الأخبارروجافامانشيت

آسيا عبد الله: ثورة المرأة في روج آفا أصبحت مصدر إلهام في الشرق الأوسط

أكدت “آسيا عبدالله” عضو مجلس منسقية المرأة في شمال وشرق سوريا بأن ثورة المرأة في روج آفا تركت بصماتها على مؤتمر المرأة الثاني لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وقد عُقد مؤتمر المرأة الثاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في بيروت  عاصمة لبنان بتاريخ 30-31 تموز, بمشاركة 100 سيدة من 18 دولة تحت شعار (سنحقق الثورة الديمقراطية بوحدة المرأة)، حيث صدرت عنه قرارات هامة كإنشاء لجنة إقليمية للمرأة خلال ستة أشهر, وتحديد الرؤية والأهداف واستراتيجية العمل وخريطة الطريق, والإعلان عن إنشاء تحالف نسائي إقليمي على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لتبني رؤية استراتيجية شاملة للمرأة، بهدف بناء مجتمع يقوم على المرجعية العالمية لحقوق الإنسان على أساس الحرية والديمقراطية والمساواة.

وحول أهمية هذا المؤتمر أوضحت (آسيا عبد الله) عضوة منسقية مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا بأن هناك العديد من المشاكل المهمة في الشرق الأوسط كالأزمات الاقتصادية والسياسية ولها تأثيراتها على المرأة, حيث قالت لموقع ميزوبوتاميا:

 ناقشنا في المؤتمر المجازر بحق المرأة، والعمل على خلق بيئة نقاش مشتركة لحل جميع مشاكل المرأة، وكيفية محاربة تأثير الأزمات القائمة على المرأة, فهناك مجازر يرتكبها كل من داعش ودول المنطقة تؤدي إلى تزايد ظاهرة الهجرة, ونحن نعتبر هذا المؤتمر خطوة استراتيجية من حيث النضال من أجل حرية المرأة, ومن بين الموضوعات المهمة التي تناولها المؤتمر الاستعداد للمستقبل ومناقشة ما يمكن القيام به، وكيفية خوض نضال مشترك ضد الأزمات والمجازر، وكيفية منعها.

 وبالنسبة للمساهمات التي أضافتها مشاركة المرأة من شمال وشرق سوريا في هذا المؤتمر, قالت عبد الله:

تتمتع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بنظام يمكن من خلاله لشرائح مختلفة حماية هوياتهم وحماية قواتهم المنظمة, إنها مثال ناجح لحل جميع الأزمات والمشاكل المستمرة في المنطقة, ولذلك نقلنا ثورة روج آفا وخبراتنا إلى الحضور في المؤتمر, فمقاومة YPJ هي مقاومة جميع النساء في العالم, والنظام الديمقراطي الذي تم بناؤه في شمال وشرق سوريا هو مثال ناجح لحل المشكلات والأزمات في المنطقة, لأن جميع المشاكل متجذرة في السلطة والعقلية الذكورية, وتشارك المرأة  في هذا النظام بأكبر قدر ممكن من القوة, وتقدم ثورتنا المعرفة والعمق لنضال المرأة من أجل الحرية والمشاكل التي تعاني منها منطقتنا, وتطوير هذا النضال, لأنه لا تزال هناك قوى رجعية تريد تدمير الإدارة الذاتية, لذلك نريد مشاركة تجربة المرأة في شمال وشرق سوريا مع جميع نساء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نريد دعمهم ليصبحوا أقوى, لقد أصبحت ثورة المرأة في روج آفا مصدر إلهام في الشرق الأوسط, وفي المؤتمر تم إجراء تقييمات عن انجازات هذه الثورة, وطلبت أطراف في المؤتمر معرفة المزيد ع ثورتنا وإقامة المزيد من العلاقات والاستفادة من تجربتنا.

 وعن كيفية تمثيل المرأة ضمن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا, شرحت عبد الله قائلة:

هناك رئاسة مشتركة في الإدارة الذاتية, ويتم اتخاذ جميع القرارات بشكل مشترك, ومن الناحية الإدارية سلطة وإرادة المرأة والرجل متساويتان في الإدارة, وتلعب المرأة دوراً كبيراً في الأحزاب السياسية, والعمل جار من أجل مشاركة وتأثير أكبر ولعب دور قيادي في الأحزاب, وهناك مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا, ومن واجبات هذا المجلس زيادة المشاركة السياسية للمرأة في جميع أنحاء سوريا، وحل المشكلة السورية، وضمان مكاسب المرأة، وضمان قوانين المرأة ومشاركتها في القرارات والحلول السياسية, ونحن نحاول توسيع هذا الدور.

وأضافت عبد الله:

إنما كانت هناك حرب فهناك مذابح ضد المرأة, لذلك فتطوير الدفاع عن النفس هو أهم قضية لمنع المجازر والعنف ضد المرأة وحمايتها والارتقاء بها إلى مستوىً يمكنها فيه حماية نفسها, المرأة معرضة للمجازر إذا كانت غير محمية، وإذا كانت غير متعلمة، لهذا فإننا نأخذ في الاعتبار الدعوة على نطاق واسع من خلال تغيير العقلية والتنظيم وتكوين الشخصية وقوة الإرادة، كانت هناك مذبحة كبيرة للمرأة في شنكال, وكذلك في المناطق المحتلة بشمال وشرق سوريا هناك اعتداءات ومجازر خطيرة بحق المرأة من قبل الدولة التركية ومرتزقتها, لذلك نحن مسؤولون عن تنظيم جميع النساء ويمكننا الاعتماد على تاريخ المرأة وثقافتها وهويتها, ويمكننا الدفاع عن أنفسنا بقوة أكبر ضد الهجمات.

 وحول إعادة صياغة العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا, أوضحت عبد الله بالقول:

تم تشكيل لجنة كبيرة من أجل ذلك, وتضم هذه اللجنة 150 عضواً من بينهم 75 امرأة, وذلك مهم سواء من حيث المساواة أو من حيث تمثيل المرأة, ونأمل أن تتم صياغة العقد الاجتماعي بنجاح, ومنظور المرأة ومستقبل المرأة وحقوق المرأة ستكون جزءاً مهماً من العقد الاجتماعي.

 وحول نظرة ورأي المشاركات في هذا المؤتمر بثورة المرأة في روج آفا, قالت عبد الله:

بشكل عام كانت نظرة جيدة, فالعديد من منظمات المرأة التي شاركت في المؤتمر كانت  تتابع التطورات في روج آفا ومهتمة بها, ولكننا لم نستطع تطوير العلاقة إلى المستوى الذي أردناه, وفشلنا أيضاً في الترويج لثورتنا, فمثلاً هناك قوة دفاع عن المرأة في الشرق الأوسط(ypj), ويجب على جميع المنظمات النسائية أن تنظر إليها على أنها قوة خاصة بها, والمئات من عضوات هذه القوة ضحين بأنفسهن للدفاع عن المرأة, وفي المناقشات طلب الجميع مزيداً من الحوار لتحديد موقفهم, كما تم تقديم العديد من الاقتراحات لتحسين الحوار وكيفية الاستفادة بشكل أكبر من الفرص المتاحة, إذا أردنا الاستفادة المتبادلة من تجاربنا فيجب علينا توسيع هذا الحوار.

وتابعت عبدالله:

كانت هناك مشاركة كبيرة للمرأة الكردية في هذا المؤتمر, والمرأة الكردية لديها سنوات عديدة من الخبرة في النضال, ولكن نضالها خصائص مختلفة قليلاً, فالجميع يخوض كفاح تحرر وطني وكفاح من أجل تحرير المرأة, ولكن عبء نضال المرأة الكردية أثقل, إذ تتعرض للعديد من الهجمات والاعتداءات مثل الإبادة الجماعية والاعتقال, وهناك حرب طويلة الأمد في كردستان ولها تأثير كبير على المرأة الكردية, ونضالها ضد الاحتلال, وتجارب المرأة الكردية في التنظيم والتصميم وقوة الإرادة القائمة على الفلسفة والنموذج مهمة للغاية, فمثلاً كان لبيان ليلى كوفين تأثير كبير, فقد وصفت موقف المرأة في كردستان داخل السجون وخارجها, واليوم آلاف النساء يخضن كفاحاً وطنياً وتحريرياً للمرأة في السجون بإرادة كبيرة, لقد أحدثت تأثيراً كبيراً حقاً.

تقرّر في نهاية المؤتمر تشكيل تحالف نسائي ديمقراطي, وحول تأثير هذا التحالف في نضال المرأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, أوضحت عبدالله قائلةً:

هذا التحالف إنجاز وتطور, لذلك اتفقت جميع المنظمات والأفراد في المؤتمر على ضرورة التنظيم المشترك, وأن هناك حاجة إلى التعاون الاستراتيجي بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية المشتركة والوقوف في وجه المخاطر, وكيفية تطوير العلاقات الإقليمية والعامة, وتمت مناقشة النتائج, وقد تجري العديد من المنظمات دراسات في بلدانها، ولكن من المهم أيضاً كيفية تعميم هذه الدراسات وإنجازاتها, لذلك فإن العلاقة والتنظيم اللذين سيتم تشكيلهما سيخلقان فرصاً رائعة, وبذلك نكون قادرين على إجراء المزيد من الدراسات الاستراتيجية سواء كانت سياسية أو قانونية أو اقتصادية أو اجتماعية, لقد كان تشكيل تحالف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في غضون ستة أشهر قراراً استراتيجياً, وسيكون تشكيل لجنة من ممثلي الدول بمثابة عملية تتم فيها مناقشة خرائط الطريق والأهداف, وسيتم تقديم المسودات الناتجة إلى المنظمات النسائية, وفي الواقع  سوف نشارك القرارات والدراسات والأهداف التي تم اتخاذها مع العديد من المنظمات النسائية التي لم تحضر المؤتمر إذا كانوا جاهزين، فنحن نريد تضمينهم في هذه المنظمة.

زر الذهاب إلى الأعلى