مانشيتمقالات

أردوغان والإسلام

سليمان جعفر

هل يمكن وصف الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان بأنه شخصية إسلامية ويدافع عن الدين الاسلامي حباً بهذا الدين الحنيف؟ أم يحاول إظهار نفسه بهذا الزي لغايات بات الغرّ في السياسة يعرفها؟ تعالوا لنستعرض معاً قراءة قصيرة لتاريخ هذا الشخص.

تقول بعض المصادر، إن أردوغان هو ثاني رئيس تركي من أصل يهودي بعد أتاتورك، وتتابع تلك المصادر بأنه عندما قام أردوغان بزيارة رسمية لجورجيا قال أثناء المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الجورجي إنه جورجي الأصل وهو بالفعل يعود بأصله إلى الأقلية اليهودية الموجودة في جورجيا ثم انتقلت عائلته الى ريزة بشمال تركيا حيث أسلمت بين “اللاظ”.

ولكن لكي يبرئ نفسه أمام المسلمين من اليهودية فقد قام ببطولة مسرحية أثناء انعقاد قمة دافوس في كانون الثاني من عام 2009 حيث انسحب من جلسة له مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وكانت الغاية من هذه المسرحية استمرار الدعم الخليجي له وإنقاذ اقتصاده المتدهور، وبالفعل فقد اعتبره بعض العرب بأنه خير من يدافع عن قضية فلسطين وأنه بطل لا يَهابُ الاسرائيليين.

هو يتغير حسب الزمان والمكان، المهم هو بقاءه أو بالأصح (إبقائه في السلطة من قبل الدولة العميقة صاحبة الأمر والنهي في تركيا).

فحزب العدالة والتنمية الذي يترأسه أردوغان يدّعي بأنه ديمقراطي محافظ، ولكنه يعتقل آلاف الضباط والموظفين العلمانيين، ويعلنها صراحة بأن تركيا ليست دولة علمانية وها هو رئيس البرلمان التركي اسماعيل كهرمان يقول أمام مؤتمر لعلماء وكتاب الإسلام في اسطنبول 25 نيسان 2016: إن العلمانية لن يكون لها مكان في الدستور الجديد، وذلك لأن تركيا دولة مسلمة ويتوجب أن يكون لدينا دستور ديني.

أما عن أيديولوجية حزب أردوغان، فقد تحولت أكثر وأكثر نحو القومية التركية في السنوات الأخيرة مما تسببت في مغادرة الليبراليين مثل علي باباجان وبعض المحافظين مثل أحمد داوود أوغلو وعبد الله غل، وقد وصف بعض الكُتّاب هذا الحزب بأنه شعبوي يميني منذ عام 2007.

أما خارجياً فقد وُصِفت السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية على نطاق واسع بأنها عثمانية جديدة وهي ايديولوجية تروّج لعودة أمجاد السلطنة العثمانية.

ومن أجل البقاء في سدة الرئاسة التركية فقد سخّر أردوغان كل ما تملكه الدولة في خدمة ذاته، ولم يتورع في استغلال الدين أو بالأصح بعض رجال الدين ممن لهم اسم ومكانة كالدكتور “علي كارداغي” الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والدكتور “سيد أحمد عبدالوهاب” رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حيث تلقوا أموالاً (صَدَقة) لدعم حملة أردوغان الانتخابية حسب بعض المصادر.

وقبلها أصدر العديد من السوريين (كالمجلس الاسلامي السوري ومشيخة القُرّاء بدمشق ورئيس وزراء ما تُسمى بالحكومة المؤقتة ووزير دفاعها) بيانات تدعو للتصويت لصالح أردوغان!!!

أما داخل تركيا وشمال كردستان فألاعيب أردوغان لاتنتهي، وتَبَعية بعض العاهات من الكرد له لا تنتهي، فها هو يبني في أنقرة مشفى يتسع لألف سرير، أما في آمد (ديار بكر) يبني جامعاً يتسع لخمسة وعشرين ألف مُصَلٍّ!!!

 نعم استطاع أردوغان من تخدير شعوب المنطقة بشكل عام (وبعض الكرد بشكل خاص) باسم الدين واستطاع تشغيلهم لصالح شخصه وحزبه، وكثيراً ما يحاول إظهار نفسه بأنه ضد اسرائيل وعلى المنابر يطالب بعودة الفلسطينيين الى ديارهم وفي الوقت نفسه يهاجم الكرد ويطردهم من ديارهم ومن تحت الطاولة يصافح الإسرائيليين مبتسماً.

نقول لهؤلاء المخدوعين من الكرد: أَمَا آن الأوان أن تستيقظوا من سُبات الموت الذي ارتضيتموه لإنقاذ شخص يمتص دماء إخوتكم؟

أما آن الأوان لتتيقنوا من أن داعش عندما كان يغتصب الشرف الكردي في “شنكال şengal وسرى كانية  SerêKaniyê وعفرين Efrîn وكوبانيKobanê إنما كان يفعل ذلك خدمة لشخص أردوغان (الذي كان ولايزال يأوي ويدعم ويمول داعش) أملاً في وضع تاج السلطنة العثمانية على رأسه.

زر الذهاب إلى الأعلى