محمد ايبش
من خلال التركيز على فلسفة الأمة الديمقراطية، قد نجد مخرجاً لحل القضايا العالقة وبالتالي لابد للقارئ أن يتمعن في قراءة تاريخ الشرق الأوسط قراءة موضوعية ومعمقة ومن خلال ذلك سيجد بأن مشروع الأمة الديمقراطية والتي طرحها القائد أوجالان، إضافة الى تحليلاته الدقيقة التي تشخص الوضع في منطقة الشرق الأوسط كطبيب مخبري قدير يُشخِّص حالة مريضه.
لم يعد خافياً على أحد ما آلت إليها حالة الدول القومية والتي باتت عاجزة عن إيجاد الحلول لأبسط مشكلاتها، ناهيك عن عجزها لتحقيق أي تطور ملحوظ رغم الامكانيات الهائلة سواءً على الصعيد البشري أو الثروات الباطنية وغيرها لذلك كان ولابد أن يبحث القائد والمفكر عبد الله أوجالان عن نظام بديل لكي يحقق حل القضايا العالقة ومن القضية الكردية والتي تعتبر من اعقد القضايا التي تستوجب الحل في اطار الدول المعنية ولتصبح نواة لحل كافة القضايا العالقة والتي لم ترى النور، بالإضافة الى الأزمة البنيوية المُعاشة في بلدان الشرق الأوسط.
جاءت تلك الأزمة مع ظهور الدول القومية كنتيجة طبيعية لسياسات الدول الاستعمارية ومع تطور التكنولوجيا باتت أكثر ارتباطاً بالنظام العالمي وذلك لعدم قدرتهم على امتلاك قرارهم المستقل بسبب ارتهانهم للقوى المهيمنة على السياسة الدولية بشكل من الأشكال والسبب الثاني ابقاء مجتمعاتهم بدون إرادة وإبعادهم عن الحياة السياسية في تلك الدول ناهيك عن القوانين التي تعيق التطور والنمو بغية ابقاء مجتمعاتها كمجموعة من العبيد
إذاً نحن أمام مفكر قد وصل في ميلاده الى الخامسة والسبعين من العمر يعيش في ظل ظروف قاسية وعزلة مشددة تمارسها الدولة التركية بمشاركة دول الناتو وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ولن يتحرر هذا المفكر إلا بهزيمة أردوغان في الانتخابات المقبلة ومن خلفها فشل النظام العالمي في منطقة الشرق الأوسط ومن هنا يقع واجب أخلاقي وانساني للدفاع عن رائد الفكر وفلسفة الأمة الديمقراطية والعيش المشترك.