الأخبارمانشيت

آسيا عبدالله: تركيا تمنع إنهاء داعش

خلال (134) يوماً من المقاومة التي أبهرت العالم، شاركت المرأة الأولى التي تقلدت رئاسة حزب سياسي في سوريا (حزب الاتحاد الديمقراطي)، آسيا عبدالله في مقاومة كوباني.

عبدالله التي تنحدر من مدينة ديريك في روج آفايي كردستاني والواقعة على حدود باكور وباشور كردستان، وُلدت عام 1971، وانخرطت في العمل السياسي لخدمة شعبها الكردستاني وأصبحت عام 2012 رئيسة مشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي لتصبح بذلك أول امرأة تتقلد رئاسة حزب سياسي في سوريا.

آسيا عبدالله كانت شاهدة على الدقائق المقدسة في ملحمة كوباني قلعة الصمود، وبمناسبة الذكرى السنوية الرابعة ليوم التضامن مع كوباني تحدثت لصحيفة الاتحاد الديمقراطي مستذكرة جميع شهداء الحرية والديمقراطية في شخص شهداء مقاومة كوباني، واستهلت حديثها بالقول:

“بعد الحملة التي أطلقها داعش لاحتلال سوريا والعراق وإحكام سيطرته على مصير مئات الآلاف من الناس في البلدين، شن هجومه على كوباني في عام 2014 خلالها عاشت الأسرة الدولية بأكملها حالة من الخطر المحدق إزاء توسع نفوذ داعش يوماً بعد يوم، وفَرْضِ ذهنيته وتخلفه على المجتمع، وإجهاضه لإرادة المرأة على وجه الخصوص، وارتكابه الإبادات وقتل النساء بدءً من شنكال وصولاً إلى جميع المدن التي احتلها”.

وتابعت عبدالله: “في هذا الوقت عمل داعش على احتلال كوباني بعدما حشد إمكاناته وكل طاقاته وتقنياته وهاجم ليحتل كوباني في مدة قصيرة، لكن مقاومة وحدات حماية المرأة والشعب في كوباني ومقاومة أهلها أمام داعش بكل مقتنياته وأسلحته المتطورة كانت المرة الأولى في التاريخ التي تنتصر مدينة بإمكاناتها الذاتية في وجه قوة طاغية وإرهابية”.

مضيفة بقولها: “هذه المقاومة وُلِدت من الإدراك بمدى خطورة داعش وضَرره على المجتمعات وكذلك الإدراك بأهمية حماية المجتمع وقيمه من خطر الإرهاب، لذا كانت هذه المقاومة بلا حدود ومن دون تردد أمام الصعاب الموجودة، والإقرار بالمقاومة حتى الشهادة والتضحية بالنفس لحماية الشعب، بهذه الروح والفدائية أصبحت هوية المقاومة في كوباني، في شخص آرين ميركان، كلهات، مئات الشهداء وأهالي كوباني الذين دافعوا عن أنفسهم حتى الشهادة، مقاومة هذا القرن ضد إرهاب داعش”.

وأوضحت عبدالله أن هذه المقاومة لأجل شعب سوريا وكردستان والعالم بأسره، والتضامن الدولي معها هي نتاج المقاومة على الأرض، النصر والملاحم ضد داعش والعالم أصبح شاهداً على مقاومة كوباني، ولو أن المقاومة فشلت في إيقاف زحف هذا التنظيم الاحتلالي كان سيشكل ذلك خطراً على الشعب السوري وشعب المنطقة والعالم بأجمعه وما كان بالمستطاع إيقاف إرهاب داعش، وهنا تكمن أهمية هذه المقاومة في الدفاع عن الإنسانية وسدت الخطر المحدق بالعالم.

ونوَّهت عبدالله إلى الدور الذي لعبته تركيا في دعم داعش أثناء حرب كوباني بقولها: “إحدى القِوى التي أرادت لداعش أن ينتصر ويحتل سوريا هي تركيا ورئيسها اردوغان الذي سخر جميع إمكانات دولته أمام مرأى العالم لينتصر داعش في كوباني، لذا نستطيع القول أن الحكومة التركية واردوغان مساندٌ لداعش في فرض الإرهاب على شعوب الشرق الأوسط، وانتصار المقاومة في كوباني يعني فشل مشروع أردوغان الذي أراد تطبيقه عبر إرهاب داعش على الشعب السوري والكردي خصوصاً، لذا مقاومة كوباني أسقطت قناع أردوغان وفضحت علاقته بداعش”.

وأكدت عبدالله أن مساندة الشعب الكردستاني (شعب باكور كردستان على وجه الخصوص) القوى الديمقراطية القوى السياسية والأسرة الدولية واعتبار 1 تشرين الثاني يوم التضامن مع كوباني كان إنجازاً ونصراً للإنسانية جمعاء، وتلاحماً ذو معنىً كبير بين شعوب العالم.

مشيرة هنا إلى أهمية مقاومة كوباني بأنها هي التي أوقفت داعش وسدت الطريق أمامه، وأصبحت أساساً وقوَّة لتحرير عاصمة خلافته (الرقة) وعموم مناطق الشمال السوري بل كانت انتصاراً لعموم الشعب السوري.

واردفت عبدالله بالقول: “في وجه كل الهجمات على مدار أربع سنوات هنالك مقاومة بلا منازع لها هي مقاومة العصر في عفرين أمام الناتو والدولة التركية بالشكل المباشر كون حكومة العدالة والتنمية حاولت تطبيق مخططاتها على الشعب الكردي عبر داعش في كوباني، لكن نصر كوباني أجبر تركيا على الحرب المباشرة”.

مشددة على أنه بروح مقاومة كوباني  استمرت مقاومة العصر في عفرين  58 يوماً ولا زالت هذه المقاومة وثبات شعب عفرين ووحدات حماية الشعب والمرأة في عفرين مستمرة.

وعللت عبدالله الهجمات التركية قبل أيام على كوباني وكري سبي بالقول: “لأن داعش تتنفس أنفاسها الأخيرة في دير الزور الدولة التركية تهاجم من 28 تشرين الأول على كوباني وكري سبي لحماية داعش ومنع إنهاء وجوده.

واعتبرت عبدالله أن تعرُّض كوباني للهجمات في الذكرى السنوية للتضامن معها؛ هي ردٌّ تركي على تضامن الشعوب التي ساندت مقاومة كوباني، ورسالة اعتراض على المكتسبات الوطنية للشعب الكردستاني.

وهنا لفتت عبدالله إلى ضرورة التفاف الشعب الكردستاني، التحالف الدولي، الأسرة الدولية، المرأة والشبيبة أكثر من أي وقت مضى حول المكتسبات التي تحققت عبر مقاومة وكفاح منقطع النظير (مقاومة كوباني)، وإحيائها وحمايتها وحماية هذه الثقافة التي انتصرت على ثقافة الإرهاب والترهيب.

وأضافت: “هذه المقاومة هي بمثابة انتصار نهج حرية المرأة، إرادة الشعوب أمام ديكتاتورية وفاشية إرهاب داعش، لذا يقع على عاتقنا إحياء هذه المقاومة دائماً، والمكتسبات المتحققة بدماء مئات الشهيدات أمثال آرين ميركان، وبكدح وحدات حماية المرأة والأمهات ونساء كردستان وعموم العالم علينا حمايتها، وبهذه المناسبة لزيادة التلاحم بين التنظيمات النسائية وتطوير النضال المشترك في وجه جميع أنواع الإرهاب علينا تصعيد وتيرة نضال الحرية وكفاح بناء نظام ديمقراطي”.

إعداد: سيدار رمو  

زر الذهاب إلى الأعلى