مقالات

أرقام مقلقة حول فيروس كورونا مقارنة مع الإنفلونزا

محسن احمد
بالرغم من كثرة الحديث والاهتمام المنقطع النظير عالميًا بالفيروس الجديد ، لم يفهم الكثير منا حتى الان حجم الخطر الشديد ، ولم يدرك مدى الكارثة التي سوف يحدثها هذا الفيروس في ظل الظروف الراهنة وعدم وجود لقاح او دواء خاص ، اذا لم يتصرف كل شخص منا من مركز المسؤلية ولم تتدخل الحكومات والادارات في احتواء هذا الخطر ومكافحته في مهده من مبدأ الوقاية خير من العلاج وقطع الطريق على انتشاره بكل الوسائل حتى وان كانت التكاليف المادية والاجتماعية والترفيهية كبيرة علينا وتحد من حركتنا لبعض الوقت ربما تطول لاشهر على ابعد تقدير .

نسبة الوفيات مقارنة بعدد المصابين حسب الاعمار

على سبيل المثال وليس الحصر وحسب الارقام المعلنة اصيب بامريكا في شتاء 2018-2019 حوالي 35 مليون شخص بالإنفلونزا العادية ، وتقول الإحصائيات أنه أضطر 490 ألف من هؤلاء لمراجعة الطبيب أو الدخول للمستشفى بسبب تفاقم حالتهم الصحية وازدياد الاعراض عليهم “ارتفاع الحرارة ، سعال شديد ، التهاب رئة “.
وتضيف الإحصائيات بانه توفي من هؤلاء الاشخاص حوالي 34 الف شخص بسبب الإنفلونزا حسب موقع “بنسا نيوز” وهذا رقم كبير بكل الأحوال المنقول عن وزارة الصحة الامريكية.
وعند معرفة وذكر هذه الأرقام يقول الكثير منا ، لماذا اذاً هذا التهويل والتخويف من كورونا الذي قتل بضع الاف فقط حتى الان في العالم أجمع بينما توفي بسبب الإنفلونزا العادية في أمريكا وحدها 34 الف شخص في عام واحد وفي المانيا بنفس العام 24 الف .
يقول الخبراء في هذه المقارنة بانها خاطئة وغير صحيحة لان العبرة ليست في الارقام وانما في النسبة التي توفيت حقاً بسبب الإنفلونزا او من المحتمل وفاتها اذا ما أصيبت بفيروس كورونا .
فعودة الى الوفيات بالانفلونزا في امريكا حسب الأرقام لم تتجاوز النسبة الـ 1 بالألف من الذين اصيبوا بها ، اما الأرقام المتداولة حالياً بنسبة الوفيات بفيروس كورونا تتراوح ما بين واحد الى ثلاثة بالمئة وليس بالالف وهذا رقم كبير ومخيف جداً اذا علمنا حجم الكارثة التي سيحدثها حقاً دون القيام بإجراءات وقائية شديدة .
المستشارة الالمانية ميركل اعلنت الاسبوع الماضي وحسب بيانات من مركز روبرت كوخ المعروف بان حوالي 70 % من المواطنين في المانيا من المحتمل ان يصابوا بفيروس كورونا ، وهذا يعني بإنه يمكن ان يصاب 56 مليون شخص من أصل 80 مليون من عدد سكان المانيا ، وعليه فإن أرقام الوفيات اذا ما قارناها بالاحصائيات والنسب السابقة ، سيموت في المانيا وحدها حوالي 560 الف شخص اذا ما توفي واحد بالمئة من المصابين اما اذا توفي 3% بالمئة من عدد المصابين بالفيروس فان العدد سيكون 1,68 مليون شخص، وهذا الرقم مرعب ومخيف جداً كما اسلفنا سابقاً لذلك نرى هذه الهالة والاهتمام الكبير من الحكومات والاعلام بهذا الفيروس او الوباء العالمي دون ان يعطوا الارقام النهائية لانها تبقى تقديرية وليست نهائية حتى لا يحدثوا قلق وخوف اكثر بين الناس رغم انه كذلك حقاً .
لذلك علينا ان نتحمل جميعاً مسؤولياتنا تجاه بعضنا البعض وتجاه مجتمعنا واهلنا ، وان نكون عوناً للسلطات والادارات في المناطق التي نعيش فيها اينما تواجدنا، وان نقلل من التحركات والتجمعات الغير ضرورية او ان نقوم بإيقافها تماماً ، وان نهتم بنظافة اليد كثيرًا لانه اكثر ما ينقل الفيروس لنا اذا ما لمسنا وجهنا (الفم ، الانف ، العين) ، وان نبقى مسافة كافية بيننا وبين الاخيرين ، وان نتقيد بالتعليمات والإرشادات التي تصدرها منظمة الصحة العالمية والسلطات المختصة في هذا الشأن.
واخيراً نتمنى الصحة والسلامة للجميع

زر الذهاب إلى الأعلى