مقالات

أردوغان لن يتخلى عن الإخوان

محمد أمين عليكو

بالرغم من تسارع الأخبار التي تتداول مسألة التقارب بين تركيا الإرهابية ومصر والترويج الإعلامي لها من قبل إعلام حزب العدالة والتنمية AKP بالتزامن مع نفي مصادر أمنية مصرية عقد حوارات مع تركيا أو غيرها تفضي إلى المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين أو الانخراط في مفاوضات معهم أصلاً.

في نفس الوقت، تحاول جماعات الإخوان المسلمين الإرهابية إظهار نفسها المنتصر في هذا التقارب الذي يروج له إعلام أردوغان المجرم، حيث أكد القائم بأعمال مرشد الإخوان المسلمين “إبراهيم منير” بتاريخ ٢٠ آذار عبر قناة الجزيرة الإخوانية على (أنهم يثقون بتركيا ويقبلون وساطتها لحلحلة الأزمة الطويلة للجماعة مع النظام المصري)، وقال: لا يوجد أي صفقة أو تنازل من قبل أنقرة تجاه مصر على حساب الإخوان، وإذا عُرض على المعارضة المصرية ــ التي نحن جزء منها ــ الحوار مع النظام بما ييسر أوضاع المعتقلين ويحسن أحوال الشعب، لن نرفض، وفي المقابل داخل الأوساط المصرية تستبعد وجود “حوارات حتى على المستوى الأمني”. إن فكرة تسليم قياديين وإعلاميين من جماعة الإخوان المسلمين لا وزن لها بالنسبة لمصر.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يدرك جيداً أن قيام أردوغان بهذه الخطوة وبطريقة طرح موضوع جماعة الاخوان المسلمين الإرهابية كورقة تقارب مع مصر هي في حقيقة الأمر نتيجة مشاكل تركيا الداخلية “الوضع الاقتصادي والاجتماعي السيء وحملات الاعتقالات لأعضاء حزب الشعوب الديمقراطي HDP  والمشاكل السياسية والدبلوماسية مع دول الجوار والدول العربية وحتى الدول الأوروبية، واحتلالها الأراضي السورية والعراقية، ويسعى أردوغان إلى الخروج منها عبر إرسال رسائل إلى مصر والسعودية وفرنسا، والهدف الأساسي من تلك الرسائل هو ضرب مشروع الإدارة الذاتية ومؤسساتها في شمال وشرق سوريا، وضرب أي كيان أو جود كردي في المنطقة (حسب سياسات أردوغان الإرهابية الكردي الجيد هو الكردي الميت)،

ومن خلال المتابعة وقراءة المشهد فأن تركيا لن تتخلى أو تستغني تماماً عن جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية لأسباب كثيرة منها “الحزبية والعقائدية” على الرغم من سياسات أردوغان الإرهابية مع الدول واللعب على التناقضات بين الدول ومنها  علاقة إيران مع دول الخليج والعلاقات الأميركية والروسية المتناقضة، وقضية الايغور الإنسانية التي استغلها أردوغان سياسياً واقتصادياً مع الصين.

أردوغان المهزوم والغارق في دماء أبناء سوريا والعراق وليبيا وأرمينيا واليونان) سيحاول استغلال جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية التي لم تعد لها وزن في المنطقة ولن تكون عقبة أمام أردوغان المجرم.

والحقيقة يجب أن يقال: “إن شعوب المنطقة تنظر إلى دور مصر التاريخي بقيادة الرئيس السيسي من مكانتها العظيمة في العالم وخاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للوقوف أمام إرهاب حزب العدالة والتنمية, ومتاجرة هذا الحزب بدماء الشعوب أصبحت مكشوفة ومفضوحة والأيام القادمة ستكشف عن خبث أردوغان تجاه مصر وشعوب المنطقة في ظل سعي الدولة التركية الفاشية دعم المجاميع الإرهابية من داعش والنصرة والذئاب الرمادية والإخوان المسلمين الإرهابية ومن خلال أدواتها تحاول السيطرة على الدول العربية واحتلال أراضيها وإعادة أمجاد العثمانيين الحالمين ونهب الثروات وحملات التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي التي تجريه بسرعة كبيرة جداً في سوريا، ومدينة عفرين المحتلة خير دليل على ذلك.

للشعبين الكردي والعربي تاريخ مشترك ومصير واحد في المنطقة، وعلينا أن نكون مدركين لحقيقة المخطط الذي يُحاك ضد مصر والمنطقة لأجل ضرب الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.  

زر الذهاب إلى الأعلى