحوار بين الجانبين، والوجه الآخر للحل في سوريا للوصول إلى سوريا المستقبل بعيداً عن الاحتكار بكل أوجهه، وضعنا له هذه الأسئلة نحن صحيفة الاتحاد الديمقراطي على طاولة اللقاء فكانت الأجوبة تتسم بالشفافية والوضوح والجرأة، وهذا هو نص الحوار:  

خلال الزيارة التي قمتم بها مؤخراً إلى مناطق الإدارة الذاتية مع بعض رؤساء الأحزاب (عربية و كردية).

– هل كانت زيارتكم محمَّلة برسائل من النظام ؟؟

وفي أيِّ إطار كانت هذه الزيارة؟.

على الرغم من وجود أطراف وفعاليات من الوفد محسوبة على صف السلطة المباشر أو   الموالاة.. إلى جانب وجود معارضة وطنية داخلية، إلا أن الزيارة كانت استجابة لاتفاق في زيارة سابقة بمتابعة الحوار والتفاعل على قضايا الأزمة الوطنية السورية، ومنها عناوين تتعلق بالوضع في شمال شرق سوريا، ومن أهم القضايا التي تعمل عليها فعاليات وفد الزيارة، وفعاليات وطنية أخرى هي قضية فتح مسار الحوار الوطني الداخلي بين أطراف الانقسام الوطني والحوار عبره والوصول إلى التوافقات الممكنة، وتم الاتفاق على مواصلة هذه الحوارات وتوسيع فعالياتها.

-هل لمستم قواسم مشتركة بين مطالب الإدارة الذاتية والمركز يمكن البناء عليها في أية حوارات مقبلة للوصول إلى حل يرضي الجميع؟ وأنا هنا لا أقصد بالجميع الكرد فقط بل أقصد جميع السوريين.

بطبيعة الحال تهتم فعاليات الوفد حتماً بتقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف وليس فقط بين السلطة وإطار مَسَد، وهذا يفترض المعرفة والتدقيق بالمواقف، وأنا شخصياً لم ألمس قواسم مشتركة هامة أبداً، وكما لمست واعتقد أن السلطة غير جادة حتى الان ولو بمستوى الحد الأدنى في قضية فتح مسار الحوار الوطني الداخلي ولا حتى تسهيل بعض شروطه، بما فيه الحوار مع إطار مسد، هدفها الرئيسي إعادة انتاج ذاتها والدولة في الإطار الوطني العام على نفس النهج والوسائل ..مع أن الكثير من الوقائع والشروط لن تسمح بذلك على الأقل بالمعنى الموضوعي.

وعلى الرغم من تطور بعض المفهومات والمواقف في منظومة مسد، مثل القبول بدور روسي مختلف والقبول بفتح الحوار مع تسميته تفاوضاً دون شروط إلا على الطاولة وتخفيف الحتمية في دور مشروع الإدارة الذاتية على المستوى السوري واعتباره أحد المشاريع وخرائط الطريق المطروحة للنقاش، إلا أن مسد أيضاً غير جادة كما يجب ولا تسهل الأمر خاصة في أكثر القضايا حساسية…العامل الأمريكي ودور متضامن لمسد في شروط احتلالات متعددة…والتغييب القصدي لرموز الدولة.. وعدم التمييز الجدي بين الدولة والسلطة والإصرار على أن مسد سلطة وقوة تطرح التفاوض بدل الحوار مما يوحي بالتعنت والمضي بفكرة كسر العظم والتعنت على اولوياتها.

بالتالي لا أتوقع قريباً قيام حوار جاد وتقاطعي وفعال وكلما ابتعدت مسد عن فكرة بناء مركز معارضة وطني داخلي او تباطأت وتمهلت به وجعلت شروطه وبناءه ملتبساً ومضت بصورة فردية ذاتية وثقة توحدية على الذات إلى التفاوض أو الحوار مع النظام  فهي أيضاً لا تخدم بصورة صحيحة فكرة ومهمة الحوار.

– في كل مداخلاتك سواء في المنتديات أو المؤتمرات التي حَضَرتَها في مناطق الإدارة الذاتية، اعتبرتَ أن مشروع الإدارة الذاتية مشروع يؤدي إلى الانفصال بتقادم الزمن؛ فما هو الوجه الآخر للحل في سوريا لدى فاتح جاموس لتكون سوريا للجميع وليست مملوكة لحلقة ضيقة.

نعم، اعتبرته بالحد الأدنى وعياً خاطئاً جداً كي أبتعد عن فكرة النوايا والقصدية بالعلاقة مع الأزمة الوطنية السورية فهي أزمة جاءت في شروط غير ثورية والأهداف والأولويات البرنامجية للمتصارعين الأساسيين غير ثورية وطابعها وقوانينها نبذية وتمزيقية، أي ليست دافعة توحيدياً، بالتالي مشروع الإدارة الذاتية وقبله الفيدرالية هو متواطئ موضوعياً مع طابع الأزمة متواطئ مع فكرة الاهداف الخاصة وهكذا فان صيغة اللامركزية السياسية أو اللامركزية الديموقراطية والإصرار عليها يصبح مع الزمن ويساعد على صيغ للأمر الواقع  تقسيمية.

أما الوجه الآخر فهو العمل الجاد على فكرة الحوار الوطني الداخلي والتساهل والمرونة في إطلاق مساره وحوار أطراف الانقسام بصورة غير اشتراطية حتى على  طاولة الحوار…حواراً  وليس تفاوضاً بسبب الايحاءات السلبية لهذا المصطلح مع دور تحفيزي وتضامني وضامن للروس وخلق مركز معارضة وطني داخلي والمضي سوية إلى الحوار الوطني والتخلص من الصيغ الخاطئة والملتبسة في بعض أهم المفاهيم والقضايا الوطنية كالاحتلالات ومفهوم الدولة والتنبه على أولوية المهام في متابعة الكفاح ضد الفاشية والاحتلالات لهزمهما والعمل التدريجي الامن والتراكمي في قضية التغيير الديموقراطي.

– يشاع بين الأوساط المتابعة للصراع السوري وخصوصاً في ما يتعلق بالكُرد  اختزال مسألتهم وقضية حقوقهم بتفعيل المرسوم التشريعي ١٠٧ للإدارة المحلية.

ألا يعتبر هكذا تشريع والإيحاء به قفزاً فوق حل القضايا الجوهرية في سوريا واستقطاعاً للوقت بدل الضائع في الميدان السوري؟؟

وهل هذا المرسوم التشريعي يمكن أن يكون أرضية للبدء بحل الأزمة السورية؟؟

هناك فرق شاسع بين تفعيل وتبني مشروع السلطة في الإدارة المحلية أو تبني مشروع الإدارة الذاتية هما شيئان يشبهان بعضهما بالمعنى المنهجي والمعنى الفعلي بالتعنت على احتكار الحل…فرق كبير بين ذلك وبين الحوار الوطني على كامل المشاريع والخروج بمشروع توافقي بيني أي بين بين مجمل المشاريع، هناك إمكانية حتمية لتطوير مشروع الإدارة المحلية على أن يلحظ التطورات الجديدة وامكانية الابتعاد عن الصيغ السياسية اللامركزية وللنظم الديموقراطية أشكال عديدة وعلينا التنبه على ضرورة ربط ذلك بطابع الأزمة وضرورة مركزية الدولة وقوتها واللحظ في الدستور للعديد من الحقوق الاستراتيجية غير القابلة الآن للتحقق والإصرار على تحقيق أهداف خاصة مهما كان اسم المشروع، فهو عمل على تغذية التناقضات والصراعات الآن.

– قوات سوريا الديمقراطية(قسد) أعلنت مراراً استعدادها الانضمام إلى الجيش السوري والدفاع عن كامل الأراضي السورية لمحاربة كل أشكال الإرهاب شريطة أن يكون لها حيزاً من الخصوصية، ولكن تزامناً مع زيارتكم كان هناك زيارة لعلي مملوك إلى مطار القامشلي لحض وحث أبناء العشائر العربية للانشقاق عن قسد.

كيف تقرأ هذه المحاولات وبِمَ تفسرها؟

وهل هكذا مسار يصب في حل الأزمة السورية أم يُعتبر تعقيداً لها؟؟.

فكرة الإصرار على الخصوصية يؤكد أهمية الملاحظات النقدية التي نُبديها على مشروع الإدارة الذاتية ويؤكد الإصرار على الأهداف الذاتية الخاصة والإصرار على الاعتقاد ان الشروط مناسبة لذلك.

كما لا يسمح بالتواثق مع إطلاق الحوار ويسمح بالتفكير أن القضية قضية كسر عظم على مشروعية…خاصة مع استمرار الموقف في التعويل على الدور الأمريكي.

ومع اني لا أعرف فعلياً وبدقة مقبولة ما جرى في لقاء السيد مملوك مع بعض الشخصيات العشائرية، إلا إنه عمل سلطة تريد إعادة وضع الدولة بكل ما تعنيه إلى الصيغ المعممة وتجاوز حالة وجود سلطتين وتحالفين ..الخ.. ومع ان هذا يوحي ويؤكد استمرار السلطة في نهجها ووسائلها إلا أن مسد بتكتيكاتها وعلاقاتها مع العشائر وتناقضاتها وانقساماتها في الأزمة تشبه السلطة التحفيز والاغراء والجمع كل على نهجه وتركيزه على اولوياته، أما الحلول فهي بنهج آخر ووسائل أخرى وحوار آخر.. طرحنا أسسها قبل قليل.

زر الذهاب إلى الأعلى