مانشيتمقالات

أردوغان، داعش وكورونا … فيروسات تواجهها الإدارة الذاتية

دوست ميرخان

 العالم بأسره منشغل بفيروس كورونا، أغلب الدول انعكفت نحو الداخل واستخدمت كل امكاناتها ووسائلها وحتى جيوشها في محاولة منها منع توسع انتشار الفيروس، والحفاظ على حياة أكبر قدر ممكن من المواطنين ورعايتهم. ففي أخر حصيلة للمصابين بالفيروس حول العالم تجاوز فيه إجمالي عدد المصابين 700 ألف مصاب عالمياً وقارب عدد الوفيات 30 ألفاً.

في شمال وشرق سوريا اتخذت الإدارة الذاتية الديمقراطية خطوات سريعة وجيشت كل امكاناتها لمواجهة الفيروس وحماية المواطنين واللاجئين وحتى أسرى داعش المتواجدين في السجون الذين يشكلون خطراً كبيراً ليس فقط على شمال شرق سوريا وإنما على العالم أجمع لو تمكنوا من الفرار كما حدث اثناء محاولة الجيش التركي استهداف احدى المخيمات والسجون المخصصة لهم  خلال عمليات احتلاله لمدينتي “سري كانيه” و” كري سبي- تل أبيض ” فكما هو معلوم  يتكاثر التنظيم وينمو في مثل هذه الأجواء وينشط بشدة خاصة مع وجود جهة دولية حاضنة وهي تركيا تعمل بكل امكاناتها على رعايتهم واستخدامهم كقوة رديفة لجيشها في كلٍ من سوريا والعراق وليبيا ولربما في مناطق أخرى يتواجد فيها الجيش التركي.

الإدارة الذاتية قامت بعدة إجراءات وقائية استباقية وألزمت جميع المواطنين بالتقيد بالقرارات الصادرة عنها وبالفعل استجابة الغالبية العظمى من المواطنين لقرار حظر التجول واتخاذ التدابير الوقائية وإلى ما ذلك من الاجراءات  التي اتخذتها العديد من بلدان العالم لمقاومة كورونا وتبعاتها، وبادرت الإدارة أيضاً إلى ضبط أسعار المواد الغذائية كما وحملت على عاتقها توزيع سلال غذائية لذوي الدخل المحدود، ولا ننسى بأنها ومنذ الأيام الأولى شكلت خلية لإدارة هذه الأزمة.

الجمعيات المدنية والمواطنون أيضاً ساهموا كلٌ بحسب امكانياته في تقديم العون والمساعدة، ولا يفوتنا ما يقدمه الهلال الأحمر الكردي من جهودٍ كبيرة خلال هذه الأزمة.

هذه الصورة العامة للوضع في شمال شرق سوريا فيما يتعلق بأزمة كورونا، الجدير بالذكر أنه لم تسجل حتى اللحظة “نهاية شهر آذار” أية إصابة بالفايروس، بالطبع النظام السوري في دمشق أعلن عن إصابات بالفايروس وعن حالة وفاة حسب إعلام النظام، لكن منظمة الصحة العالمية تقول إن عدد الإصابات اكبر من رواية النظام.( بطبيعة الحال لا نتمنى أن يكون هناك أية إصابة ونتمنى الشفاء للمصابين في العالم أجمع).  على الجانب الأخر الأصعب والأكثر تهديداً و خطراً على كاهل سكان شمال شرق سوريا والإدارة الذاتية الديمقراطية هو الاحتلال التركي و رديفه المرتزق الإرهابي المسمى”الجيش الوطني” الذي يضم العشرات من المجموعات الإرهابية من بقايا تنظيم داعش وهم يعبثون فساداً وخراباً في سري كانيه وتل أبيض وعفرين وإدلب إلى جانب الجيش التركي الذي يحشده إردوغان بآلاف المدرعات العسكرية وكأنه يتحضر لعملية عسكرية جديدة أو أنه يستغل هذه الأوضاع بانشغال الجميع بالفايروس ليرسخ أقدامه في سوريا خاصة بعد أن كبدته روسيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد ناهيك عن الإهانة الكبيرة التي تعرض لها أردوغان وطاقمه في موسكو مؤخراً.

اليوم وفي الوقت الذي تنصب فيه جهود الإدارة الذاتية الديمقراطية لحماية حياة المواطنين، ينصب جهود النظام التركي بترسيخ الاحتلال في سوريا و تشريد شعبها واستغلال واستخدام اللاجئين كورقة ضغط على الدول الأخرى، أمس أعلن المسماري عن مقتل المئات من المرتزقة السوريين الذين أرسلهم أردوغان إلى ليبيا.

التهديد الثالث والذي يشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل الإدارة وبنفس الوقت تهديداً على حياة المواطنين أسرى داعش، هذا الموضوع الذي كثر فيه الحديث لكن لم يقدم أي طرف مشروعاً أو طريقة لحمل هذا العباء عن كاهل الإدارة الذاتية التي واجهت كل التحديات والأخطار التي هددت وتهدد كيانها حتى اللحظة بكل قوة، وفشلت كل المؤامرات الهادفة لإفشالها والقضاء عليها، ناهيك عن محاولات النظام السوري في التجييش  ضد الإدارة الذاتية عموماً وقوات سوريا الديمقراطي خصوصاً.

 لكن يبقى السؤال الذي لم يلقى له جواب حتى اللحظة إلى أي مدى يمكن لإدارة الذاتية الديمقراطية تحمل هذا العبء الثقيل؟.

في زمن كورونا دول العالم منشغلة بالداخل بكيفية الحفاظ على حياة مواطنيها وتأمين متطلبات الحياة لهم. بينما الأنظمة الفاسدة والدكتاتورية منشغلة باستبدادها وكيفية الحفاظ على سلطتها.

زر الذهاب إلى الأعلى