حواراتمانشيت

آلان سليفي: التهديدات الأمريكية هي لإجبار إيران للقبول بالترتيبات الجديدة

_ الصراع الأمريكي الإيراني ليس وليد اللحظة، لذلك تريد الولايات المتحدة الأمريكية حسم الملفات مع إيران.

_التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات، وتهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز.

_ تعويل القيادة الأمريكية على الشعب الإيراني في إسقاط الحكومة بثورة دون كلفة أمريكية.

للحديث عن هذه النقاط أجرت صحيفة الاتحاد الديمقراطي حواراً مع آلان سليفي عضو مكتب العلاقات الدبلوماسية في حزب الاتحاد الديمقراطي في باشور كردستان.

إليكم نص الحوار:

برأيكم ما الأسباب التي أدت إلى التصعيد بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران؟

إن الولايات المتحدة الأمريكية ترى في ظل رئاسة ترامب أن الخطر الرئيسي الذي يواجه مصالحها بعد القضاء على داعش الإرهابي هو إيران، فإيران حسب الرؤية الأمريكية دولة تطمح للهيمنة في المنطقة من خلال توظيف الأزمات والحروب الإقليمية لزيادة نفوذها في الشرق الأوسط فضلاً عن كونها تريد أن تظهر نفسها كقوة مقاومة للمشاريع الأمريكية في الشرق الأوسط.

وأضاف: وفي المقابل ترى إيران الولايات المتحدة الأمريكية بسياستها الحالية تسعى لفرض رؤيتها على العالم خصوصاً بعد تولي ترامب الرئاسة، وذلك بإلغاء الاتفاق النووي وفرض عقوبات عليها، القصد منها تحجيم النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط.

وأكد: وهذا الصراع ليس وليد اللحظة بل يمتد منذ نهاية السبعينات لذلك تريد الولايات المتحدة الأمريكية حسم الملفات مع إيران، ولكن هذا لا يعني إسقاط القوة الإيرانية بل هو محاولة للضغط على إيران في أقصى درجاته من أجل الموافقة على الترتيبات الجديدة للشرق الأوسط.

_ الصراع السياسي الأمريكي الإيراني وتأثيراته على الشرق الأوسط، وعلى وجه الخصوص دول الخليج والعراق ما هي المخاطر التي تواجههم؟

بعد التوترات الأخيرة وحرب التصريحات بين أمريكا من جهة وإيران من جهة أخرى، وصل التوتر إلى مراحل جديدة خاصةً بعد وصول التعزيزات الأمريكية إلى المنطقة قبيل دخول المرحلة الثانية من العقوبات التي تريد فيها أمريكا خفض تصدير النفط الإيراني إلى الصفر، وفي المقابل إيران تُهدد بإغلاق مضيق هرمز أمام التجارة العالمية وهذا ما ينذر إذا حدث بمواجهة عسكرية لا مفر منها حسب رأي الكثيرين، وإن المنطقة ستدخل في دوامة مدمرة.

وأضاف: لذلك من المهم النظر وتحليل طريقة تعامل أمريكا في صراعاتها بالمنطقة.

إذا نظرنا لطريقة أمريكا في إدارة صراعها مع نظام صدام حسين في العراق كمثال: سنتكمن من فهم أعمق وأدق للمشهد، وهو كالتالي: الحرب الإيرانية العراقية -فخ احتلال الكويت -الحصار ومن ثم إسقاط نظام صدام حسين.

وتابع: بقياس التجربة الأمريكية في الصراع مع نظام صدام على ما يجري الآن، نرى أن أمريكا سمحت وغضت الطرف عن التمدد الإيراني بدءً “بالعراق ولبنان مروراً بسوريا وانتهاءً باليمن” وهذا يعود لعدة أسباب: استنزاف إيران عبر انخراطها في صراعات متعددة مما أدى إلى وجود صراع طائفي، وجعل إيران القوة المهددة لمصالح أمريكا ودول الخليج، ناهيك عن أن إيران تمتلك طرق عدة للمناورة منها: تحويل بغداد لباحة خلفية للحرس الثوري الإيراني، وذلك لإيذاء أمريكا ومصالحها في المنطقة وتهديد الملاحة في مضيق باب المندب عن طريق الحوثيين.

وأكد إذا حُشرت إيران في الزاوية من قِبل أمريكا ستتضرر كثيراً اقتصادياً ولكن يجب أن لا ننسى بأن هناك الصين وروسيا التي يمكن أن تشتريا النفط الإيراني، وذلك في السماح برفع أعلام الدول الحليفة أي “روسيا والصين”.

وفي سؤال أخير برأيكم ما هي الأسباب التي دفعت بالولايات المتحدة الأمريكية بالتراجع عن قرارها لضرب إيران؟

أمريكا الآن تظهر القوة لتجنب الحرب كما يُعرف في أدبيات السياسة الأمريكية، لأنها تمتلك طرق أقل كلفة وأنجح تتمثل في حصار خانق على إيران يدمر اقتصادها المتهالك أساساً من صراعات المنطقة، ومع مرور الوقت تعول القيادة الأمريكية على الشعب الإيراني في إسقاط الحكومة بثورة دون كلفة أمريكية.

حاورته: أفين يوسف   

زر الذهاب إلى الأعلى