تقاريرمانشيت

أخوة الشعوب، نعيشها فعلاً وننادي بها قولاً

نظم حزب الاتحاد الديمقراطي PYD اجتماعاً لوجهاء العشائر والأعيان في ناحية تربسبية بتاريخ 31 كانون الأول 2019 للنقاش حول آخر مستجدات الوضع واطلاعهم على تطورات السياسة المتعلقة بسوريا.

وبالتنسيق مع مجلس الأعيان ومؤتمر ستار عقدت لجنة العلاقات الدبلوماسية لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD في مقاطعة قامشلو اجتماعاً موسعاً لوجهاء العشائر العربية في المنطقة.

هذا وجرت فعاليات الاجتماع في صالة النادي السياحي للمناسبات الاجتماعية في ناحية تربسبية.

وبدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الحرية والكرامة، والترحيب بالحضور وشكرهم على تلبية الدعوة، ومن ثم تحدث شاهوز حسن الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD عن آخر التطورات والمستجدات السياسة على الصعيد الداخلي والخارجي متمنياً في مضمون حديثه أن يعم في العام الجديد السلام والأمان على عموم سوريا وتجاوز أزمتها الراهنة التي تعاني من تداعياتها وأن يتم الوصول إلى حل سياسي متكامل يشمل كل الشعب السوري.

كما نوه حسن في حديثه إلى مجريات الأحداث التي شهدتها مناطق شمال وشرق سوريا منذ بداية الأحداث في سوريا في آذار عام 2011 وتمسكهم بالحل الديمقراطي على أسس سياسية الذي يضمن العدالة والحرية لكل شعوب المنطقة.

وأكد حسن في مستهل كلمته: إن الذي زاد من توسع وتشعب وتعمق الأزمة السورية هو التدخلات الكبيرة للدول والقوى الإقليمية والعالمية وهذا ما أدى إلى الوصول لمرحلة مصيرية لكل شعوب ومكونات سوريا والحل أيضاً سيشكل محطة مصيرية لكل القوى الموجودة على أرض سوريا وبشكل خاص لكل من تركيا وايران لأنها تدخلت بشكل كبير في الوضع السوري بشكل عام.

وشدد حسن في حديثه على ضرورة تحقيق السلام وتحقيق الحلول على أسس ديمقراطية والنضال في سبيل ذلك ولكن علينا أن نكون واقعيين فالأحداث الموجودة وخاصة أحداث 2019 تظهر النوايا السيئة لبعض القوى التي تدخلت في الشأن السوري وبشكل خاص الدولة التركية  بقيادة الحكومة الفاشية الموجودة على رأس السلطة في أنقرة.

وقال حسن في خضم حديثه: إننا منذ البداية حذرنا من الفاشية الموجودة في تركيا، لقد حذرنا الروس وأمريكا والأوربيين وحذرنا حتى المعارضة وقلنا لهم نحن نعرف السلطة الموجودة في تركيا أكثر منكم لأننا عانينا من هذه الذهنية الفاشية والعقلية الموجودة في الحكم في تركيا وعليكم ألا تنخدعوا بوعودها وأقوالها وأكاذيبها فهي لا تَصدُق مع أحد فالدولة التركية ومنذ التاريخ العثماني معروفة بألاعيبها وخدعها وخاصة ما يعرف بألاعيب القصور التي قتلوا فيها حتى أخواتهم فقط من أجل البقاء على السلطة وتوريثها لسلالتهم وأبنائهم فإذا كان العثماني الذي قتل أقربائه وإخوته في سبيل تحقيق أطماعه فكيف لا يقتل الآخر ولا يعمل على إبادة الشعوب،

وهذه الذهنية الفاشية معروفة لدى السلطات التركية والعثمانية الجديدة لن تكون مختلفة وستكون أسوء من القديمة فلننظر فقط إلى من ساند أردوغان للوصول إلى الحكم واليوم فإن أقرب المقربين له وأصدقائه ومؤسسي حزبه هم الآن في صفوف أعدائه وقاموا بتأسيس أحزاب جديدة والبعض منهم أصبح في المعتقلات فإذا كان هذا هو حال أصدقائه فكيف لا يضحي ببعض الذين يسمون أنفسهم بالمعارضة السورية الذين أصبحوا اتباع ومرتزقة له فهو الآن يقوم بإرسالهم إلى ليبيا وهو ما حدث تماماً في 2012 عندما أرسلهم اردوغان إلى سري كانيه لمحاربة شعوب ومكونات المنطقة وقد قلنا للمعارضة آنذاك النظام ليس موجود في سري كانيه وأنتم تنفذون أجندات الدولة التركية وتحقيق أطماع أردوغان في احتلال الأراضي السورية فلأكثر من مرة جندهم أردوغان لمحاربة الكرد في المنطقة لكنهم فشلوا ولم ينجحوا وكل هذه العصابات أو ما كانوا يسمون نفسهم بالكتائب زالوا وانضموا إلى كتائب ومجموعات أخرى فأغلبهم انتهى بهم المطاف إلى جبهة النصرة وبعضهم صاروا مع داعش والبعض بقي مع المحتل التركي خاصة المجموعات العقائدية التي تعمل وفق فكر الاخوان المسلمين ووفق النظرة التركية التي تستند إلى الإسلام السياسي التركي.

كما تطرق الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي شاهوز حسن إلى أن الدولة التركية ونظام اردوغان لديهم مشروع وهذا المشروع يسيء لنا جميعاً ويحاربنا جميعاً ويريد القضاء على جميع شعوب ومكونات المنطقة  فالموضوع ليس بالقضاء الجسدي والإبادة وإنما إعادة المنطقة إلى العهد العثماني الذي أبقى المنطقة 400 عام في الظلمات وجميعنا يعلم أن العثمانيين لم يجلبوا سوى الويلات والقتل والتنكيل على شعوب ومكونات المنطقة وإيقاف عجلة التطور والتقدم في المنطقة وهذه حقيقة بديهية فالغرب في هذه الـ 400 سنة تقدموا علينا بشكل مهول ومذهل من النواحي العلمية والفكرية والتقنية والتكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية وكافة المجالات، فكان هناك تطور كبير لكن الشرق الأوسط بقي جامداً وانتكس إلى الخلف لأربع مئة سنة إبان الحكم العثماني للشرق.

كما شدد حسن في خضم حديثه على أن العثمانية الجديدة لا تستهدف فقط شعباً أو مكوناً معيناً إنما تستهدف جميع شعوب ودول المنطقة فالعقلية العثمانية الجديدة تريد استعادة أمجادها البائدة على حساب شعوب ودول المنطقة، فنجدها تتدخل وتحارب معظم دول وشعوب المنطقة كليبيا ومصر والعراق وسوريا واليونان وقبرص وغيرها والآن فقط العالم بات يدرك ما هي الخطة العثمانية وما يريده اردوغان ونحن حذرنا منذ البداية من النوايا والمخططات الخبيثة لدولة الاحتلال الترك

هذا وأكد حسن في كلمته على أننا واثقون من أن انتصارنا على هذا الفكر أو هذا التعصب القومي التركي الذي يغلف بغلاف أو بشكل ديني اسلاموي لا علاقة له بتاريخ المنطقة وهدفه الأساسي هو السيطرة والاحتلال والقتل وارتكاب المجازر واتباع سياسة التتريك في عفرين وفي جرابلس وعزاز والباب وفي سري كانيه تل أبيض وعلى هذا الأساس فنحن واثقون من أننا سننتصر على هذه الذهنية الفاشية وذلك عبر المزيد من التنظيم ورفع وتيرة المقاومة لأن هدف المحتل هو تغيير ديمغرافية المنطقة والتركيبة السكانية لها لتصبح جزء من العثمانية الجديدة.

كما أوضح حسن في حديثه اننا في الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية واضحون في طرحنا لحل القضايا المصيرية التي تخص سوريا وليس كما ادعى وليد المعلم بانهم لا يعلمون ماذا يريدون، فعلى النظام أن يدرك الإدارة الذاتية لديها قوات وقيادة ومؤسسات حققت انتصارات فالروس والنظام يريدون فقط التفاوض مع المكون الكردي ونحن رفضنا هذا المنطق لأننا نريد أن نبني سوريا جديدة تكون ممثلة بجميع مكوناتها وأطيافها وتضمن العيش المشترك لهذه الشعوب والمكونات وأن تكون هناك ضمانات دستورية لكل هذه الشعوب والمكونات بشكل واضح وصريح وعلى النظام أن يتقبل هذه الإدارة بقواها الاجتماعية والعسكرية وأن تدرك جيداً أن هذه القوة هي التي حمت وحررت هذه المنطقة وهي التي تجابه الاحتلال فهي مكسب وطني لجميع السوريين وخاصة مكونات شمال وشرق سوريا.

وفي ختام الاجتماع كرر حسن تمنياته بأن يكون العام الجديد عام السلام والأمان وتحقيق حل عادل وشامل لكافة الشعب السوري.

ليتم بعدها الاستماع إلى آراء الحضور ومداخلاتهم وأسلتهم والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم.

وعلى هامش الاجتماع التقينا بشخصيتين من العشائر وسألناهم عن موقفهم من الاحتلال التركي، فقال عبدالله المحمود من عشيرة الولدة: ندين كل الأعمال التركية على شمال وشرق سوريا لأن لدى تركيا مخطط في إعادة الدولة العثمانية ونحن كعشائر نرفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً.

تركيا تدعي أنها تحارب حزب العمال الكردستاني، لكنها تحتل أرضنا ونحن كعشائر ندين هذا الاحتلال بكافة أشكاله ونرفضه ونقف دعماً وسداً منيعاً ضد هذا الاعتداء ونقف كقوة رديفة لقوات سوريا الديمقراطية، وأشدد على أننا لا نريد أي قوة تخدم الأشخاص إنما نريد قوة تمد يدها للشعب وتعمل لصالح الشعب والمكونات، ومين يريد مصلحة الشعب السوري نحن نريده.

وبدورها فريال القسو التي تنحدر من إدلب قالت:

نحن والمكون الكردي كنا ولا زلنا نعيش معاَ ولا يوجد فرق بين المكونات الكردية، العربية والسريانية، فنحن نعيش من قبل الآن سوياً مع أن البعض حاول تفرقتنا إلا أن بقينا معاً يداً واحدةً وفكراً واحداً وناضلنا معاً ونعيش أخوة الشعوب معاً فعلاً وندعو إليها قولاً لأنها ناجحة وستنجح أكثر.

نحن لن نسمح لأي تدخل دولي كان أو إقليمي التدخل بمنطقتنا وبلدنا، فنحن نتعايش معاً ونريد أن نحل مشاكلنا بأنفسنا، ولا نريد تدخلاً خارجياً، لا تدخلاً تركياً ولا من أي دولة أخرى كانت. فليخرجوا جميعاً من أرضنا، نحن لا نريدهم، كرداً وعرباً وسريانياً قاومنا سوياً ودمائنا اتحدت في خندق واحد.

كمواطنة إدلبية عشت في إدلب وهنا في الجزيرة أيضاً، الأمان الذي نعيشه هنا يختلف عن الأمان الذي عشناه هناك في إدلب، هنا يوجد أمان واستقرار وتعايش بين المكونات وهناك لا يوجد أمان، وأقول كمواطنة إدلبية بأن الإدارة الذاتية من أنجح الإدارات التي مرت بي طوال حياتي. كما أننا جميعاً سوريون وسوريا وطن واحد للجميع، لذلك استقبلت الإدارة الذاتية جميع أهالي إدلب الذين لجئوا إليها وأكرمتهم على عكس ما روجت له تركيا بأن الإدارة الذاتية لم تسمح لهم بالدخول إلى مناطقها.

وبدوري كامرأة أود القول أن المرأة تلعب دورها الفعال في المجتمع والإدارة الذاتية وتعيش بحريتها وتدافع عن كرامتها وهي أصبحت تمتلك رأيها وأثبتت قوتها وجدارتها في أي مجال انخرطت فيه.

إعداد: ياسر خلف

زر الذهاب إلى الأعلى