مقالات

أبواق لا أكثر

محمد أمين عليكو

لغة التهديد والوعيد التي تطلقها أبواق النظام الدموي في دمشق عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنابر الدينية والقنوات الفضائية الرسمية للنظام البعثي لم تعد ذات جدوى بعد أن انكشف المخطط مبكراً جداً، وسقط القناع الأسود عن حقيقة وجه النظام السوري منذ عقود طويلة جداً، وخاصة مع قدوم بشار الأسد عبر تعديل الدستور بدقائق قليلة وبتصفيق القطيع الذي لاحول لهم ولا قوة سوى التطبيل للنظام البعثي.

ففي الأمس كانت عاشقة الرئيس الروسي بوتين “لونا شبل” واليوم تخرج إلينا المتسولة “غالية الطباع” تتمنى لو كانت وزيرةً للدفاع فقط لأجل ضرب قوات سوريا الديمقراطية “قسد” وأطفال شمال و شرق سوريا (بالأسلحة الكيماوية وحرقهم جميعاً).

هذه العقلية الشوفينية الرسمية للنظام السوري عبر أبواقه، ولغة التهديد والوعيد أصبحت فاشلة كفشل أصحابها الذين باعوا ضمائرهم ومبادئهم من أجل استرضاء النظام الدموي، وأصبحوا إرهابيين لدس السموم و التحريض وكشفوا عن حقيقتهم.

فبدلاً من أن يقوم النظام البعثي بتجييش وتحريض ومحاربة المحتل التركي ومرتزقته في سوريا، يثبت عكس ذلك تماماً “بالتنسيق والعمل بأعلى المستويات بين الاستخبارات السورية والتركية ” عبر الزيارات السرية والغزل الإعلامي اليومي بين الطرفين على حساب الدم السوري ودمار البنية التحتية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية للمجتمع السوري.

وما نشهده من قصفٍ يومي على تل رفعت وعين عيسى وتهديدات المجرم أردوغان للقيام بعمليات عسكرية ــ لإنهاء وجود الشعب الكردي وشعوب شمال وشرق سوريا خاصة ــ والحصار الخانق على مناطق الشهباء حيث أهالي عفرين في مخيمات التهجير القسري وأحياء الشيخ مقصود والأشرفية بحلب من قبل حواجز النظام البعثي يثبت مرة أخرى مدى العلاقة بين أنقرة و دمشق، واستغلالهم الأبواق والمرتزقة بالشكل المطلوب والحقيقي، ولذلك لا نستبعد أن يخرج علينا مسؤولين آخرين في ظل عقلية الأنظمة الاستبدادية الحاكمة بمثل هذه التصريحات.

الحقيقة واضحه للجميع، شمال وشرق سوريا ومشروع الإدارة الذاتية سيكون نموذجاً لسوريا المستقبل، شاء من شاء وأبى من أبى وإن غداً لناظره قريب، مهما تكالبت المرتزقة التركية وأبواق النظام البعثي.

نحن اليوم نكتب التاريخ بأيدينا.

زر الذهاب إلى الأعلى